افتتح الدكتور المهندس ”عدنان السخني" محافظ "الرقة" الندوة السياسية الفكرية الدولية "المشهد السوري والرؤية المستقبلية"، التي تقيمها مديرية الثقافة في "الرقة" وعلى مدى ثلاثة أيام متواصلة، وبمشاركة نخبة من المفكرين والباحثين والمحللين السياسيين على المستوى المحلي والعربي.

وبدأ حفل الافتتاح الذي شهد حضوراً لافتاً من مختلف الفعاليات الثقافية والاجتماعية بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لأرواح شهداء الوطن، ثم أنشد الحضور النشيد الوطني للجمهورية العربية السورية.

شكراً من القلب للشعب العربي، الذي يتعاطف مع سورية ومسيرتها التاريخية، وهنا نشهد دليلاً ساطعاً على وقوف الأقلام والحناجر الصادقة التي جاءت اليوم من أصقاع الوطن العربي كافة، لتعبر عن تضامنها مع قضيتنا العادلة، وهو الدليل الناصع على صدقية الموقف السوري، وها هي سورية وشعبها قابضون على مسيرة الإصلاح الشامل بيد، ويحاربون الإرهاب والتطرف باليد الأخرى، وأن نصر سورية سيتحقق بهمة شعبها ووعيهم، وبسالة جيشها وقائده، وإيمانهم بحتمية الانتصار

موقع eRaqqa رصد فعاليات الافتتاح بتاريخ 22/4/2012 حيث تحدث السيد محافظ "الرقة" راعي الندوة في كلمة الافتتاح قائلاً: «سورية أول أبجدية في التاريخ، ومهد الحضارات، وموئل الرسالات السماوية، وهي الرحم الحاضن للإسلام والعروبة، وأول حبّة قمح استزرعها الإنسان على وجه البسيطة، ويشهد لها التاريخ عظمتها والقيم الروحية لرسالتها الحضارية.

من معرض التصوير الضوئي

إن الأزمة التي تتعرض لها سورية، والتي مضى عليها أكثر من عام، أكدت تضاعيفها أن سورية ما تزال صامدة بفضل حنكة السيد الرئيس "بشار الأسد"، وقيادته الحكيمة، وشعبها الصامد، وإن مشروع مزاعم الربيع العربي، هو مشروع لقتل العروبة والإسلام، وتطبيق "سايكس بيكو" جديدة تهدف إلى تفتيت الوطن العربي وتجزيئه ديمغرافياً وجغرافياً».

وأضاف "السخني": «شكراً من القلب للشعب العربي، الذي يتعاطف مع سورية ومسيرتها التاريخية، وهنا نشهد دليلاً ساطعاً على وقوف الأقلام والحناجر الصادقة التي جاءت اليوم من أصقاع الوطن العربي كافة، لتعبر عن تضامنها مع قضيتنا العادلة، وهو الدليل الناصع على صدقية الموقف السوري، وها هي سورية وشعبها قابضون على مسيرة الإصلاح الشامل بيد، ويحاربون الإرهاب والتطرف باليد الأخرى، وأن نصر سورية سيتحقق بهمة شعبها ووعيهم، وبسالة جيشها وقائده، وإيمانهم بحتمية الانتصار».

جانب من الحضور

وقال الدكتور "أشرف البيومي" من مصر: «إن عقد هذه الندوة السياسية له أهمية في هذه المرحلة الراهنة، وبهذا النشاط المتميز الذي يعتبر جزءاً من النشاط الثقافي المتميز وغير المسبوق في محافظة "الرقة"، والذي نأمل تعميمه على بقية المحافظات، لأن المرحلة الحالية تحتاج إلى وعي سياسي عميق يرصد ملامح الأزمة السورية وتداعياتها، وما تتعرض له سورية من تآمر خارجي.

وإن ما يحدث الآن بصدد المشهد السوري هو عدوان سباعي تقوده الإمبريالية والاستعمار الغربي والصهيونية والرجعية العربية، ويكرر العدوان الثلاثي الذي تعرضت له مصر في خمسينيات القرن الماضي، وإن دعاة أصدقاء سورية هم أساساً يمثلون الاستعمار بمكوناته كافة، ويدعون أنهم أصدقاء سورية، وهم من ينادي علناً بتسليح المعارضة السورية، ويريدون تدمير الدولة، وإن ما يجري ويدور حول سورية لا يمكن فهمه إلاّ بربط الأمور ببعضها البعض، وبما يحاك للمنطقة العربية بأكملها، وليس غريباً أن نرى أن مجلة "التايم" الأمريكية حملت في عدد سابق لها في العام /2003/ عنواناً عريضاً: "سورية المحطة الثالثة".

الدكتور أشرف البيومي

إن استهداف سورية اليوم بهذه الطريقة الهمجية لأنها رفضت الخنوع والاستسلام، وإن السيد الرئيس "بشار الأسد" يريد حواراً مفتوحاً وحقيقياً مع كل الأطياف السياسية السورية، ومصلحة سورية التي تأتي أولاً وأخيراً».

وتحدث السيد "توفيق الإمام" مدير الثقافة في "الرقة"، قائلاً: «تحية الفرات لكل الضيوف الذين قدموا من البلدان العربية ليشاهدوا الحقائق على الأرض لا كما تروجها فضائيات الفتنة والتضليل التي تخدم أولاً وأخيراً الكيان الصهيوني ولتتستر على جرائمه بحق الأطفال والنساء والشيوخ وتنهب المقدرات وتحتل المزيد من الأراضي العربية.

إن فعاليات الندوة تأتي في إطار وطني، وتهدف لتقديم رسالة للعالم أجمع أن سورية أقوى من كل المؤامرات، وأكثر منعة وصلابة وصموداً، وهي قوية بشعبها الوفي لوطنه، ووحدتها الوطنية ونسيجها الاجتماعي المتماسك، وإنها قادرة على رسم المستقبل المنشود لأبنائها في التطور والبناء واسترداد الأرض، وستبقى سورية كما كانت قلب العروبة النابض والحضن الدافئ لأبنائها ولكل العرب».

وفي ختام حفل الافتتاح قدّم السيد المحافظ شهادات التقدير للمفكرين والساسة المشاركين في فعاليات الندوة، ثم قدمت فرقة "الرقة" للفنون الشعبية بقيادة الفنان "إسماعيل العجيلي" عدداً من الفقرات الفنية والوطنية، التي تعبر عن تراث محافظة "الرقة" ووادي "الفرات"، وتجسد الرصيد الحضاري لسورية الحديثة. كما ألقت الشاعرة "نبراس المسلط" قصيدة من وحي المناسبة.