«تندرج رياض الأطفال في إطار خطط التنمية البشرية، ورافد من الروافد المتقدمة التي تسبق مرحلة التعليم الأساسي، وذلك بغية تهيئة الطفل للعملية التعليمية، وغرس مبادئ حب العلم والمعرفة في مراحل عمرية متقدمة من حياة الطفل، وهذه الرياض تشكل مع النظام التربوي الأسري، حلقة من حلقات تنمية المدارك العقلية للطفل وإنماء طاقاته الفكرية، وإكسابه الخبرات والمعارف التي تتناسب مع نموه العقلي والإدراكي، إضافة إلى تلقينه المبادئ الأولى للقراءة والكتابة والحساب، واحترام الآخرين، وتحقيق الاندماج المجتمعي مع أقرانه الأطفال.

وتأتي أهمية رياض الأطفال، كمرحلة أساسية يجب على كل طفل أن يمر بها، كونها عامل مساعد يجذب الطفل إلى رحاب المعرفة في مراحل سنيه المبكرة، ولا يصل إلى مرحلة التعليم الأساسي إلا وقد تشكل لديه وعي كامل عن طبيعة النظام والانضباط المدرسي، والواجبات والحقوق المترتبة عليه، والقواعد التي يخضع لها هذا النظام».

ما نعانيه في مجال عملنا برياض الأطفال، هو صعوبة تأمين وسائل النقل، ونأمل أن تعمل الوزارة على تخصيص الرياض التي يزيد عدد الأطفال المسجلين فيها عن /60/ طفلاً بحافلات تقلهم من منازلهم إلى الروضة وبالعكس، علماً أن الرياض التابعة للوزارة في "الرقة" تستوعب ضعف عدد الأطفال المسجلين لديها حالياً، وهذه الرياض مخدّمة بكافة احتياجاتها ومستلزماتها من الأثاث والمقاعد وألعاب الأطفال والمناهج والكوادر الإدارية والتدريسية المؤهلة والمدربة

ذكر ذلك لموقع eRaqqa بتاريخ (19/3/2009) السيد "عبد العباس"، رئيس شعبة المدارس ورياض الأطفال في دائرة التعليم الخاص، أثناء حديثنا معه عن الدور التكاملي الذي تلعبه رياض الأطفال مع التعليم الأساسي، في تعليم الأطفال المبادئ الأولى للقراءة والكتابة وأصول المحاكمات العقلية.

مكان مخصص للعب الأطفال

وتحدث لموقعنا السيد "حسن ديوب" رئيس دائرة التعليم الخاص في مديرية تربية "الرقة"، عن مختلف مهام الدائرة، ودورها في الإشراف على رياض الأطفال، قائلاً: «تنحصر مهمة الدائرة في الإشراف على كافة المدارس الخاصة، ورياض الأطفال، والمخابر اللغوية، والمراكز المهنية المرخصة أصولاً، إضافة إلى إشرافها المباشر ومتابعتها لعمل رياض الأطفال العائدة لوزارة التربية، وفي مدينة "الرقة" حالياً، مدرسة "الإباء" الخاصة، وهي مدرسة نموذجية للتعليم الأساسي، انطلقت مع بداية العام الدراسي الحالي /2008ـ 2009/ وفيها نحو /180/ طالباً وطالبة.

إضافة إلى المدارس الخاصة الموجودة سابقاً، وهي مدرستي "الحرية" في مدينة "الرقة" و"الاستقلال" في "تل أبيض"، وتقوم الدائرة بمراقبة عمل هذه المدارس، من كافة النواحي التعليمية والتربوية، وفيما يخص المخابر اللغوية ففي "الرقة" قرابة /22/ مخبراً لغوياً، سُمح لها بإقامة الدورات التعليمية لطلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة، وذلك خارج أوقات الدوام الرسمي، بناءً على التعليمات التنفيذية للمرسوم التشريعي رقم /55/ لعام /2004/، وبإشراف موجهين مختصين تعيّنهم دائرة المناهج والتوجيه».

مدخل إحدى الرياض

وحول رياض الأطفال الموجودة في المحافظة، الخاصة منها والعامة، والخدمات التي تقدمها للأطفال يضيف قائلاً: «أحدثت رياض الأطفال في محافظة "الرقة" بتاريخ (8/10/2006)، استناداً للمرسوم التشريعي رقم /55/ لعام /2004/، وتعليماته التنفيذية لعام /2006/، وفي "الرقة" الآن ثمان رياض أطفال خاصة، و/16/ روضة تتبع للوزارة، تسع رياض منها أساسية تتمتع بإدارة مستقلة، وسبع ملحقة بمدارس التعليم الأساسي، لعدم استيفائها النصاب القانوني المحدد بثلاث شعب.

وبلغ عدد الأطفال المسجلين لدى الرياض التابعة للوزارة نحو /1269/ طفلاً، موزعين على /55/ شعبة صفية، بمعدل /20/ طفلاً في الشعبة الواحدة، وتم استيعابهم وفق شروط القيد والقبول، والفئات العمرية المحددة من /3 ـ 5/ سنوات، علماً أن رياض الأطفال تحدث بقرار من المكتب التنفيذي في المحافظة، بعد أخذ موافقة وزارة التربية».

الأطفال يتعلمون قواعد السير

وعن الدور التربوي التي تؤديه هذه الرياض، ومدى توفر مستلزماتها وكوادرها الإدارية والتدريسية، يضيف "ديوب" قائلاً: «تعتمد الرياض في برامجها التدريسية على المناهج والمقررات المعتمدة لدى وزارة التربية، ويتم تأمين الكوادر التدريسية من خريجات كلية التربية، ممن تتوفر لديهن الخبرة والمهارة الكافية في التعامل مع الفئات العمرية الصغيرة، والقدرة على إنماء طاقات الأطفال وتعليمهم، وتعريفهم بالمبادئ الأولية للقراءة والكتابة والرسم، إضافة إلى توفر مدرسة للغة الإنكليزية في كل روضة من الرياض الخاصة والعامة.

وتبلغ قيمة القسط السنوي في الرياض الحكومية /4500/ ليرة سورية خلال العام الدراسي، وهو مبلغ زهيد قياساً بالخدمات الكبيرة التي تقدمها هذه الرياض، وتمنح الرياض مبلغ /500/ ليرة سورية لمديرة الروضة بدل تعويض إدارة أسوة بمدارس التعليم الأساسي، وتمنح مكافأة تشجيعية فصلية قدرها /4000/ آلاف ليرة لمرافقة أطفال الروضة، وفي مديرية التربية موجهة مختصة للإشراف على عمل هذه الرياض».

ويختتم رئيس الدائرة حديثه عن أبرز الصعوبات والمعوقات التي تعترض عمل رياض الأطفال في المحافظة بقوله: «ما نعانيه في مجال عملنا برياض الأطفال، هو صعوبة تأمين وسائل النقل، ونأمل أن تعمل الوزارة على تخصيص الرياض التي يزيد عدد الأطفال المسجلين فيها عن /60/ طفلاً بحافلات تقلهم من منازلهم إلى الروضة وبالعكس، علماً أن الرياض التابعة للوزارة في "الرقة" تستوعب ضعف عدد الأطفال المسجلين لديها حالياً، وهذه الرياض مخدّمة بكافة احتياجاتها ومستلزماتها من الأثاث والمقاعد وألعاب الأطفال والمناهج والكوادر الإدارية والتدريسية المؤهلة والمدربة».