«غادرت "الرقة" متوجهاً إلى العاصمة الإسبانية "مدريد"، منذ عشرة شهور تقريباً، وذلك لاستلام المهام الموكلة إلي في المركز الثقافي السوري في "مدريد". وهذه الشهور على شدة جمالها وروعتها إلا أنها لم تستطع أن تُنسني يوماً جمال ابنة "الفرات"، مدينتي التي أودعتها كلَّ ذكرياتي وأسراري وأحبابي، وها أنا اليوم أزورها للمرة الأولى منذ رحيلي عنها، متمنياً أن أملأ جعبتي بكثير من عذوبتها، علَّها تخفف وطأة الغربة عن كاهلي».

كلمات مقتضبة، لكنها تفيض شوقاً وحنيناً ووفاءً للوطن، أسرَّ بها الآثاري الرَّقي "أنس الخابور" لموقع eRaqqa بتاريخ (3/8/2009)، والذي التقاه في منزله بعد عودته إلى "الرقة" قادماً من العاصمة الإسبانية "مدريد".

هذه ليست المرة الأولى التي أغادر فيها القطر، فقد أمضيت شهوراً عديدة في "مدريد"، منذ بضع سنوات، وذلك لإكمال دراستي هناك، لكنها المرة الأولى التي أقيم فيها خارج القطر مدة طويلة ومتواصلة. وفي الحقيقة لقد ساهم وجود عائلتي معي، زوجتي وابنتي "أليسار"، في التخفيف كثيراً من الشعور بالغربة، فلا يوجد شيء أكثر من العائلة يستطيع أن يمنح المرء شعوراً بالاستقرار والطمأنينة، خاصة إذا كان يعيش بعيداً عن وطنه، والحمد لله فأننا سعداء بهذه التجربة، ونحن على تواصل يومي مع الأهل والأصدقاء في مدينة "الرقة"، وذلك عن طريق شبكة "الإنترنيت"، التي ساهمت بشكل كبير بتقليص المسافات، كما أن هناك علاقات جيدة تربطنا بالعديد من أبناء الجالية السورية، ونحن نتبادل الزيارات العائلية بشكل مستمر

وبسؤاله عن تجربة الاغتراب والبعد عن الوطن، أجاب قائلاً: «هذه ليست المرة الأولى التي أغادر فيها القطر، فقد أمضيت شهوراً عديدة في "مدريد"، منذ بضع سنوات، وذلك لإكمال دراستي هناك، لكنها المرة الأولى التي أقيم فيها خارج القطر مدة طويلة ومتواصلة.

أثناء زيارة أحد الأصدقاء له بعد عودته إلى الرقة

وفي الحقيقة لقد ساهم وجود عائلتي معي، زوجتي وابنتي "أليسار"، في التخفيف كثيراً من الشعور بالغربة، فلا يوجد شيء أكثر من العائلة يستطيع أن يمنح المرء شعوراً بالاستقرار والطمأنينة، خاصة إذا كان يعيش بعيداً عن وطنه، والحمد لله فأننا سعداء بهذه التجربة، ونحن على تواصل يومي مع الأهل والأصدقاء في مدينة "الرقة"، وذلك عن طريق شبكة "الإنترنيت"، التي ساهمت بشكل كبير بتقليص المسافات، كما أن هناك علاقات جيدة تربطنا بالعديد من أبناء الجالية السورية، ونحن نتبادل الزيارات العائلية بشكل مستمر».

وعن طبيعة نشاط المركز الثقافي العربي السوري في مدينة "مدريد" يحدثنا "الخابور" بقوله: «بدايةً لا بدَّ لي من التنويه إلى أن هذا المركز يعتبر واحد من أهم خمسة مراكز ثقافية سورية في العالم، إلى جانب المركز الثقافي العربي السوري في "باريس"، و"طهران"، و"سان باولو"، و"صنعاء"، وهو يقع في مركز مدينة "مدريد" وتحديداً في شارع "ثور بانو"، وقد تم تأسيسه عام /2005/م، إثر زيارة السيد الرئيس "بشار الأسد" للمملكة الإسبانية، وبناءً على مطالبة الجالية السورية لإنشاء هذا المركز، علماً أن غالبية السوريين المقيمين في إسبانيا هم من ذوي الكفاءات العلمية العالية، وهم يحظون بمكانة خاصة لدى الأسبان.

صورة أمام منزل الروائي سرفانتس ويظهر تمثالان لدونكي شوت وسانشو

ومن أهم مهام هذا المركز، نشر الثقافة السورية، وذلك من خلال إقامة الندوات والمحاضرات، والمعارض الفنية، فهناك قاعة محاضرات مجهزة تجهيزاً جيداً، بالإضافة لصالة للمعارض، ومن الجدير ذكره أن هناك إقبالاً شديداً على المركز، من قبل الجالية السورية والعربية، ومن قبل المواطنين الأسبان، وخاصة خلال المحاضرات والمعارض، كما يحوي المركز مكتبة ضخمة تضم حوالي /4000/ كتاباً، غالبيتها من الكتب التي أبدعها الأدباء والمفكرون العرب، وهناك دورات لتعليم اللغة العربية، سواء للأجانب، أو لأبناء الجالية السورية.

أما عن طبيعة العمل الذي أمارسه في المركز، فأنا أعمل أميناً للمكتبة، وأمارس بعض الأعمال الإدارية، وأساهم في تنظيم بعض النشاطات الثقافية».