لعبة وثقت على لوحات أثرية في عدد من المدن السورية، يسمونها في "الرقة" بـ"السقلق"، وتعرفها سائر شعوب البحر المتوسط، تعتمد على المهارة في التقاط الحصى وخفة اليد والتوازن.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 12 كانون الأول 2014، السيد "محمود الطريف" من أهالي مدينة "الرقة"؛ الذي تحدث عن لعبة "السقلق" التي كان يلعبها في طفولته مع أولاد حارته، ويقول: «هي لعبة تحتاج إلى خمس حصيات، وتسمى أيضاً "الصكلة" ويمارسها الأطفال فوق السبع سنوات، حتى إن بعض النساء كن يلعبن "السقلق" الخماسي في أوقات الفراغ، والهدف من هذه اللعبة هو إكساب اللاعب إتقان عملية التوازن بين قذف الحصى للأعلى والتقاط حصاة أو أكثر من الأرض، ثم "لقف" إمساك الحصاة التي قذفها للأعلى عند نزولها، وعادة ما يلعب هذه اللعبة لاعبان أو ثلاثة، تجرى القرعة بينهم لمن سيلعب أولاً».

لعبة "الصكَلة" أو "السقلق" لعبة قديمة، عرفتها أغلب شعوب البحر الأبيض المتوسط، ويلفظ حرف الكاف في كلمة "صكلة" جيماً مصرية مخففة، وقد عثر منقبو الآثار على عدة لوحات جدارية، تصور فتيات وهن يلعبن "الصكلة"، بواسطة خمس أحجار، أو سبع قطع من حجر الصوان شبه الكروية، ويعتقد الكثيرون من الباحثين في الألعاب الشعبية، أنّ هذه اللعبة أصلها للفتيات

وأشار الباحث "عباس طبال" في كتابه "الألعاب الشعبية في وادي الفرات" بالقول: «هذه اللعبة خاصة بالفتيات أكثر من الفتيان، وطريقة اللعب فيها: يرمي اللاعب أو اللاعبة الحصيات الخمس على الأرض، ثم تأخذ واحدة منها، لترميها نحو الأعلى ثم تلتقط حصاة من الأرض بسرعة وتلقف الحصاة المرمية نحو الأعلى، ثم تكرر العملية حتى تلتقط بقية الحصيات، ثم ترمي الحصيات على الأرض مرة أخرى، وتأخذ منها حصاة ترميها كالسابق نحو الأعلى وتلتقط في هذه المرة "حصاتين" وتلقف بسرعة الحصاة النازلة، ثم تكرر العملية لالتقاط بقية الحصى».

الباحث عباس طبال

ويضيف: «بعد ذلك تأتي المرة الثالثة وهي أن تقوم برمي الحصيات على الأرض ثم تأخذ واحدة لترميها نحو الأعلى كالسابق، ثم تلتقط حصاة وتلقف المرمية بسرعة تضعها جانباً ثم ترمي الحصاة ثانية وتلتقط الحصيات الثلاث دفعة واحدة ثم تلقف الحصاة المرمية، وفي المرة الرابعة تأخذ حصاة من الحصيات الخمس وتضع الأربع في كفها بينما تمسك الخامسة بالإبهام والسبابة ورميها نحو الأعلى، ثم تضع الحصيات الأربع الأخرى على الأرض وتلقف المرمية نحو الأعلى، ثم تعود وترميها ثانية وتأخذ الحصيات الأربع دفعة واحدة من الأرض ثم تلقف الحصاة المرمية بسرعة؛ وتسمى هذه العملية "طابش"».

ويشير الباحث في التراث الرقاوي "خالد جمعة" بالقول: «لعبة "الصكَلة" أو "السقلق" لعبة قديمة، عرفتها أغلب شعوب البحر الأبيض المتوسط، ويلفظ حرف الكاف في كلمة "صكلة" جيماً مصرية مخففة، وقد عثر منقبو الآثار على عدة لوحات جدارية، تصور فتيات وهن يلعبن "الصكلة"، بواسطة خمس أحجار، أو سبع قطع من حجر الصوان شبه الكروية، ويعتقد الكثيرون من الباحثين في الألعاب الشعبية، أنّ هذه اللعبة أصلها للفتيات».

أطفال يمارسون "السقلق"

ويضيف: «تعد هذه اللعبة من أكثر الألعاب الشعبية تطويراً وأداءً من حيث الطريقة والتنفيذ، وما زالت تخضع لتطويرات مستمرة، وتلعبها الفتيات في كل من أرياف "الرقة"، ومدن الجزيرة السورية العليا، واسم هذه اللعبة اسم صوتي، تقوم باتخاذ خمس أو سبع حصيات مصقولة، نتيجة ملامستها الطويلة لماء النهر، وتمر هذه اللعبة بخمسة أدوار، فإن اجتازتها اللاعبة بنجاح، تستأنف اللعب مرة ثانية، وقد تربح الشرط المتفق عليه بين اللاعبات».

وحول عقوبة من يخسر يقول "جمعة": «يضع الخاسر كلتا يديه على الأرض ثم يقوم الفائز بوضع الحصيات في يد ليأخذها واحدة تلو الأخرى ليقوم بإلقائها للأعلى والإمساك بها، أي بنفس الحركة التي كان يؤديها أثناء اللعب، ولكن يضاف لها أنه يقوم بقرص يد الخاسر في الوقت بين إلقاء "الحصية" والإمساك بها، ويكرر هذه العملية حتى ينتهي من كل الحصى التي في يده، كذلك يعيد نفس الخطوات السابقة مع اللاعب الخاسر ولكن في هذه المرة يستبدل القرص بالضرب البسيط ليدي الخاسر الموضوعة على الأرض، أما المرحلة الأخيرة فهي التي يقوم بها اللاعب بالقرص المستمر ليد الخاسر مع رفع اليد "المقروصة" قائلاً له: (وين عويناتك يا الطير)؛ حتى يتسنى للخاسر مشاهدة طائر حوله فيشير لمن يقرصه حتى يترك يده».