«عشيرة "العفادلة" من عشائر "البو شعبان"، وهي من أكبر العشائر في وادي الفرات، ويصل نسبها إلى "عمر بن معد بن يكرب الزبيدي"، الصحابي الفارس الشاعر الشهير، والملقب بـ"أبي ثور"، وفي تاريخ هذه العشيرة الطويل برز منها الكثير من الرجالات والشخصيات البارزة والمهمة.

وفي وقتنا الحالي تعتبر شخصية الشيخ "محمد الفيصل الهويدي" من أبرز شخصياتها الاجتماعية، ليس على مستوى عشيرة "العفادلة"، بل على مستوى "البوشعبان" كلهم، وعشائر المنطقة الشرقية عموماً، فهو شخص ذكي، متواضع، واسع الصدر حليماً، له دراية بأخبار العرب وعاداتهم وتقاليدهم، وكيف لا وهو سليلٌ لأرقى العائلات العربية، فأبوه الشيخ "فيصل الهويدي"، كان برلمانياً ناشطاً منذ عام /1949- 1969/، وهو من أعضاء الكتلة الوطنية.

وحالياً أشغل في مجلس الشعب مهمة نائب رئيس لجنة "شؤون التوجيه والإرشاد"، وهي من اللجان الدائمة في مجلس الشعب، ويختص عملها بمتابعة قضايا الإعلام والثقافة والتربية والتعليم العالي

وبالعودة لسجلات محاضر جلسات المجلس النيابي نجد له مواقف وطنية مشرفة، أما جده فهو الشيخ "محمد الهويدي"، وكان رجلاً شجاعاً كريماً، وكان عضواً في الحكومة الوطنية التي قامت في "الرقة" /1920ـ 1922/، والتي وقفت في وجه الاستعمار الفرنسي، وكان في فترة من الفترات قائم مقام "الرقة"، وله العديد من المواقف الوطنية والتي بسببها سجنه الفرنسيون في "دير الزور".

محمد الفيصل مع جورج غالوي وحنين نمر

أما جده لأمه فهو الأمير "مجحم بن مهيد" شيخ قبيلة "الفدعان" العدنانية، من أشهر الرجال في عصره بارتفاع القدر واتساع الصدر وعلو الهمة».

هذا ما قاله الباحث "محمد العزو"، لموقع eRaqqa بتاريخ (8/3/2009)، أثناء حديثه عن نسب عشيرة "العفادلة"، ووصفه لشخص الشيخ "محمد الفيصل الهويدي".

مع الشيخ محمود الفدعوس شيخ الفواعرة

وتحدث الشيخ "محمد الفيصل الهويدي" عن نشأته وتاريخ ولادته للموقع قائلاً: «ولدت عام/1958/ في قرية "المشلب"، والتي أصبحت اليوم أحد أحياء مدينة "الرقة"، حي "المأمون"، وذلك بعد توسع رقعة المدينة عمرانياً وسكانياً، درست المرحلة الابتدائية في "الكلية الأمريكية" في مدينة "حلب"، ونظام التدريس فيها كان نظاماً داخلياً، وبقيت فيها حتى الصف الثالث الابتدائي.

أما بقية صفوف المرحلة الابتدائية فقد تابعت دراستها في مدينة "الرقة" في مدرسة "الرشيد" الابتدائية، أما المرحلة الإعدادية والثانوية درستها في ثانوية "عمار بن ياسر"، ومنها حصلت على الشهادة الثانوية في عام /1976/».

الشيخ محمد الفيصل الهويدي

وعن تجربته الطويلة في مجلس الشعب، ومهامه فيه، يقول "الهويدي": «أثمن عالياً الثقة الغالية التي منحني إياها أهالي "الرقة"، ولولا تلك الثقة لما كنت عضواً لثلاثة أدوار تشريعية، في الدور التشريعي السادس والثامن، والحالي وهو الدور التشريعي التاسع، ومما لاشك فيه أن من يخوض أي تجربة انتخابية يجب عليه أن يضع في حسبانه محبة الآخرين، ومدى تقبلهم له، والتي تبقى في نهاية الأمر هي الفيصل في تقرير مصيره في المعركة الانتخابية».

ويتابع "الهويدي" بقوله: «وحالياً أشغل في مجلس الشعب مهمة نائب رئيس لجنة "شؤون التوجيه والإرشاد"، وهي من اللجان الدائمة في مجلس الشعب، ويختص عملها بمتابعة قضايا الإعلام والثقافة والتربية والتعليم العالي».

وعن نشاطاته الاجتماعية، ودوره العشائري، يقول "الهويدي": «لكل مجتمع أعرافه وتقاليده الخاصة التي تحكمه، وتميزه عن غيره من المجتمعات، وهي التي تعبر عن ثقافته الاجتماعية، ويعتبر مدى تمسك أي مجتمع بهذه العادات والتقاليد تعبير عن أصالته، وكما هو معروف فالنسيج الاجتماعي في محافظة الرقة نسيج عشائري، ومجتمع "الرقة" ما يزال يحافظ، لا بل ويتمسك بالعادات العربية الأصيلة، كالكرم وإغاثة الملهوف، وإجارة المظلوم، وهذا واقع معاش في مجتمعنا.

وقد أشاد بأصالة هذا المجتمع الكثيرون من الباحثين والكتاب، ومنهم كتاب من الغرب، ومن ناحيتي أشارك أهالي "الرقة" مناسباتهم، وأكون معهم في أفراحهم وأتراحهم، وأتواجد في كل المناسبات الاجتماعية، وأعتبر حضوري للكثير من هذه المناسبات فرض واجب يحتم علي التواجد، وأقوم مع بعض الوجهاء، وشيوخ العشائر في المساهمة بحل بعض القضايا الاجتماعية، والتي أصبحت محدودة، مما يؤكد على الوعي الكبير الذي يمتلكه الناس، وما هو إلا دليل على سيادة القانون وأخذه لدوره الريادي، إلا أنني أعتبر أن مثل هذه الأمور كخلافات أبناء الأسرة الواحدة، والتي لا تتعدى أحياناً الاختلاف في وجهات النظر بالنسبة لمعالجة بعض الأمور الطفيفة، والتي هي من يوميات الحياة العادية».

وعن اهتماماته الأخرى يقول" الهويدي": «الدور الأبرز اليوم للإنسان المنفتح المثقف، ولذلك قررت أن أثقف نفسي من خلال المطالعة، ولدي مكتبة شخصية كبيرة تحوي أمهات الكتب، ككتب الأنساب والتاريخ، إلى كتب الأدب وكتب السياسة، وتلك التي تحكي تاريخ العرب وعاداتهم وتقاليدهم، وأحرص على متابعة مجلة "العربي" التي تصدر في دولة الكويت، وقد بدأت باقتنائها وشرائها شهرياً منذ الصغر، وعندي أعداد قديمة متسلسلة منها، إضافة لاشتراكي ببعض المجلات والمطبوعات والجرائد السورية، أما الشعر فهو ديوان العرب كما يقال، ويستهويني منه الشعر "النبطي" كثيراً».

مما يذكر أن الشيخ "محمد الفيصل الهويدي" متزوج وله ثلاثة أولاد ذكور، وأربع إناث.