«كان عام /1992/ عاماً متميزاً بالنسبة للمصورين والصحفيين، وهواة التصوير، إذ شهد ولادة أول نادي للتصوير الضوئي في مدينة "الرقة"، وهو ثاني نادي للتصوير في سورية، بعد نادي "دمشق"، وكان أحد أعضائه المؤسسين الصحفي "محمود الصالح"، الذي يعشق التصوير، ويعتبره أحد الأساسيات المكملة للعمل الصحفي، وكان قد انتقل إلى "الرقة" للعمل عام /1991/ مراسلاً لجريدة "البعث" السورية، إضافة لعمله مراسلاً لجريدة "الاعتدال" الاغترابية».

هذا ما قاله لموقع eRaqqa الفنان "حمزة الحسين"، رئيس نادي التصوير الضوئي في "الرقة"، وهو يحدثنا بتاريخ (10/12/2008) عن الصحفي "محمود الصالح"، ويضيف: «من السهولة أن يندمج القادم الجديد إلى مدينة "الرقة" في مجتمعها، ويستطيع بيسر أن يصبح من نسيجها، فمجتمع "الرقة" مجتمع منفتح ومتطور، ومن خواصه الأساسية التعددية في تركيبة السكان، وبالفعل استطاع "الصالح" أن يندمج بأهل "الرقة"، وكأنه واحد منهم، خاصة وأنه من منبت ريفي يتشابه مع أهل المنطقة بعاداته وتقاليده، واستطاع خلال فترة وجيزة أن يصنع اسماً لامعاً في عالم الصحافة، وأن يكون عضوا فاعلاً في نادي التصوير، حيث شارك بخمس لوحات في المعرض الأول للنادي الذي أقيم في عام /1993/ وحمل عنوان: "الرقة" بين الماضي والحاضر».

من السهولة أن يندمج القادم الجديد إلى مدينة "الرقة" في مجتمعها، ويستطيع بيسر أن يصبح من نسيجها، فمجتمع "الرقة" مجتمع منفتح ومتطور، ومن خواصه الأساسية التعددية في تركيبة السكان، وبالفعل استطاع "الصالح" أن يندمج بأهل "الرقة"، وكأنه واحد منهم، خاصة وأنه من منبت ريفي يتشابه مع أهل المنطقة بعاداته وتقاليده، واستطاع خلال فترة وجيزة أن يصنع اسماً لامعاً في عالم الصحافة، وأن يكون عضوا فاعلاً في نادي التصوير، حيث شارك بخمس لوحات في المعرض الأول للنادي الذي أقيم في عام /1993/ وحمل عنوان: "الرقة" بين الماضي والحاضر

وعن رحلته في عالم الصحافة تحدث لموقعنا الصحفي "محمود الصالح" قائلاً: «ولدت في عام /1969/ في قرية "عران"، وهي من القرى الصغيرة التابعة لمدينة "حلب"، وتبعد عنها مسافة /40/ كم من جهة الشرق، ويقسمها نهر الذهب إلى قسمين، ويستمر بجريانه إلى أن يصل إلى بحيرة "الجبول"، التي منحته هذا الاسم منذ القدم، فأهل المنطقة كانوا يبادلون ملح "الجبول" بالذهب، فارتبط اسم النهر بالذهب لأنه يغذي هذه البحيرة، وهناك نشأت وتعلمت في مدارسها، وكنت أحب قراءة الكتب ومطالعة الصحف اليومية، ولندرة الصحف عندنا كنا نحصل عليها من المركز الثقافي في مدينة "الباب" التي تبعد عنا بضعة كيلو مترات، وما أن تقع إحداها في يدي حتى ألزم بيتنا إلى وقت متأخر، أتصفحها كلمة كلمة، وكانت تستهويني كثيراً صحيفة "الثورة"، وفي عام /1987/ وجدت نفسي متورطاً بكتابة مقالة أتحدث فيها عن المشكلات الزراعية في المنطقة، وقمت بإرسالها إلى جريدة "الثورة"، حيث نشرت بعد عدّة أيام، وتتالت بعدها المحاولات في عدد من الصحف السورية، وفي شهر أيلول من نفس العام تم اعتمادي مراسلاً لجريدة "البعث" في مدينة "حلب" بعد خضوعي لاختبار عملي، وهناك بدأت أكتب بشكل منتظم كمراسل، محفوف بحماس الشباب، ومتسلح بالسعي لاكتساب المعرفة والخبرة اللازمة لكي أصبح صحفياً متميزاً، لذلك حاولت أن أتناول القضايا الخدمية والاقتصادية التي تعتبر من أولويات هموم الإخوة المواطنين، وفي عام /1988/ بدأت بالتحول التدريجي لكتابة التحقيقات الصحفية، لأنني أعتبر التحقيق يحيط بجميع جوانب أي قضية يطرحها الصحفي، ويحاول جاهداً طرح الحلول الناجعة لها، وكنت أركز على الجانب الميداني في العمل، ومحاورة كل أطراف القضية المطروحة، واستطعت أن أطرح بقوة ضمن تحقيق ميداني قضية (مملحة الجبول)، وتعرضت إثرها إلى مضايقات، حاول من خلالها بعض الأشخاص إبعادي عن العمل الصحفي».

محمود الصالح أمام الكمبيوتر

وعن ظروف انتقاله إلى مدينة "الرقة"، يقول: «كنت أتطلع إلى الاستقرار في مدينة "الرقة"، لأنني أعرف هذه المحافظة جيداً، وأحسست أني من الممكن أن أؤدي عملي الصحفي في هذا المكان على أكمل وجه، فانتقلت إليها عام /1991/، وسرعان ما أحسست أنني واحد من أهلها، وعملت مراسلاً لجريدة "البعث" إلى سنة /1993/، إضافة لعملي مراسلاً لجريدة الاعتدال الاغترابية إلى الآن، وفي عام /2001/ بدأت العمل مراسلاً لإذاعة صوت الشعب، ثم مراسلاً لجريدة الاقتصادية الأسبوعية منذ عام /2005/، وفي العام الذي تلاه انتظمت في عملي بالمركز الإذاعي والتلفزيوني كمشارك في إعداد البرامج، ثم مراسلاً لجريدة "الوطن" منذ عام /2007/ إلى حينه».

وسألنا "الصالح"، ما هو موقع الصحافة كجهة رقابية؟ فأجابنا بقوله: «الصحافة فاعلة في مسألة الرقابة، وتحقيقها لمقولة أنها سلطة رابعة فعلاً، يحتاج أن تكون في أيدٍ أمينة، وهذا لا يمكن تحقيقه إلاّ إذا امتلك الصحفي الحس العالي بالمسؤولية، والتمتع بالأخلاق المهنية الممتازة، بعد ذلك يجب أن تتوفر للصحفي الحرية والضمانات المادية والمعنوية، كما أن الصحفي يحتاج إلى مناخات صحيحة لكي يكون فاعلاً ومبدعاً في آن، وأن تتوفر له إمكانية التأهيل والتدريب، إضافة لتوفر مستلزمات العمل الصحفي، وإتاحة الفرصة له في الحصول على المعلومات والبيانات الحقيقية، للوصول إلى جعل الصحافة ومن يعملون فيها أداة قوية للتطوير والبناء، وأن يكونوا جسراً للتواصل بين المواطن والمسؤول، كما أن هناك حاجة حقيقية لتطوير قانون المطبوعات، ليصبح أكثر انسجاماً مع مسيرة التطور التي تشهدها سورية، وبشكل خاص التأكيد على توفير حماية أكبر للصحفي، لكي يؤدي رسالته على أكمل وجه، ومن الضروري اعتبار المواد الصحفية المنشورة في وسائل الإعلام المختلفة بمثابة إخبار رسمي، يكون منطلقاً لتحرك الجهات المعنية لمعالجة ما يطرح من قضايا هامة تخص الإخوة المواطنين، ومن الضروري أيضاً السعي لتحسين الواقع المادي للصحفيين لتمكينهم من التفرغ للعمل الإعلامي، وتحصينهم بذلك من المغريات المادية، وعدم خضوعهم للابتزاز، واعتماد ميثاق الشرف الصحفي في سورية، وجعله ناظماً للعمل الصحفي، وهنا أوجه رسالة على الزملاء الجدد ممن يمتهنون الصحافة، فمن الواجب عليهم اعتماد أمانة الكلمة كنهج في عملهم، والاستفادة من تجارب من سبقوهم في هذا المضمار، وعدم الخضوع إلى أية حالة ابتزاز، وعدم التراجع من فشل أول تجربة في العمل».

خلال رسالة يبثها على أثير صوت الشعب

وفي ختام حديثه لنا، تحدث الصحفي "محمود الصالح" عن واقع الصحفي تجاه اتحاد الصحفيين، قائلاً: إن توفر أخلاقيات المهنة من الضرورات القصوى التي يجب أن يتابعها اتحاد الصحفيين، ويقيم من خلالها عمل الصحفي، ومدى التزامه بميثاق الشرف الصحفي، كما تحتاج قوانين اتحاد الصحفيين إلى التطوير، بخصوص شروط الانتساب، واعتماد ممارسة المهنة كشرط وحيد لاكتساب العضوية، وعدم الفصل بين مراحل العضوية، وهناك أمر ضروري جداً يجب مراعاته، وهو النظر جدياً للكتاب والصحفيين الذين يعملون في المواقع الالكترونية، والمدونات، والصحافة الخاصة، وأن ينظر في أمر عضويتهم باتحاد الصحفيين بجدية كاملة، خاصة بعد الانفتاح الذي شهده قطرنا في هذه المجالات».