«تقع قرية "عايد صغير" جنوب غرب مدينة "الثورة"، وتبعد عنها حوالي /2/ كم، وقد أنشئ هذا التجمع السكاني، في عام /1974/م، بعد بناء سد "الفرات" العظيم، وهجرة الأهالي المغمورة قراهم بمياه بحيرة "الأسد"، حيث كانت تقع قراهم على سرير النهر في المناطق المجاورة لسلسلة التلال الواقعة فوق سهل "عايد"...

وقد أُلحقت بمجلس مدينة "الثورة" منذ أواخر الثمانينيات من القرن المنصرم، وقد تم انجاز المخطط التنظيمي والطبوغرافي لها، ويبلغ عدد سكانها اليوم حوالي /5000/ نسمة».

محمية "الثورة" البيئية أو جزيرة "عايد"، تعتبر من أهم المحميات البيئية الطبيعية في المحافظة، وأكثرها جذباً للسائحين، نظراً لمناخها المعتدل الذي تتمتع به خاصة في فصل الصيف، وقد تشكلت هذه الجزيرة بعد بناء سد "الفرات" عام /1974/م، وتبلغ مساحتها حوالي /590/ هكتاراً، وهي محاطة بحاجز مائي طبيعي من كافة جهاتها، ما عدا مدخلها الرئيسي والذي يتصل بطريق معبد طوله حوالي /8/ كم، وينتهي بطريق عام "الرقة"- "حلب"، وتضم الجزيرة العديد من الأنواع النباتية الطبيعية، بالإضافة لأنواع مختلفة من الحيوانات والطيور، التي كانت تنتشر بكثرة في المنطقة قبل أن يساهم الصيد الجائر في تقلص أعدادها بشكل كبير، وأهمها الغزلان والثعالب والصقور، بالإضافة لبعض الطيور المستوطنة، مثل "النورس" و"الغطاس"، و"الحمام الأزرق" و"العصفور الدوري"

هذا ما قاله السيد "عبد الله ذنون" وهو معلم في مدرسة "عايد صغير" للتعليم الأساسي لموقع eRaqqa، وبسؤاله عن التركيبة السكانية للقرية والنشاط الاقتصادي الذي يمارسه سكانها، تحدث قائلاً: «تتألف القرية من أبناء عدة عشائر من عشائر "الرقة"، وهي عشيرة "الحويوات" و"العجيل" و"البو جابر"، وهناك عدة أسر وفدت إلى القرية من مدينة "الثورة"، وغالبية سكان القرية يعملون في الدوائر الحكومية الواقعة في مدينة "الثورة"، والقسم الآخر منهم يمارس العمل الزراعي في المشاريع الزراعية الواقعة خارج حدود القرية، حيث إنها لا تحتوي على مساحات من الأراضي تسمح بالزراعة، وقد بدأت زراعة أشجار الزيتون تنتشر في السنوات الأخيرة ضمن أراضي القرية ومنازل الأهالي، ليبلغ عددها اليوم آلاف الأشجار المثمرة، ولا سيما في الجزء الجنوبي من القرية، والذي أصبح يسمى اليوم مزارع "عايد"، وهي تطل على طريق عام "الرقة"- "حلب".

المعلم عبدالله ذنون

كما أن عدداً من السكان يربي المواشي وأهمها الأغنام، بالإضافة للطيور الداجنة، وهو نشاط لا يأخذ طابعاً تجارياً، بل تتم تربية هذه الأصناف لتغطية الاستهلاك الأسري، في حين تأخذ تربية الأسماك هذا الطابع، حيث يعمل عدد جيد من أبناء القرية في هذه المجال، وقد تم إنشاء حوالي /12/ حوضاً لتربية الأسماك، في الجهة الشمالية الشرقية من القرية، وبشكل خاص يتم تربية أسماك "الكارب"، وذلك لسهولة تربيتها من ناحية، ومن ناحية أخرى فهو من أكثر أسماك "الفرات" طلباً في الأسواق، إضافة لغلاء أسعاره».

وعن المنشآت والخدمات المتوافرة في القرية، يقول "ذنون": «على الرغم من إنجاز المخطط التنظيمي والطبوغرافي للقرية منذ ثمانينيات القرن الفائت، وضمها لتصبح أحد أحياء مدينة "الثورة"، إلا أن الأمور ما زالت تسير ببطء كبير، لذلك فهي معروفة بكونها قرية أكثر من كونها حيَّاً، فالطرق فيها ترابية إلى يومنا هذا، كما يلاحظ غياب التنظيم العمراني، ومع ذلك فإن هناك العديد من المنشآت الخدمية والمرافق العامة، ومنها وجود مدرسة للتعليم الأساسي وإعدادية، إلا أنهما غير مسوَّرتان، على الرغم من وقوع إحداهما- وهي مدرسة "عايد صغير شمالي" للتعليم الأساسي- بالقرب من الطريق العام، الأمر الذي يشكل خطورة على تلاميذ المدرسة، وقد تمت المطالبة بتسويرها أكثر من مرة، ومازلنا إلى الآن نتلقى الوعود بتسوية الوضع في القريب العاجل.

مدرسة عايد صغير الشمالي للتعليم الأساسي

وتحتوي القرية على مستودع للسماد تابع للمصرف الزراعي، كما قامت مديرية الإسكان بإشادة عدد من المباني لتوزيعها على المواطنين، بالإضافة لتوزيع عدد من المقاسم من قبل بلدية "الثورة" لبعض أهالي القرية، وفي أسفل القرية، وعلى شاطئ بحيرة "الأسد" أنشأت جمعية "الاصطياف للأطباء" عدداً من "الشاليهات" والتي يبلغ عددها اليوم حوالي /50/ "شاليهاً"».

وأخيراً يحدثنا المهندس "حسن السليمان"، مدير زراعة "الرقة"، عن جزيرة "عايد" الواقعة قبالة القرية، والمحاطة بمياه بحيرة "الأسد"، والتي أخذت القرية منها اسمها، حيث يقول: «محمية "الثورة" البيئية أو جزيرة "عايد"، تعتبر من أهم المحميات البيئية الطبيعية في المحافظة، وأكثرها جذباً للسائحين، نظراً لمناخها المعتدل الذي تتمتع به خاصة في فصل الصيف، وقد تشكلت هذه الجزيرة بعد بناء سد "الفرات" عام /1974/م، وتبلغ مساحتها حوالي /590/ هكتاراً، وهي محاطة بحاجز مائي طبيعي من كافة جهاتها، ما عدا مدخلها الرئيسي والذي يتصل بطريق معبد طوله حوالي /8/ كم، وينتهي بطريق عام "الرقة"- "حلب"، وتضم الجزيرة العديد من الأنواع النباتية الطبيعية، بالإضافة لأنواع مختلفة من الحيوانات والطيور، التي كانت تنتشر بكثرة في المنطقة قبل أن يساهم الصيد الجائر في تقلص أعدادها بشكل كبير، وأهمها الغزلان والثعالب والصقور، بالإضافة لبعض الطيور المستوطنة، مثل "النورس" و"الغطاس"، و"الحمام الأزرق" و"العصفور الدوري"».

المهندس حسن السليمان مدير الزراعة بالرقة