«تعميم المعرفة والثقافة في مجالي المعلوماتية والاتصالات وجعلها ميسرة لكل المواطنين، هو من أهم أهداف الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، إضافة إلى تأمين حرية مشاركة الجميع في مجتمع المعلوماتية. إذ إن وجود مجتمع المعلومات مرهون بالبعد الاقتصادي والتقاني، ودونهما سيكون هناك تحديات اجتماعية وثقافية وسياسية، وأيضاً العمل على استمرارية تحسين وتحديث البنية التحتية للتقانات الجديدة للمعلومات والاتصالات.

من هنا يأتي هذا النشاط الذي يندرج ضمن تدريبات فرق الأولمبياد السوري للمعلوماتية، للوصول إلى فرق نموذجية تستطيع المشاركة في الأولمبياد السنوي، الذي يقام صيف العام الحالي /2010/ في مدينة "اللاذقية"، وقد استمرت هذه الدورة لمدة ثلاثة أيام متواصلة، بمشاركة ثلاث محافظات هي "الرقة" و"دير الزور" و"الحسكة"، للفئات العمرية الأولى والثانية، فيما تم إرسال فريق "الرقة" من الفئة العمرية الثالثة إلى مدينة "حماة"».

تؤهل هذه الدورة الطلاب، وتمكنهم من التعامل مع لغة C++ بكل سلاسة ومرونة، والقدرة على المتابعة بشكل متقدم في هذا المجال، وتنمية قدراتهم من عمر مبكر في المجال البرمجي، إضافة لتأهيلهم للمنافسة مع بقية فروع المحافظات، وهذه الدورة والدورات التي تليها ستضع الطالب في قمة المنافسة مع أقرانه، وحل مشاكله بصناعة البرمجيات بشكل أسرع

هذا ما ذكره لموقع eRaqqa الدكتور "فيصل مصطفى الحسن"، رئيس فرع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية في "الرقة"، في معرض حديثه حول الدورة التدريبية التي يقيمها فرع "الرقة" لأفراد فرق الأولمبياد من الفئتين العمريتين الأولى والثانية، ولمحافظات "الرقة" و"دير الزور" و"الحسكة".

مجموعة من طلاب الفئة العمرية الثانية

ويتابع "الحسن" في السياق ذاته، قائلاً: «نظراً للأهمية المطلقة التي توليها الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية في نشر المعلوماتية في إطارها الحقيقي والصحيح، تم إعداد مسابقة الأولمبياد السوري للمعلوماتية، الذي يقام سنوياً، ويتميز بتوضيح أهمية المعلوماتية للطلاب الذين تقل أعمارهم عن /20/ عاماً، وتمكينهم من استخدام الحاسوب الاستخدام الصحيح، والاستفادة علمياً من هذه التقنية في تعلم لغات البرمجة بأشكالها العديدة، والتي يستطيع الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم /15/ عاماً من تعلمها وإتقانها بشكل ممتاز، وإعطاء فرصة للطلبة في هذه السن للتفكير بطريقة علمية ورياضية صحيحة».

وحول هذه الدورة التي بدأت بتاريخ 25/2/2010 وأهمية هذا النشاط، يقول "الحسن": «تنحصر أهمية هذا النشاط في تطوير وتأهيل فرق المحافظات السورية لخوض غمار الاختبارات النهائية للأولمبياد السوري، وبعد هذه الدورة سيخضع هؤلاء الطلاب إلى اختبارات، سيتم على ضوئها اختيار الستة الأوائل لكل فئة عمرية من الفئات الثلاث، ويتم التركيز عليهم بتدريبات جديّة حول البرمجيات والخوارزميات، والمنهاج المعد لمثل هذه المسابقات.

د فيصل مصطفى الحسن

ويتضمن برنامج الدورة تأهيل الأطفال ما دون /15/ سنة من الفئة الثانية، وما دون /12/ سنة من الفئة الأولى، في الخوارزميات وطريقة التفكير المنطقي عن طريق تحليل المشكلة، وأيضاً البرمجيات الأساسية وفق برنامج الأولمبياد».

وحول المواد التي يتم تدريبها للطلاب، تحدث لموقعنا المهندس "عقبة العموري"، أحد المشرفين على التدريب، قائلاً: «يتم التعرف على آلية العمل، ولغة C++ والمتحولات وأنواع المعطيات، والدخول إلى بيئة التنفيذ، والتعامل مع لوحة المفاتيح والخرج على الشاشة، والتعامل مع الدلالات وآلية تعريفها واستخدامها، والحلقات والشروط المنطقية، والعلاقات الرياضية والمنطقية، وآلية الترتيب والفرز، والتعرف على الخوارزميات الشائعة، مثل الترتيب الفقاعي و"الفيبو ناشي"».

ويضيف المدرب المهندس "حسام نعمة" في السياق ذاته قائلاً: «تؤهل هذه الدورة الطلاب، وتمكنهم من التعامل مع لغة C++ بكل سلاسة ومرونة، والقدرة على المتابعة بشكل متقدم في هذا المجال، وتنمية قدراتهم من عمر مبكر في المجال البرمجي، إضافة لتأهيلهم للمنافسة مع بقية فروع المحافظات، وهذه الدورة والدورات التي تليها ستضع الطالب في قمة المنافسة مع أقرانه، وحل مشاكله بصناعة البرمجيات بشكل أسرع».

الطالب "بكر موفق المحمد"، /14/سنة، من "دير الزور"، تحدث لموقعنا، قائلاً: «تعرفنا من خلال هذه الدورة على مستوى الفرق الأخرى، كي نستعد للمنافسة معهم، كذلك رفدتنا الدورة بمعلومات جديدة في مجال C++ وهذه ليست مشاركتي الأولى، فأنا منذ كنت في الصف الرابع أهتم بالمعلوماتية، فقد أحرزت المرتبة الأولى في الريادة على مستوى محافظة "دير الزور" في ثلاث مرات متتالية، ومن ثم شاركت في أولمبياد المعلوماتية عام /2007/، حيث حصلت على المرتبة الثالثة على مستوى القطر».

وحول آلية اختياره للمشاركة في هذه الدورة، وكيف ينظر إليها، يقول "بكر": «رشحت المدارس الطلاب المتميزين في هذا المجال، وأقيمت تصفيات في مقر الجمعية لهؤلاء الطلاب، وتم اختياري من بينهم مع عدد من الطلاب، وحضرنا إلى محافظة "الرقة"، حيث تمت تدريبات واختبارات، وفحص مستوى بين الطلاب.

أما بالنسبة لأيام هذه الدورة، فقد عشنا خلالها جواً أسرياً تاماً، تجلى بالمعاملة الطيبة من رئيس الفرع والمشرفين على الدورة والمدربين، كما تميزت الدورة بتكثيف المعلومات، وعرضها أمام الطلاب بشكل جيد».