كتب في مختلفِ فنون الشعر الشعبي، وأجاد به نتيجةَ الموهبة التي كان يمتلكها، فصقلها بالاجتهاد والمتابعة ومحاكاة الواقع، عايشَ وتأثر بالأحداث التي جرت في مدينته، فصوّرَها بأدق تفاصيلها، وصاغَها بكلماتٍ وصورٍ رائعة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 30 أيلول 2019، تواصلت مع الشاعر الشعبي "عبد الرحمن المبروك" ليحدثنا عن سيرته الأدبية، حيث قال: «ولدت في قرية "حوائج كبير" على أحد ضفاف نهر "الفرات"، وعشت في طبيعة خلابة مفعمة بالحيوية والرومنسية، إضافة للبيئة المحيطة بي حيث كان لهما دور كبير في تعلقي بالشعر. كان والدي وأعمامي وأخوتي جميعاً يقرضون الشعر، وقد استفدت كثيراً من مكتبة والدي التي كانت تزخر بأمهات الكتب الأدبية وغيرها، فساهمت بإغناء معرفتي الأدبية.

ولدت في قرية "حوائج كبير" على أحد ضفاف نهر "الفرات"، وعشت في طبيعة خلابة مفعمة بالحيوية والرومنسية، إضافة للبيئة المحيطة بي حيث كان لهما دور كبير في تعلقي بالشعر. كان والدي وأعمامي وأخوتي جميعاً يقرضون الشعر، وقد استفدت كثيراً من مكتبة والدي التي كانت تزخر بأمهات الكتب الأدبية وغيرها، فساهمت بإغناء معرفتي الأدبية. تأخرت بالالتحاق بالمدرسة نتيجة إطلاق مشروع "سد الفرات"، ثم انتقلت إلى مدينة "الرقة" في عام 1974 وأكملت المراحل الدراسية الثلاث هناك، وتابعت المرحلة الجامعية في قسم اللغة الإنكليزية في جامعة "حلب"، وبعد تخرجي عملت معلماً في عدد من مدارس المحافظة

تأخرت بالالتحاق بالمدرسة نتيجة إطلاق مشروع "سد الفرات"، ثم انتقلت إلى مدينة "الرقة" في عام 1974 وأكملت المراحل الدراسية الثلاث هناك، وتابعت المرحلة الجامعية في قسم اللغة الإنكليزية في جامعة "حلب"، وبعد تخرجي عملت معلماً في عدد من مدارس المحافظة».

الشاعر الشعبي خليل ملاوي

أما عن بداية تعلقه بالشعر، فأضاف: «كانت أولى محاولاتي عندما كنت طالباً في الصف العاشر، حيث كتبت بعض القصائد التي لم تلق الصدى الذي كنت أتوقعه، ثم توالت المحاولات بعد أن أخذت اللغة العربية من أهلها، وبرعت فيها؛ حتى كاد الكثيرون في الجامعة يظنون أنني مختص باللغة العربية، وكنت أشارك في جميع الندوات والفعاليات والمنتديات الكثيرة، ولشدة اهتماماتي وتعلقي بالأدب والشعر، أطلق علي أحد مدرسي الجامعة لقب "جرير" تيمناً بالشاعر الكبير، وكانت أول قصيدة لي في السنة الأولى من الجامعة بعد أن قرأت رسائل "مي"، و"جبران"، فكانت "مي" هي الملهم في هذه القصيدة حيث قلت:

أممت ميّة وهّابا وأشواقي

لكي أبوح بما تطويه أوراقي

كان انتظاري لدى الردهات ينقلني

إلى الساحة من أحلام منساق

وكنت أحمل في قلبي تساؤله

كيف اللقاء وهل أحظى بإشراق

ورحت أرسم في قلبي لها صورا

طوراً عجولٌ وأحيانا بإطراق

رأيت طيفاً لها في الأفق تحمله

قبل اللجاجة تخميني وتسباقي

كنت المؤمل من "مي" بشاشتها

لكنها عبست يا ويح مشتاقي

وأشعلت داخلي نار الهوى بدمي

حتى ظننت بأن الموت سباقي

يا بنت "مصر" وأن طابت منازلكم

ففي "الفرات" تلادي المترف الباقي».

ويضيف بالقول: «كتبت في ضروب الشعر الشعبي المقروء، والمرسل، والعمودي، وفي القصيد العامي كـ (النبطي، والسامري).

وفي الشعر الشعبي كتبت (الزهيري، والعتابا، والابوذبة، والميمر، والهلابه، والمشعل) وكل الشعر الإيقاعي الغنائي في وادي "الفرات"، ولدي ما يقارب سبعة دواوين طبع منها واحد فقط، وأقوم حالياً بإعداد بحث عن الشعر الشعبي وتطوره في وادي "الفرات".

وخلال الأزمة التي حلت بنا كتبت قصيدة أصوّر فيها الحالة الإنسانية فقلت:

صوت المآذن تكبير وتمجيدُ وفي القلوب مرارات وتسهيد

يوم يهني به الإخوان بعضهم لا يشبه العيد إلا أنه عيد

كل التباهج لا يوحي بفرحته لولا الطفولة أو هذي الأناشيد

وكتبت أيضاً عن حالة النزوح المرير الذي عاناه معظم أهلنا بسبب الإرهاب، وقلت:

نزوحاً أهلنا رحلوا بثوب الذل قد رفلوا

مفازات بهم شرقت ويبكي حالَهم طلل

كأن بمشيهم جنفاً وقد ناؤوا بما حملوا

و يدميهم قتادُ الخوف كذاكَ بمشيهم حجل

تخون عيونُهُم جلدا فتنثر دمعَها المقل

الشاعر الشعبي "خليل ملاوي" عنه يقول: «"عبد الرحمن المبروك" الشاعر الذي تتمثل بشخصه كلمة إنسان، إنه مربٍ فاضل، درّس الأدب الإنكليزي في أغلب ثانويات محافظة "الرقة"، يحبه طلابه وزملاؤه وكل من عرفه، متواضع ومتسامح ويحمل في قلبه الكبير المحبة للجميع.

أما عن الجانب الأدبي فهو شاعر تحرير، يكتب الفصيح والعامي والشعر المحكي بكلّ ألوانه وأشكاله وأوزانه، ولهذا أطلق عليه لقب "جرير" لأنه يغرف من بحر، وغيره ينحت من صخر، عذب المعشر، حاضر النكتة، لماح في اقتناص الصور التي تجعلك تصاب بالدهشة، وهو من أكثر الشعراء الذي يثيرون قريحتي فأرتجل الردود على ما يخطّ من أشعار، باختصار هو ملك الزهيري، والأبوذية، والعتابا».

يشار إلى أنّ الشاعر "عبد الرحمن المبروك" من مواليد قرية "حوائج كبير" بريف "الرقة" الغربي العام 1969.