لأن كرة اليد هي اللعبة الأبرز، والأكثر شهرة في محافظة "الرقة" كان من الطبيعي أن تتفوق كوادرها في مجال التدريب، والتحكيم، ونجاحها يدفع أبناؤها للتألق، والظهور ليس في المجال المحلي فقط، بل يمتد إلى خارج القطر، وعلى مدى الفترات الماضية برز عدد من كوادر اللعبة دفعهم طموحهم، وثقتهم بنفسهم إلى التوجه نحو الملاعب الخليجية، وهناك استطاعوا بفضل اجتهادهم، وإخلاصهم في عملهم من قطف ثمار ذلك، ونجحوا في ترك انطباعات طيبة عن المدرب السوري الذي يحظى بتقدير، واحترام متميز على كافة الأصعدة من بين أقرانه من الدول الأخرى.

من بين الكفاءات التي نجحت في مجال التدريب السيد "باسل الحمادة"، الذي تعاقد مع نادي "الرياض" السعودي منذ أكثر من تسع سنوات، وهو مستمر في عمله نتيجة تمسك إدارة النادي به، تقديراً لتفانيه في عمله، ونجاحه في تطوير مستوى الفرق الذي دربه طيلة المرحلة الماضية.

موقع eRaqqa التقى بالمدرب "الحمادة" بتاريخ (1/12/2009) أثناء تواجده في "الرقة" لقضاء عطلته بين الأهل، والأصدقاء، وأجرى معه حواراً موسعاً فتعالوا نطالع مفرداته.

المدرب باسل يوجه لاعبيه اثناء احدى المباريات

  • كيف كانت بدايتك الرياضية، ولماذا اخترت كرة اليد تحديداً؟
  • ** البداية كانت في كرة السلة، حيث تأثرت بأشقائي الذين كانوا يمارسون هذه اللعبة، لكن لم تستمر ممارستي لهذه اللعبة حيث استهوتني كرة اليد، التي كانت تتمتع بشعبية كبيرة في المحافظة، واخترت مركز حارس مرمى.

    المدرب باسل الحمادة

  • ما هي الفرق التي لعبت لها، وأبرز النتائج التي حققتها الفرق التي لعبت معها؟
  • ** لعبت لكافة فرق نادي "الشباب"، ثم التحقت بفريق "الجيش"، الذي كان يضم نخبة من نجوم كرة اليد السورية، وخلال وجودي في نادي "الشباب"، أحرزنا بطولة الدوري بفئات الأشبال، والناشئين، والشباب أكثر من مرة، وفي نادي "الجيش" كنت ضمن أعضاء الفريق الذي أحرز بطولة الدوري لعدة سنوات.

  • لماذا اخترت مهنة التدريب، وما هي الفرق التي دربتها؟
  • ** أحببت هذه المهنة كثيراً، لأنني شعرت بأن الذي لم أستطع تحقيقه كلاعب يمكن أن انجح في تحقيقه كمدرب، لذلك منذ أن كنت لاعباً بفريق "الجيش" بدأت أدرب فرق القواعد، وأتابع كل ما يتعلق باللعبة من تطورات، وكنت أحرص على مراقبة، وحضور تدريبات كافة الفرق، وخاصة التي كان يدربها المدربين الأجانب لكي استفيد من خبرتهم، وتجاربهم، واستطعت خلال فترة أن أكون خبرة مقبولة في هذا المجال، كما كنت أشارك في كل الدورات التي كان يقيمها اتحاد كرة اليد، وبعد الانتهاء من خدمة العلم عدت لنادي "الشباب"، وتم تكليفي مدرباً لفريق الرجال، علماً أن أغلب اللاعبين كانوا أكبر مني في السن، لكن الجميع التزم معي، واستطعنا أن نحقق نتائج جيدة في أكثر من موسم، وبالنسبة للفرق التي دربتها فكانت فرق "الجيش" لفئة الناشئين، والسيدات، وفي نادي "الشباب" دربت فرق الشباب، والناشئين، والرجال.

  • متى توجهت إلى "السعودية"، وكيف كان ذلك؟
  • ** في عام /2000/م، وكان ذلك عن طريق بعض الأصدقاء، حيث أرسلت صوراً عن كافة الشهادات التي أحملها، والوثائق الرسمية من الأندية التي دربتها، وفور الاطلاع عليها من قبل إدارة نادي "الرياض" في العاصمة "السعودية" وجهت الدعوة لي للحضور، وقد تم الاتفاق على تدريب فرق القواعد هناك.

  • كيف وجدت الأجواء التدريبية هناك؟
  • ** كانت الأجواء مريحة جداً من حيث التعامل، وتوفير كافة الإمكانيات المادية، والمعنوية، كونه يوجد تطبيق كامل لموضوع الاحتراف، وكل مدرب يعرف ماله، وما عليه، وتوجد خطط موضوعة، وبرامج تدريبية موحدة لكافة فرق النادي حسب كل فئة بإشراف مدربين من أصحاب الكفاءات، والاختصاص.

  • ما هو رأيك بكرة اليد السعودية؟
  • ** متطورة، وتسير نحو الأمام بخطى ثابتة، نتيجة الدعم، والاهتمام الذي تلقاه من خلال دعم الأندية التي تقوم بالتعاقد مع اللاعبين المحترفين، والمشاركة في كافة البطولات، وإقامة معسكرات طويلة الأمد في دول متقدمة، وأبرز الأندية التي تهتم باللعبة هي "الأهلي"، "الخليج"، "النور"، "القادسية"، "الرياض".

  • كيف تتطور كرة اليد السورية؟
  • ** اللعبة بشكل عام تحتاج إلى إعادة النظر بطريقة مسابقة الدوري، ودعم الأندية، والمشاركة في كافة البطولات العربية، والآسيوية بالنسبة للمنتخب الوطني، والأندية، وتشكيل منتخبات لكافة الفئات، والمشاركة في كافة الدورات، واستقدام مدربين على مستوى عال، ومنحهم الصلاحيات الكاملة في كل ما يخص المنتخب الوطني.

  • ما هو رأيك بواقع كرة اليد في نادي "الشباب" في الوقت الحاضر؟
  • ** نادي "الشباب" من الأندية المجتهدة بكرة اليد، ويملك كوادر محبة للعبة، وتعمل بإخلاص من أجل أن تتطور اللعبة، وتحقيق الانجازات على مستوى القطر، ونتيجة للتخطيط السليم والرغبة في التفوق نجح النادي في تحقيق انجازات ثمينة خلال السنوات الماضية، تمثلت بإحراز بطولة الدوري لمدة موسمين، وبطولة الكأس، وهذه النتائج كانت حصيلة جهد مشترك ما بين اللاعبين، والكادر التدريبي، وإدارة النادي التي عملت بكل ما تستطيع، وساهمت في تأمين المستلزمات التي تحتاجها اللعبة، وكان الأهم هو التزام اللاعبين، وتضحياتهم، وتصميمهم على التعاون، والانسجام كل هذه العوامل ساهمت في إحراز الانتصارات التي أدخلت الفرح إلى قلوب جمهور اللعبة الكبير في محافظة "الرقة".

  • ماذا تنصح إدارة "الشباب" بشأن كرة اليد؟
  • ** أتمنى أن تستمر الإدارة بدعمها للعبة، والبحث عن مصادر تمويل لها، سواء من القطاع العام، أو البحث عن مشاريع استثمارية في منشآت النادي من أجل تأمين الريوع المالية لتغطية نفقات اللعبة، وأذكر الجميع بالقاعدة التي تقول إن المحافظة على القمة أصعب من الوصول إليها، خاصة أن جميع الأندية في المواسم القادمة ستضع نصب أعينها نادي "الشباب"، لذلك مطلوب منه الاستعداد المستمر، وتعزيز صفوف الفريق باللاعبين القادرين على الدفاع عن سمعة، وتاريخ النادي، وهذا لن يتحقق بالأمر السهل بل يحتاج إلى جهود كبيرة، وتضحيات مستمرة من الجميع، وإلى جانب كل ذلك أطلب من الإدارة الاهتمام بالقواعد، وايلائها الرعاية، والدعم الكامل من أجل استمرار رفد الفريق بالعناصر الجيدة، وهذا الأمر يتحقق بتوسيع القاعدة، وتكليف المدربين الذين تتوفر فيهم المواصفات المطلوبة، وتأمين لهم كل الاحتياجات التي تتطلبها اللعبة،

  • كيف تصف مشاعرك، وأنت بعيد عن الأهل، والأصدقاء؟
  • ** لاشك أن الغربة صعبة، لكن ما يخفف عني هو وجود بعض أشقائي، وأصدقائي هناك، إضافة إلى التواصل المستمر مع الأهل، والأصدقاء، والأهم إنني مرتاح جداً في عملي، والجميع سعيد بالجهد الذي أقدمه، والذي أثمر عن نجاحات متعددة على كافة الأصعدة، وأشعر أنني قدمت انطباعات جيدة عن قدرة المدرب السوري في النجاح في مهمته من خلال زرع بذور المحبة، والتعاون بين الكوادر الرياضية التي يعمل معها،

  • هل تلقيت عروضاً لانتقال إلى أندية جديدة؟
  • ** حالياً أدرس عرضين من ناديي "النصر"، و"الجزيرة"، ولم أتخذ بعد أي قرار بشأن ذلك.

    *كلمة أخيرة؟

    ** أتوجه بالشكر الجزيل لموقع eRaqqa لإتاحته الفرصة لي للحديث أولاً، ولإسهاماته في تحقيق التواصل المستمر مع كافة أخبار المحافظة ثانياً، ولاهتمامه الملحوظ برياضة "الرقة" ثالثاً.