«ونحن نبحث عن مدرسة متميزة بكل ما فيها، لنطلق عليها اسم مدرسة صديقة للطفولة، وجدنا مدرسة "هواري بومدين" في محافظة "الرقة"، التي تتميز بكادرها الإداري الجيد، والنظافة التامة، وبعبارة واحدة أستطيع القول عن هذه المدرسة، بأنها مدرسة صديقة للطفل، وهي زهرة مدارس محافظة "الرقة"، وأقترح بعد زيارة هذه المدرسة، ومقابلة العاملين فيها، وعلى رأسهم الطاقم الإداري، أن يوجه كتاب شكر وثناء، لجهود هذه الإدارة الواضحة على المدرسة، وعلى الأثر الطيب الذي تتركه في نفوس التلاميذ، وأن يكون لها وجود دائم في للمشاركة في مشروع تعليم الفتيات، اللواتي تسربن لسبب أو لآخر من مدارس أخرى».

هذا ما خطَّه في سجل الزيارات الأستاذ "عبد السلام سلامة"، مدير التخطيط والإحصاء في وزارة التربية، عن مدرسة "هواري بومدين"، حيث قام موقع eRaqqa بتاريخ (12/11/2008)، بزيارتها، فالتقينا مديرها، وطاقمها الإداري، وقمنا بجولة بين الصفوف، حيث تبين لنا حقيقة ما ذهب إليه "السلامة"، الذي جدد شهادته في هذه المدرسة مرةً أخرى في زيارته التالية.

أشكر جميع المعلمين، وأتمنى أن أظل متفوقةً حتى تكون مدرستي فخورةً بي، وأهدي تفوقي لوطني الحبيب، ولأسرتي ومدرستي

بدأ السيد مدير المدرسة "محمود الغريب" حديثه لنا معرفاً بهذه المدرسة بالقول: «تم بناء هذه المدرسة في عام /1979/م، وسميت بهذا الاسم نسبةً للزعيم الجزائري "هواري بومدين"، وتقع ضمن منطقة تصنف ضمن المناطق المتوسطة الدخل من بين أحياء المحافظة، ولكنها تميزت ومنذ البداية بكثير من الأمور، منها التحصيل العلمي الذي يتابع وبعناية من الكادر التعليمي والتدريسي في المدرسة، وكان يبرز منها رائداً على مستوى القطر في كل عام بأقل تقدير، كما تميزت بنشاطها الطليعي، واختيرت مدرسةً صديقةً للطفولة على مستوى المحافظة أولاً، ثم على مستوى القطر، وكرمت بكتاب ثناء موجه من السيد وزير التربية، كما أنها كرمت ولأكثر من مرة على صعيد المحافظة من مختلف الفعاليات الرسمية، ما نستطيع المفاخرة به في هذه المدرسة هو ذلك الانسجام الذي يجعل من كامل كادرها خلية عمل واحدة، هدفها الأكبر هو الطالب، الذي يجب أن يولى العناية القصوى، فهو من سيصنع الغد».

مدير المدرسة "محمود الغريب"

كما التقينا أحد المعلمين في المدرسة، الأستاذ " أحمد الزر"، الذي يدرس مادة التربية الرياضية في المدرسة، بالإضافة لنشاطه الملحوظ في الجانب الاجتماعي مع الطلاب وذويهم، فقال متحدثاً عن ذلك: «لا يتوانى أي معلم في هذه المدرسة عن القدوم إليها لتأدية عمل ما، حتى لو كان ذلك خارج أوقات الدوام الرسمي، ومرت أيام كثيرة علينا، خاصة في أيام النشاطات، نسهر في أروقتها لوقت متأخر من الليل، نعد العدة للنشاط القادم حتى يظهر بأبهى حلة، ومن خلال تواصلي مع التلاميذ في مادة التربية الرياضية، واهتمامي بمحاولة إيجاد الحلول لبعض مشاكلهم، سواء كانت هذه المشاكل في المنزل أو في المدرسة، استطعت أن أحيط علماً بالطريقة الصحيحة التي تتيح للطالب أن يكون متفوقاً، ولأننا نناقش كل السبل التي تخلق هذا التلميذ الواعي، فإننا طورنا كل قدرات الكادر المدرسي، باتجاه ذلك ولمسنا نتائج أستطيع وبكل جرأة أن أصفها بالمدهشة، فلدينا في المدرسة /20/ رائداً على مستوى الفرع، شاركوا بمختلف الاختصاصات، منهم أربعة رواد شاركوا على مستوى القطر، باختصاصات تقنية، وفنية، ورياضية، وموسيقية».

وتقول الطالبة المتفوقة في الصف السادس، والرائدة على مستوى القطر بالفنون التطبيقية، "هند الحمد" لموقعنا: «لقد كان اهتمام المعلمين في المدرسة، يشكل دافعاً كبيراً لي لمتابعة تفوقي، كما أن أسرتي ساعدتني كثيراً بذلك، فلم يكن والدي يفوت مجلساً لأولياء الأمور إلا ويحضره، أحب مدرستي، وأحب صفي، وأحب رفاقي، وأحب وطني».

أحد الصفوف

بينما تقول الرائدة على مستوى القطر، بمادة الرياضيات "هيا الحويجة": «أشكر جميع المعلمين، وأتمنى أن أظل متفوقةً حتى تكون مدرستي فخورةً بي، وأهدي تفوقي لوطني الحبيب، ولأسرتي ومدرستي».

ولفت نظرنا أثناء الزيارة وجود صندوق للشكاوى، حيث حدثتنا عنه أمينة السر في المدرسة، المعلمة "وحيدة المربد": «حتى يكتمل التواصل مع التلميذ، فإننا في إدارة المدرسة ارتأينا أن يعبر الطالب عما يريد، ولإدراكنا أنه قد يحجم أحياناً عن ذلك لعوامل نفسية واجتماعية، ولدت فكرة صندوق الشكاوى الخاص بالتلاميذ، فمن حق كل تلميذ أن يطرح مشكلته، التي قد تكون مع المعلم، أو في المنزل، أو في الباحة مع زميل آخر، وهذه المشاكل لا تهمل بالمطلق، إذ أنها تتابع من قبل الكادر الإداري باهتمام كبير، وأثبتت هذه التجربة أنها مميزة وناجحة، حيث لاحظنا الإقبال الشديد في الطروحات، التي تجاوزت الشكاوى لتصل لاقتراحات بناءة من بعض التلاميذ، بإضافة لمسات جمالية على المدرسة، وتم توجيه بطاقات الثناء لأولئك التلاميذ، حتى يصبحوا قدوة لزملائهم».

أمينة المكتبة تتحدث للموقع

وعن شعبة الطالبات المتسربات، من المدرسة بوقت سابق، ويحببن متابعة التحصيل، يعاود السيد مدير المدرسة "محمود الغريب" حديثه بالقول: «بسبب ظروف قد تكون قاهرة أحياناً، تسربت بعض التلميذات من المدرسة، فقمنا بإحداث شعبتين خاصتين بهذا الأمر، قمنا بتصنيفهما كشعبة مستوى ثانٍ يضم /10/ فتيات، وهي توازي طالبات الصف الثالث، والرابع الابتدائي، وشعبة أخرى بمستوى ثالث، وتضم /11/ فتاة، وتعادل طالبات الصف الخامس، والسادس الابتدائي، وهي تجربة فريدة ومميزة في هذه المدرسة».

أما عن النشاطات الرديفة في المدرسة، فتحدثنا المعلمة "غصون كركوكي"، التي تعمل أمينةً لمكتبة المدرسة بالقول: «نقوم بتنمية قدرات التلميذ، وذلك عن طريق حثه على استثمار أوقات فراغه بالمطالعة، ولدينا في مكتبة المدرسة أنواع مختلفة من الكتب التي دُرست أثناء جلبها، أن تخلق لدى الطفل الحافز للتعلم، وأن تجعله فخوراً بماضيه، وأن تذكره بالأوائل الذين تركوا بصمات بذاكرة أوطانهم، حتى يكونوا للطالب قدوة يحتذى بها، وقد لاحظت الإقبال الطوعي من التلاميذ على المكتبة، وأحمد الله على ذلك، كما أن لدينا مرسماً جميلاً يقضي فيه التلاميذ أوقات حصص مادة التربية الفنية، قام بتزيينه معلمات الفنون، وهو بحد ذاته معلماً جميلاً في المدرسة».

وينهي السيد مدير المدرسة حديثه لنا، راسماً أهداف إدارته حول العملية التربوية بالمدرسة بقوله: «نسعى جميعاً لتحقيق النمو الشامل والتميز لجميع التلاميذ، ونحاول ما أمكن أن نشركهم في الحوار مع المعلم في الصف، ونمضي باتجاه الاهتمام بالقيم، والسلوكيات، والمهارات، والتحصيل لدى التلاميذ، كما نركز على تقويم شامل للعملية التربوية في المدرسة عند نهاية كل فصل دراسي، وننمي مهارات تلاميذنا بالملاحظة والقياس، من خلال موجودات المدرسة، من أشجار، ونباتات، وغير ذلك من الموجودات، كما نوصي كل المعلمين بضرورة التواصل بين الصفوف، كي نمنح تلميذنا المتعة بجانب التحصيل».