في شارع "القوتلي"، وفي القسم الشمالي منه، تقع صيدلية "الرشيد"، والتي تعرف عند أهالي "الرقة" باسم صيدلية "عبد السلام العجيلي"، وتعتبر هذه الصيدلية من أقدم، وأشهر الصيدليات لا في مدينة "الرقة" فحسب بل حتى على مستوى المحافظة كلها.

موقع eRaqqa وبتاريخ (17/1/2009) التقى الباحث "علي السويحة"، وبسؤاله عن تاريخ هذه الصيدلية تحدث قائلاً: «تعتبر صيدلية "الرشيد" أول صيدلية في "الرقة"، إذ إن تاريخها يرجع إلى بداية الخمسينيات، وقبل وجود هذه الصيدلية كانت المحلات، والدكاكين وخصوصاً دكاكين العطارين تحتوي على بعض الأدوية، والمسكنات كحبوب آلام الرأس، ويطلق أهل "الرقة" على هذه الصيدلية اسم صيدلية "عبد السلام العجيلي"، وهذه التسمية تعرف لديهم أكثر من اسمها الرسمي المسجلة به في نقابة الصيادلة وهو صيدلية "الرشيد"، وذلك لأن بانيها هو المرحوم الأديب الدكتور "عبد السلام العجيلي"، أضف إلى أنها تقع بالقرب من عيادته رحمه الله».

أعمل بالصيدلية منذ عام /1990/، وقد عملت في هذا المجال منذ عام /1983/، في العديد من صيدليات مدينة "الرقة"، ومن خلال مزاولتي لهذه المهنة استطعت أن أمتلك خبرة ممتازة في تركيب بعض الأدوية، والعقاقير والخلطات، خصوصاً تلك التي تتعلق بمستحضرات التزيين، وكريمات تحسين البشرة وتجميلها

ثم يتابع "السويحة" قائلاً: «أول من عمل بها شخص أرمني اسمه "طاطوز" وقد درس الصيدلة في مصر، كان الدكتور "العجيلي" هو الذي أتى به ليعمل في الصيدلية، وذلك ليقوم بتأمين الدواء وصرفه للمرضى عن دراية وخبرة وعلم ومعرفة، وكان للدكتور "العجيلي" فضل كبير على أهالي "الرقة" من الناحية الصحية، فلقد كان يجري أبحاثاً ودراسات عن الأمراض السارية والمستوطنة في "الرقة"، فهو أدرى الأطباء بذاك العصر بتلك الأمراض، لأنه ابن البيئة، ورأينا شعوره بمعاناة الناس وملامسته لواقعهم من خلال كتاباته الأدبية المختلفة، ومثال على ذلك ما جاء في مؤلفه الشهير "عيادة في الريف"».

الصيدلانية رانيا الخلف

وفي داخل الصيدلية التقينا مع الصيدلانية "رانيا الخلف"، والتي تحدثت لموقعنا عن تاريخ عملها داخل الصيدلية قائلةً: «بعد إنهائي لدراسة الصيدلة في روسيا في عام /1997/، قمت بالعمل في داخل هذه الصيدلية، ووجدت راحة تامة، أولاً لموقعها التجاري المتميز، إضافة لإرثها التاريخي المرتبط بأديبنا الراحل الدكتور "العجيلي".

وعن مهنة الصيدلة وعملها كسيدة فيها، تقول: «مهنة الصيدلة تحتاج إلى دقة، وإلى تروٍ في قراءة وصفة الطبيب، وإعطاء التعليمات، والإرشادات المناسبة للمريض، في طريقة أخذ الدواء، ومتى بإمكانه ترك استخدامه، فهناك العديد من الأدوية، تلحق أضراراً بصاحبها في حال تركه يأخذ الدواء دون استشاره الطبيب المختص، أو الصيدلي الذي قام بصرف الدواء له، لأنهما الأدرى بنفع الدواء وضرره، وفي وقتنا الحالي أصبح الناس يمتلكون ثقافة طبية، ودراية صحية جيدة، وذلك بسبب برامج التثقيف الصحي التي تقوم بها وزارة الصحة، ومن خلال متابعتهم للبرامج الطبية على شاشات القنوات الفضائية، أو من خلال وسائل الإعلام الأخرى، أما بالنسبة لي فأجد متعة حقيقية في تعاملي مع المرضى، كما أن الرقة شهدت العديد من الصيدلانيات اللواتي عملن في هذا المجال».

علي السويحة

كما التقينا مع السيد "أحمد العساف" الذي يعمل في الصيدلية كمساعد للصيدلانية "رانيا"، حيث قال: «أعمل بالصيدلية منذ عام /1990/، وقد عملت في هذا المجال منذ عام /1983/، في العديد من صيدليات مدينة "الرقة"، ومن خلال مزاولتي لهذه المهنة استطعت أن أمتلك خبرة ممتازة في تركيب بعض الأدوية، والعقاقير والخلطات، خصوصاً تلك التي تتعلق بمستحضرات التزيين، وكريمات تحسين البشرة وتجميلها».

وعن مهنة الصيدلة ما بين الماضي والحاضر يقول: «في الماضي كان عدد الصيدليات في "الرقة" قليل جداً، وكان عدد الصيدليات المناوبة لا يتجاوز الواحدة أو الاثنتين، ومعنى ذلك أن الصيدلية المناوبة سيكون عليها ضغط عمل، ويؤدي إلى إرهاق، وتعب من يعمل بها، بسبب الازدحام، وتوافد الناس عليها، أما في وقتنا الحالي، فقد تجاوزنا هذه المشكلة، وخصوصاً بعد انتشار الصيدليات في كل حي من أحياء المدينة، وفي كل شارع من شوارعها، لا بل حتى في ريف "الرقة" بعيده وقريبه، حتى إنه قد وجد في الكثير من القرى والبلدات أكثر من صيدلية، إضافة لوجود عدد كبير من أبناء المحافظة ممن يحملون شهادة الصيدلة عدا عن الطلاب الذين لم يتخرجوا بعد».

من داخل الصيدلية