زار وفد طلابي من مدينة "الرقة"، بلغ عدده /31/ طالباً من الصفين الأول والثاني الثانوي، ولاية "شانلي أورفة" التركية، وذلك في إطار التوأمة بين مدينتي "الرقة" و"شانلي أورفة"، والتي تزامنت مع احتفالات الجانب التركي بافتتاح المبنى الجديد لجامعة "حران"...

وتأتي هذه الزيارة ضمن البرنامج الذي أعد من الطرفين في سبيل الارتقاء بعلاقات الصداقة والتعاون المشترك، وتبادل الخبرات العلمية والمعرفية والفنية بين المدينتين، واستمرت مدة خمسة أيام، بدأت يوم السبت 6/3/2010، وانتهت يوم الأربعاء 10/11/2010.

لقد شعرت أثناء الانخراط بالطلاب الأتراك، أننا بالفعل أخوة وأصدقاء، ولمست المحبة الفائقة، والتفاهم معهم بشكل جيد رغم حاجز اللغة، وبالنتيجة أستطيع القول إنني كسبت أصدقاءً جدد، سأعزز صداقتي معهم عبر التواصل المستمر بالبريد الالكتروني، وتكرار الزيارة مرة أخرى إن شاءت الظروف

عن هذه الزيارة وما حققته لهؤلاء الطلاب التقى موقع eRaqqa بعدد منهم، والمشرفين على الرحلة، وذلك خلال مغادرتهم الأراضي التركية، ووصولهم إلى البوابة الحدودية في مدينة "تل أبيض".

أثناء مغادرة الطلاب الأراضي التركية

يقول الطالب "جاسم فصيح السلوم": «لم أحس بأي فارق في الحياة بين مدينة "الرقة"، و"أورفة"، سوى في بعض التفاصيل الدقيقة، فقد احتضنتنا الأسر التركية كأننا بين أهلنا وذوينا، ولم يتركنا الطلاب الأتراك، ورافقونا في برنامج الرحلة، وكأننا أخوة لهم، رغم لغتهم المختلفة، لكن مع ذلك المشاعر الإنسانية هي التي طغت على لغة التعامل فيما بيننا، كما أنني استطعت التعرف على التفاصيل اليومية للحياة الاجتماعية هناك، وتعرفت على مواقع المدينة، وشوارعها، وساحاتها، وأوابدها الأثرية والتاريخية، وأعجبتني كثيراً حديقة الأسماك، المجاورة لمقام النبي "إبراهيم الخليل"، ولن أنسى ما حييت هذه الزيارة الممتعة، التي جاءت الأولى إلى خارج حدود الوطن، وأتمنى أن أزور تركيا في الأيام القادمة، لكي أتعرف أكثر على الشعب التركي الصديق».

وتحدث الطالب "أحمد سليمان"، قائلاً: «"أورفة" جميلة جداً بكل تفاصيلها، تعرفنا على أصدقاء جدد، واستفدنا بعض المفردات التركية، وكان استقبالنا من قبل الأهالي الأتراك حافلاً، وعاملونا بلطف كبير، لقد استطعنا خلال الأيام القليلة التي أمضيناها هناك من التعرف على العادات والتقاليد، ووجدنا قاسماً مشتركاً كبيراً بيننا، رغم الحدود التي تفصل البلدين، كما زرنا المقامات الدينية، وتعرفنا على الحضارة التركية التي تشبه الحضارة العربية السورية كثيراً».

الطلاب في حديث لموقع الرقة

الطالب "محمد خضر الشيخ" يقول: «أشكر المحافظة التي أتاحت لنا فرصة هذه الزيارة الممتعة، التي وفرت لنا التعرف على بلد جميل مثل "أورفة"، وأشكر العائلات التركية التي استضافت أفراد الوفد، وقدمت كل ما لديها، وأشعر أنني أصبحت الآن جزءاً أساسياً في تأصيل عرى الصداقة التي كونتها مع أقراني من الطلاب الأتراك، والتي أرجو أن تكون متواصلة ومستمرة».

كما تحدث الطالب "أنور أحمد الخشاب"، قائلاً: «كنا مع الطلبة الأتراك مثل الأخوة، لم نشعر بالغربة أبداً، رغم اختلاف اللغة، كانت المحبة تلف الجميع، وكأننا بين أهلنا، وأكثر ما أعجبني هذا النظام الرائع في بناء المدارس، وطرائق التدريس، من خلال الدروس التي حضرناها في بعض المدارس، لقد تميز برنامج الرحلة بشموليته التي وفرت لنا إمكانية التعرف على الحياة اليومية للأصدقاء الأتراك، ونأمل أن تتكرر مثل هذه الزيارات في الأيام القادمة، فهي تؤسس لتوأمة حقيقية بين البلدين الصديقين».

محافظ الرقة في لقاء مع الطلاب

الطالب "ماهر فلوح"، قال: «أكثر ما أعجبني في تركيا، هذه اللغة السهلة والجميلة، التي تعلّمت الكثير من مفرداتها، رغم قصر الزيارة، وآمل أن أتابع تعلمها في الأيام القادمة، لم أجد فرقاً بين المواطنين الأتراك وبيننا، حضرنا بعض الدروس، واستفدت من طريقة التدريس، وكيفية التعامل مع المدرسين، التي تميزت بالمحبة والاحترام.

السفر إلى خارج الوطن شيء جميل، يوفر المتعة والمعرفة بالمكان، وما يميز مدينة "شانلي أورفة" الجمع بين التراث والحداثة، وهو يشابه إلى حد كبير ما نعيشه في "الرقة"، لكن أعجبني الاهتمام الزائد بالأوابد الأثرية والتاريخية، وأيضاً المحبة التي يكنها الشعب التركي للشعب السوري».

ويقول الطالب "مصطفى العليوي": «لقد شعرت أثناء الانخراط بالطلاب الأتراك، أننا بالفعل أخوة وأصدقاء، ولمست المحبة الفائقة، والتفاهم معهم بشكل جيد رغم حاجز اللغة، وبالنتيجة أستطيع القول إنني كسبت أصدقاءً جدد، سأعزز صداقتي معهم عبر التواصل المستمر بالبريد الالكتروني، وتكرار الزيارة مرة أخرى إن شاءت الظروف».

وعن برنامج هذه الزيارة، تحدث لموقعنا المشرف "أحمد السهو"، المرشد الاجتماعي في ثانوية "الباسل" للمتفوقين في "الرقة"، قائلاً: «استمرت رحلتنا لمدة خمسة أيام، كانت كافية للتعرف على المدارس ونظام بنائها، والمنهاج الدراسي، وتجهيزاتها من المخابر والمكتبات، ومن نتائجها إطلاع الطلاب على ثقافة جديدة، والتعرف على أصدقاء جدد من أقرانهم الطلاب الأتراك.

وتضمن أيضاً برنامج الرحلة زيارة مركز الشباب للأنشطة الترفيهية، حيث اطلعوا على طرائق جديدة في تعلم الموسيقا واللغات والمهن والحرف المتنوعة، ولقد حققت الزيارة نتائج اجتماعية وعلمية وثقافية وسياحية، من خلال تواجد الطلاب في بيئة جديدة، وتعرفهم على ثقافة جديدة بشكل مباشر».

كما تحدث بهذه المناسبة، السيد "عبد الإله الهادي"، مدير التربية في "الرقة"، قائلاً: «تم توجيه الدعوة من والي "أورفة" إلى السيد محافظ "الرقة" باستضافة عدد من طلاب المحافظة، بما يسهم في تعزيز العلاقات الأخوية بين الجانبين، وفي إطار التوأمة على كافة المستويات، ومن ضمنها تبادل الزيارات المعرفية، التي تسهم بتعزيز العلاقات الاجتماعية والتربوية والمعرفية، التي نأمل أن تستمر وتتواصل، لأن هؤلاء الطلاب هم جيل المستقبل.

وأشكر بهذه المناسبة السيد محافظ "الرقة"، الذي أولى اهتماماً كبيراً بالتنسيق لهذه الرحلة، ومتابعة شؤون الطلاب وأحوالهم في تركيا، وإلى حين وصولهم إلى "الرقة"، والالتقاء بهم وذويهم، والتعرف على تفاصل الدقيقة للرحلة».

وأخيراً تحدث الدكتور المهندس "عدنان السخني"، حول الآفاق المرجوة من هذه الزيارة، قائلاً: «لقد كانت هذه أول تجربة في طريق التوأمة بين بلدينا، والتي تأتي في إطار التبادل المعرفي والثقافي، الذي يؤسس لعلاقة اجتماعية متينة بين طلابنا، والطلاب الأتراك، نظراً لما يمثله جيلنا الشاب من تطلع نحو بناء علاقات وثيقة مع الأصدقاء والأشقاء، وجاءت هذه الزيارة ترجمة حقيقية للإرادة السورية الحرة، وفتحت الحدود والقلوب بين الشعبين، بفضل القيادة الحكيمة للبلدين الصديقين، ونرجو أن تكون مثالاً يحتذى للعلاقات والتوجهات بين البلدين مستقبلاً، وتحسس تطلعات وآمال أهاليهما، بما يسهم في تطوير العلاقة على كافة المستويات، وتبادل الخبرات في شتى المجالات.

هذه الزيارة لن تكون الأولى، سيليها زيارات أخرى على كافة الصعد والميادين، وهي عربون وفاء للمتفوقين من أبناء "الرقة"، الذين نأمل أن يكونوا خير سفراء لبلدهم في بلدهم، وخارج حدود الوطن».