يقدمه أهالي "الرقة" كهدية قيّمة للأقارب والأصدقاء في المحافظات الأخرى، ولا يخلو من موائدهم طوال فصول السنة، نكهته مميزة لأنه يعتمد على حليب الأغنام حصراً، ومنتصف نيسان هو الوقت المثالي لصناعته.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 8 نيسان 2015، "يوسف شلاش" من أهالي "الرقة"؛ الذي تحدث عن "الجبن الرقاوي" ويقول: «تعد صناعة الجبن في "الرقة" من الصناعات الريفية الأساسية، وأصبح "الجبن البلدي" مادة غذائية لها أهميتها داخل وخارج المحافظة، فلا يستغني أهل المدينة عنها ولا بد أن تتصدر موائدهم دائماً، كما يعدونها كنوع من الهدايا للأصدقاء من خارج المحافظة، لما تتمتع به من مذاق شهي وجودة عالية وفائدة مضاعفة بصفاتها كاملة الدسم.

ثم تأتي مرحلة تحضير مياه حفظ الجبن أو ما يسمى "عيار البيضة"، وهي الطريقة المثالية لخلط الملح بالماء بنسبة مناسبة لحفظ الجبن، حيث نقوم بملء الوعاء بالماء ووضع بيضة، ونقوم بإضافة الملح إلى الماء تباعاً في الوعاء إلى أن يطفو نصف البيضة فوق سطح الماء، بعدها نقوم بغلي الماء المالح وتركه ليبرد ثم يتم تفريغ هذا الماء المالح فوق العلب المملوءة بالجبن

أفضل موسم لإنتاج الألبان والأجبان، يكون عادة في الربيع أي من بداية شهر آذار وحتى منتصف أيار، وأفضل أنواع جبن "المونة" يتم إعداده في منتصف نيسان، لأن شهره يمثل ذروة خصوبة الأراضي العشبية التي ترعى عليها الأغنام، قتقوم ربّات البيوت بتحضير "مونة" الجبن في تلك الفترة، وتخزّنها في الماء والملح بعد إضافة حبة البركة و"المسكة" إليها، ولا تقلّ كمية التخزين عن خمسة وعشرين كيلوغراماً كحد أدنى للعائلة الصغيرة».

أقراص الجبن قبل التقطيع

وأشار الباحث "خالد الحسين" إلى أن الطعم المميز والرائحة الزكية لـ"جبن الرقة" له أسباب عديدة، ويقول: «يعد إنتاج "الرقة" من الجبن من أجود الأنواع الموجودة في المنطقة، وذلك لعدة أسباب؛ أولها حليب الغنم وهو المادة الرئيسة التي تستخدم في صناعته، فلا يتم استخدام حليب البقر إلا نادراً، ولا يخفى على أحد الفرق الكبير بينهما من حيث النكهة، وذلك في كل مشتقات الحليب، سواء في السمن أو اللبن أو الزبدة وغيرها، وبناءً عليه نجد أن سعر المنتجات التي يستخدم فيها حليب الغنم دائماً يكون مرتفعاً أكثر من غيره».

ويتابع: «وثاني تلك الأسباب جودة المراعي التي ترعى فيها الأغنام في محافظة "الرقة"، وخاصة في منطقة "الشامية"، التي تقع على الضفة الجنوبية لنهر "الفرات"، ففي فصل الربيع وخاصة في شهري آذار ونيسان، يبدأ مربو الأغنام في الريف والبادية، صناعة الجبن وتصريفه في أسواق المدينة، وهناك كميات كبيرة منه تدخل السوق كل صباح، وهي تكفي حاجة سكان المدينة، وعادة ما تكون على شكل أقراص أو قوالب مستديرة أو مربعة الشكل، ويتم بيعه في أغلب الأحيان نيِّئاً، لتقوم النساء بتقطيعه وغليه في المنزل ثم تخزينه».

الباحث خالد الحسين

وعن طريقة تصنيع مؤونة "الجبن الرقاوي" تقول "وداد العلي" وهي ربة منزل: «بعد شراء "الجبن" من أحد التجار نقوم بتقطيع الأقراص إلى قطع متوسطة الحجم، حيث تشارك مجموعة من نساء الجيران أو الأقارب بعملية التقطيع على شكل مستطيلات صغيرة أو مربعات، ثم تقوم إحدى النسوة بنقع قطع الجبن بالملح لتصبح مملحة جيداً، وتترك لمدة يومين أو ثلاثة أيام ليتماسك الجبن، من أجل المحافظة على استمراريته في التخزين، وفي اليوم الثالث يتم وضع هذه القطع في الماء المغلي لمدة ثلاث أو أربع دقائق وإخراجها وتركها جانباً لتبرد ثم تتم تعبئتها في علب معدنية».

وتضيف: «ثم تأتي مرحلة تحضير مياه حفظ الجبن أو ما يسمى "عيار البيضة"، وهي الطريقة المثالية لخلط الملح بالماء بنسبة مناسبة لحفظ الجبن، حيث نقوم بملء الوعاء بالماء ووضع بيضة، ونقوم بإضافة الملح إلى الماء تباعاً في الوعاء إلى أن يطفو نصف البيضة فوق سطح الماء، بعدها نقوم بغلي الماء المالح وتركه ليبرد ثم يتم تفريغ هذا الماء المالح فوق العلب المملوءة بالجبن».