«تعتبر صناعة الدواجن في الوقت الراهن من أهم الصناعات الغذائية، وتعتمدها بعض الدول في برامجها الغذائية لتأمين البروتين الحيواني، ومن هنا تنبع الأهمية الاقتصادية للدواجن بأنواعها الفروج والبيّاض والأمّهات، ويتم اعتماد تربية الدجاج البيّاض من أجل إنتاج بيض المائدة، باعتماد عروق جيدة منتجة للبيض، وتطبيق برامج اللقاح النظامي عليها، وقد سعينا في منشأة دواجن "الرقة"، وضمن خططنا السنوية، لزيادة إنتاجية المنشأة من بيض المائدة، ورفد الأسواق المحلية بكميات وفيرة من البيض ذا القيمة الغذائية العالية، للحد من احتكار التجار لهذه المادة».

تحدث بذلك لموقع eRaqqa بتاريخ (19/2/2009) السيد "عبد الحكيم إسماعيل" مدير عام منشأة دواجن "الرقة"، في معرض حديثه عن صناعة الدواجن، ودور المنشأة في إنتاج بيض المائدة، وبيعه بأسعار مخفّضة، والرؤى والطموحات التي من شأنها الإسهام في رفع الإنتاجية.

يتفق جميع تجار الجملة والمفرق في محافظة "الرقة" أن البيض الذي تنتجه منشأة دواجن "الرقة" من أجود أنواع البيض في سورية، فهو ذو قيمة غذائية عالية، إضافة إلى سعره المنافس للبيض الذي ينتج من قبل القطاع الخاص، ويساهم في استقرار الأسعار، وتلبية احتياجات السوق المحلية من هذه المادة المهمة، والتي لا يخلو أي بيت منها، كما أن المنشأة توفر نقل المادة إلى منافذ البيع في المحافظة

وعن عمل المنشأة، والمراحل التي تمر بها تربية الطيور يضيف قائلاً: «تبلغ مساحة منشأة دواجن الرقة /1500/ دونم مشجّرة بمختلف أنواع الأشجار المثمرة والحراجية، والمنشأة ذات طابع اقتصادي تتبع للمؤسسة العامة للدواجن، ونقوم باستجرار الصيصان من المؤسسة العامة، وتربى لمدة /20/ يوماً في حظائر تربية الصيصان، وفي المنشأة قسم آلي يحتوي على وحدة رعاية وثلاث وحدات إنتاجية، وتضم كل وحدة منها حظيرتان، واستيعاب كل حظيرة /27/ ألف صوص، وثمان حظائر في القسم الأرضي بطاقة استيعابية قدرها /13/ ألف صوص في الدفعة الواحدة، وهذه الصيصان مستجرة من المنشآت المتخصصة بإنتاج صيصان البياض والفروج في المؤسسة العامة للدواجن، وتربى الصيصان ضمن حظائر الرعاية ضمن شروط صحية ملائمة من حيث الإنارة والتغذية والتدفئة والتهوية المناسبة، وتنقل الطيور بعد ذلك إلى حظائر الإنتاج».

القسم الآلي في المنشأة

وحول إنتاجية المنشأة، والهدف الرئيس لقسم البياض، يقول "إسماعيل": «الهدف الرئيسي لقسم البياض في المنشأة هو إنتاج بيض المائدة، وطاقته القصوى المتاحة /38/ مليون بيضة سنوياً، ويباع /70%/ منه للقطاع الخاص، و/30%/ للقطاعات العامة المختلفة، وبدأ العمل في هذا القسم مطلع عام /1996/ بعد وقف العمل في بيع الفروج الحي لعدم تحقيقه الريعية الاقتصادية المطلوبة، وتضم المنشأة ست حظائر في القسم الآلي مقسمة على ثلاث وحدات إنتاجية، واستيعاب كل حظيرة منها ما بين /27 ـ 28/ ألف فرخة بيّاضة تربى فيها الفرخات لمدة /52/ أسبوعاً، وثمان حظائر إنتاج في القسم الأرضي مقسمة على أربع وحدات إنتاجية استيعاب كل واحدة ما بين /13 ـ 14/ ألف فرخة، وتربّى الفرخات في حظائر إنتاج البيض ونستفيد من إنتاجها مدة عام كامل، وتباع بعد ذلك كدجاج منسّق في الأسواق المحلية لانتهاء عمرها الإنتاجي والاقتصادي».

وقد حققت المنشأة أرباحاً جيدة في خطة العام الفائت، وتم تكريمها عدّة مرات كإحدى أميز منشآت الدواجن في القطر، وعن ذلك تحدث مدير عام المنشأة قائلاً: «بلغت الخطة الإنتاجية لمنشأة دواجن "الرقة" في عام /2008/ إنتاج /40/ مليون بيضة، نفّذنا منها /43،893/ مليون بيضة، وكانت نسبة التنفيذ /110%/، علماً أن معدلات إنتاج البيض تختلف من عرق دجاج إلى آخر، وقد حققت المنشأة معدلات عالية في إنتاج البيض وصلت إلى حدود /303/ بيضة سنوياً للدجاجة الواحدة، وبلغ إجمالي الأرباح المحققة في المنشأة بعد احتساب النفقات والمصاريف /19/ مليون ليرة سورية، وتعتبر المنشأة من المنشآت المتميزة على مستوى المؤسسة العامة للدواجن».

الطريقة الألية في جمع البيض

وعن أبرز المعوقات التي تعترض عمل منشأة الدواجن، يضيف المدير العام: «تغطي المؤسسة العامة للدواجن ما بين /10 ـ 15%/ من حاجة القطر من بيض المائدة والمنتجات الأخرى، ويغطى الجزء الأكبر من الاستهلاك المحلي في القطر من خلال منشآت القطاع الخاص، وتسعى المؤسسة العامة للدواجن جاهدة إلى زيادة الإنتاج كماً ونوعاً، من خلال تحسين جودة المنتج، بإتباع برامج اللقاح العلمي، وإجراءات الحجر الصحي المشددة والتعقيم الدوري للمنشأة، ومن أبرز المعوقات التي تعترض عملنا، وتنعكس سلباً على نتائج أعمالنا، ارتفاع أسعار بعض المواد العلفية كفول الصويا والذرة الصفراء والشعير العلفي، وتذبذب أسعار بيعها».

وعن آفاق عمل المنشأة، وسعيها الدؤوب لزيادة الإنتاجية يقول: «منشأة دواجن "الرقة" منشأة ذات طابع اقتصادي، غايتها تحقيق الريعية الاقتصادية المطلوبة دعماً للاقتصاد الوطني، وحماية للمنتج المحلي عالي الجودة، وتوفير جزء من حاجة الأسواق المحلية، ولتحقيق هذه الأهداف لا بد من إيجاد ضوابط دقيقة ومحددة لتذبذب أسعار مبيع وشراء المواد العلفية، وحصرها بالقطاع العام ما أمكن، وبعد أن انتقلت ملكية الأشجار من مصلحة الحراج إلى المنشأة، عملنا على الاستفادة منها، ورعايتها، بحيث تعود بعائد اقتصادي ملائم يدعم عمل المنشأة، ويساعدها في تحقيق خططها وبرامجها، وقد قمنا بتأجير هذه الأشجار بقيمة /11،6/ مليون ليرة سورية ولمدة ست سنوات، علماً أن المنشأة تضم قرابة /23/ ألف شجرة زيتون، و/2200/ شجرة كرمة، ونحو /10/ آلاف شجرة حراجية».

إنتاج وفير من البيض

وأخيراً تحدث إلى موقعنا التاجر "إبراهيم الشعيب" قائلا: «يتفق جميع تجار الجملة والمفرق في محافظة "الرقة" أن البيض الذي تنتجه منشأة دواجن "الرقة" من أجود أنواع البيض في سورية، فهو ذو قيمة غذائية عالية، إضافة إلى سعره المنافس للبيض الذي ينتج من قبل القطاع الخاص، ويساهم في استقرار الأسعار، وتلبية احتياجات السوق المحلية من هذه المادة المهمة، والتي لا يخلو أي بيت منها، كما أن المنشأة توفر نقل المادة إلى منافذ البيع في المحافظة».