يحاول موقع eRaqqa أن يكون فاعلاً في مهرجان "الرقة" الدولي الرابع للفنون المسرحية، لذلك طرح قضية للحوار ذات أهمية قصوى، بشروط حياة المسرح وغيابه، وقد اختزلناها في أسئلة طرحناها على مدير المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة الدكتور "عجاج سليم"، والتي أجاب عنها برحابة صدر ونحن نعتقد أن إجابته تمتلك خصوصية، لأنه هو الذي يقود القطاع المسرحي إدارياً وتنفيذاً، فهو معنيّ بهذه القضية الأساسية كإبداع مهني، وكحرفة هو المسؤول عن تطورها وركودها، عن انتشارها أو انحسارها...

  • ما الإجراءات أو الشروط التي إن توفرت عاش المسرح دون أن ينطفئ أو يموت..؟
  • ** الشرط الأول وجود الناس الموهوبين الذين يؤمنون بالمسرح، إذ دون الإيمان بالمسرح لا يمكن أن تقوم حركة مسرحية، فالمسرح موضوع مركب يستنزف الروح والجسد ولا يتحمل هذا النزيف إلاّ الكائن البشري الذي يؤمن به، لأنه، في هذه الحالة، يجدد خلاياك، وينعش روحك... ومع كل عقد جديد هناك حياة جديدة توهب لعشاق المسرح.. عشاق الحياة.

  • من أسباب تراجع المسرح أن السينما والتلفزيون سرقا الجمهور، فما العمل لخلق جمهور لا يسرقه أحد؟ وهل نستطيع حقاً أن نعيد للمسرح ألقه وحضوره؟
  • ** هذه الحكاية أصبحت معروفة، فبمراجعة تاريخية بسيطة لحكاية التنافس بين الفنون المختلفة نستذكر ما قيل عند ظهور السينما، فقد قيل إن السينما تسرق جمهور المسرح.. بل إن الفنون البصرية ستسرق حتى القارئ وقد تحرمه من متعة القراءة، والجواب هو نفسه سابقاً والآن: كل فن له خصائصه ومميزاته.

    لا نستطيع أن نقارن سماع الموسيقا بشكل حي ومباشر بسماع أسطوانة أو شريط كاسيت، فالفرق بينهما واسع وعميق، وهو الفرق نفسه ما بين مشاهدة عرض مسرحي بالحضور الشخصي، مع كل ما يحيط بهذا الحضور من طقوس مختلفة ومشاهدة عمل فني في التلفزيون أو السينما.

    وبسبب طبيعة الفن المسرحي المرتبطة بشكل مباشر بالحياة بكل وقائعها وتفاصيلها المرتبطة أيضاً باليومي والحياتي والراهن وبالتأثيرات المحيطة بهذه الحياة والراهن الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، فإن المسرح يحتاج لعناية خاصة، ورعاية أكيدة، بل وإيمان بالمسرح أو عشق له.. فهذا الفن لا يعيش دون العشق.. وهو بالعشق يستمر.. لا بد أن يساير المسرح قضايا العصر ويرتبط بالناس، لأنه لا يعكس الحياة فقط، بل هو الحياة ذاتها..!

    إذا أخذنا ما ذكرته بعين الاعتبار فإن الجمهور سيعود إلى المسرح بشكل طبيعي لأنه لم يغب عنه، هل ينفك الإنسان عن الحياة، أو ينفصل عنها؟

    إضافة إلى هذا كله يجب استخدام الوسائل العصرية بالإعلان عن أي عمل مهما كان نوعه لكي نقربه من الناس ونثير اهتمامهم به، علماً أن المسرح يحتاج إلى الرعاية المؤسساتية والرسمية والدعم المتواصل من جهات مختلفة فالعاملين في المسرح من لحم ودم، ولابد من توفير شروط العيش الكريم لهم لكي يستمر إيمانهم بالمسرح، وعشقهم له.

  • المهرجان يعطي الحركة المسرحية حيوية مؤقتة تزول بزواله.. المهرجان تتويج لنجاح، وليس خالقاً للنجاح..!
  • ** المهرجان نتيجة.. هذا صحيح، لكنه محرض لسلوك درب النجاح، وهو مناسبة للاحتفاء بالمسرح وتكريمه، وتكريس لزمن وإن كان محدوداً إلاّ أنه عظيم الفعالية فيحشد جمهوراً كبيراً للمسرح، وهو حصاد لمجمل أعمال من المفترض أن تكون مستمرة خلال العام... ثم الأعوام.. فهل يحصد القمح من لا يزرعه؟!

    والمهرجان ضرورة للوقوف مع الذات والآخر، وهو فرصة للإطلاع على التجارب المسرحية الجديدة، وتبادل الخبرات والمعارف للمساهمة في التطوير المشترك للأعمال المسرحية وللعاملين في مجال المسرح.