كثيرة هي المساجد العريقة في مدينة "الرقة"، والتي باتت ـ لشهرتها ـ تشكل نقاط علاَّم، يهتدي بها الكثير من الناس، وكثيراً ما تأخذ الشوارع أو الأحياء المحيطة بهذه المساجد أو الجوامع اسمها منه، ولعلَّ خير مثال على هذا الكلام، هو جامع "الفردوس"، والذي يطلُّ على شارعٍ يقع في حيٍّ يدعى "الفردوس"، علماً أن الأخيرين قد استمدا التسمية من هذا الجامع.

موقع eRaqqa وبتاريخ (3/4/2009)، التقى السيد "عبد الله العَلْوش العجيلي" وهو من الأشخاص الذين عاصروا بناء جامع "الفردوس"، وبسؤاله عن تاريخ تأسيس هذا الجامع، والظروف التي رافقت بنائه، تحدَّث قائلاً: «يبعد منزلي عن جامع "الفردوس" حوالي /25/ متراً، وقد عاصرت كلَّ الأحداث التي رافقت بناء هذا الجامع، وأذكر أن أول صلاة أديناها في هذا المسجد، كانت صلاة المغرب، في مطلع عام /1976/م، كما أذكر أن الذي قام ببناء الجامع، أو كان صاحب اليد الطُّولى في هذا الموضوع، هو المرحوم، الحاج "فرحان الحمادة"، وهو من الأشخاص المعروفين في مدينة "الرقة" بتدينه وحسن أخلاقه، ويشهد كلُّ من عرفه وخالطه بهذه الأمور.

يبعد منزلي عن جامع "الفردوس" حوالي /25/ متراً، وقد عاصرت كلَّ الأحداث التي رافقت بناء هذا الجامع، وأذكر أن أول صلاة أديناها في هذا المسجد، كانت صلاة المغرب، في مطلع عام /1976/م، كما أذكر أن الذي قام ببناء الجامع، أو كان صاحب اليد الطُّولى في هذا الموضوع، هو المرحوم، الحاج "فرحان الحمادة"، وهو من الأشخاص المعروفين في مدينة "الرقة" بتدينه وحسن أخلاقه، ويشهد كلُّ من عرفه وخالطه بهذه الأمور. حيث أنه قام بالحصول على الموافقات الحكومية، وعمل على جمع التبرعات لبناء الجامع، من كافة المدن السورية، كما أنه سافر إلى دولة الكويت والمملكة العربية السعودية لهذا الغرض، وقد تمَّ بناؤه بالحجر الأسود الذي كان يُجلب من جبل "المناخر" في منطقة "الكرامة"، وهي منطقة بركانية، وقد أطلق الناس على الجامع اسم "جامع فرحان الحمادة"، على الرغم من تسميته في قيود مديرية الأوقاف بـ"الرقة"، بجامع "الفردوس"، وبقي هذا الأمر لسنوات عديدة، وكان رحمه الله، يرافق العمال عند جلب الاسمنت أو الحجر أو غيرهما من المواد، وكثيراً ما كنَّا نشاهده راكباً عربةً يجرها حصانٌ، وهي محملةً بالإسمنت أو الرمل أو الحديد. أما عن بناء مئذنة الجامع، والتحديثات التي أجريت على المسجد، فهي حديثة العهد، وتم إنجازها في السنوات الأخيرة، وقد أشرف عليها السيد "عبد الرحمن الجدوع"، وهو رئيس لجنة بناء المسجد، والمهندس "عبد الرحمن عابد"، وأذكر أن أكثر الناس تبرعاً لبناء المسجد في السنوات الأخيرة، كان المرحوم "سعيد عكيل"، وهو متعهد بناء، حيث كان يتبرع بالاسمنت والحديد وغير ذلك من مستلزمات البناء

حيث أنه قام بالحصول على الموافقات الحكومية، وعمل على جمع التبرعات لبناء الجامع، من كافة المدن السورية، كما أنه سافر إلى دولة الكويت والمملكة العربية السعودية لهذا الغرض، وقد تمَّ بناؤه بالحجر الأسود الذي كان يُجلب من جبل "المناخر" في منطقة "الكرامة"، وهي منطقة بركانية، وقد أطلق الناس على الجامع اسم "جامع فرحان الحمادة"، على الرغم من تسميته في قيود مديرية الأوقاف بـ"الرقة"، بجامع "الفردوس"، وبقي هذا الأمر لسنوات عديدة، وكان رحمه الله، يرافق العمال عند جلب الاسمنت أو الحجر أو غيرهما من المواد، وكثيراً ما كنَّا نشاهده راكباً عربةً يجرها حصانٌ، وهي محملةً بالإسمنت أو الرمل أو الحديد.

الحاج المرحوم فرحان الحمادة

أما عن بناء مئذنة الجامع، والتحديثات التي أجريت على المسجد، فهي حديثة العهد، وتم إنجازها في السنوات الأخيرة، وقد أشرف عليها السيد "عبد الرحمن الجدوع"، وهو رئيس لجنة بناء المسجد، والمهندس "عبد الرحمن عابد"، وأذكر أن أكثر الناس تبرعاً لبناء المسجد في السنوات الأخيرة، كان المرحوم "سعيد عكيل"، وهو متعهد بناء، حيث كان يتبرع بالاسمنت والحديد وغير ذلك من مستلزمات البناء».

أما الباحث "حمصي فرحان الحمادة" وهو ابن المرحوم "فرحان الحمادة"، فقد قال: «لقد توسعت مدينة "الرقة" بعد إنشاء مشاريع الريِّ واستصلاح الأراضي وبناء سدِّ "الفرات" العظيم، وذلك من خلال قدوم الموظفين والعمال والتجار إلى منطقة "الرقة" الواعدة بخيراتها، وبدأ التوسع باتجاه المنطقة الغربية، كونها كانت فضاءً فسيحاً، وكذلك بسبب قيام رئيس بلدية "الرقة" الأستاذ "حمود الخلف القاسم" رحمه الله، في الستينيات من القرن الماضي، بتوزيع مئات المقاسم ضمن مخطط تنظيمي، على ذوي الدخل المحدود وغير المحدود، وبالتالي احتاج الناس من أبناء الأحياء الجديدة، الذين قاموا ببناء منازلهم على هذه المقاسم، إلى مسجدٍ يؤدون فيه صلواتهم، حيث أن أقرب جامع كانوا يصلون فيه، هو جامع "الفواز" المطل على شارع "القنيطرة" المعروف بشارع "تل أبيض"، أو جامع "الجراكسة"، الكائن في حارة "البياطرة".

الحاج عبدالله العلوش العجيلي

وقد بادر والدي الحاج "فرحان الحمادة" في مطلع السبعينيات من القرن المنصرم، بالحصول على قطعة أرض في موقع متميزٍ، من قِبل بلدية "الرقة"، وبدأ بتحضير المخططات اللازمة لبناء المسجد، حيث تطوَّع عددٌ من المهندسين المدنيين والمعماريين من العاملين في مؤسسة حوض "الفرات"، لتهيئة هذه المخططات.

وبعد ذلك، بدأ رحمه الله، بعملية جمع التبرعات لبناء الجامع، وكانت البداية من منطقة "الرقة"، وقد لقي تجاوباً من قبل المسؤولين في المحافظة، ثم سافر بعدها إلى كافة المحافظات السورية، حتى أنه سافر إلى الكويت والسعودية لجمع التبرعات، وقد ساعده في عملية البناء، عدد كبير من العمال والفنيين، والذين تبرعوا بعملهم دون أجر، وذلك بعد تقديم المواد الأولية للبناء، فكان منهم البناؤون والنجارون والمهندسون والكهربائيون وغيرهم، وقد تم تخطيط الجامع بشكلٍ فريدٍ، إذ كان يشبه قبَّة الصخرة بطريقة بنائه، حيث أنه كان لا يحتوي على زوايا، بل كان شكله شبه دائري، الأمر الذي أثار عليه عدد من الناس، الذين وجدوا هذا الأمر غريباً، حيث اعتادوا على المساجد المستطيلة أو المربعة الشكل، وتم افتتاح المسجد ـ على ما أذكر ـ عام /1976/م، وأُطلق عليه اسم جامع "الفردوس".

جامع الفردوس من زاوية أخرى

ومن طريفِ ما يُذكر، هو أنه وبعد الانتهاء من افتتاح الجامع، تقدَّم صاحب الأرض بدعوى قضائية، ضد والدي الحاج "فرحان الحمادة"، متهماً إياه ببناء المسجد على أرض هي من ملكه الخاص، وقد صدر حكم قضائي بالحجز على أمواله المنقولة وغير المنقولة، ولولا تدخل السيد محافظ "الرقة" آنذاك، الأستاذ "وائل إسماعيل"، ورئيس البلدية "حمود الخلف القاسم"، لتسوية الموضوع، كانت النتائج لا تسرُّ من يتطوَّع لعمل الخير».