ولد الشاعر الدكتور "باسم القاسم"، في مدينة "الرقة"، عام /1973/ تخرج من جامعة "حلب" كلية طب الأسنان، في عام /1995/، تأخر بعطائه الشعري والأدبي، وذلك بسبب انشغاله بالقراءة ومتابعة الشأن الثقافي، وإيماناً منه، أن لا شاعراً دون ثقافة، كتب القصيدة العمودية، بالإضافة لشعر التفعيلة، حاز جائزة "ربيعة الرقي" الشعرية لعام/2000/، كما حاز جائزة الأدباء الشباب في سورية، لعام /1999/، مؤلف عمل "ليل البوادي"، الأوبريت الغنائي الراقص، الذي حصل على جائزة مهرجان "دبي" للتراث /2001/، والمنفذ من قبل فرقة "الرقة" للفنون الشعبية، وهو مؤلف عمل "قمر على الشرق"، وهو أوبريت غنائي راقص، بالتعاون مع الموسيقار اللبناني "شربل روحانا"، قدمته فرقة "الرقة" للفنون الشعبية، نشر نصوصه الشعرية، والعديد من الدراسات النقدية في الصحف والمجلات العربية والمحلية، ومنها: الموقف الأدبي، مجلة كتابات معاصرة اللبنانية، الكفاح العربي اللبنانية، ملحق الثورة الثقافي، وأصدر أول كتاب شعري له عن دار "الفرقد" /2006/، وهو بعنوان: "آخر الورثة من سلالة النخيل".

أما اللغة لا تكفُّ أن تشكل هاجساً يراود الشاعر "القاسم"، وعن ذلك يقول: «في مضمار الكتابة الشعرية، يوشك أن يختزلني طموحٌ لغوي، شكَّل الوازع الرئيس لمعاودة كتابة الشعر، بعد كل نص أنتهي منه، وما هو إلا القدرة على الوصول إلى نص شعري لغته ميتة، وبالتالي يكتسب هذا النص صيرورة، وحياة متجددة في كل آونة وحيزاً، فكثيراً ما شغلني أن بعض النصوص الشعرية والملاحم، ما تزال تعيش معنا إلى يومنا هذا، على الرغم من قدم عهد كتابتها، مثلاً: "ملحمة جلجامش" والنصوص "السومرية" و"الأوديسة" وأشعار "المتنبي"، هذه بعض النصوص الشعرية التي مازالت معنا، فما الذي أكسبها هذه الصيرورة؟ طبعاً هذا السؤال أول ما طرحه النقد الماركسي الأدبي ولم يجب عليه، هنا أسعفني "يانغ كياي" تلميذ الفيلسوف "يونغ"، عندما قال: «نقول عن عبارة أنها حية، عندما لا يوجد في لغتها لغة، ونقول عنها أنها ميتة عندما لا يزال في لغتها لغة»، وربما حالي يقول لكل من يكتب الشعر، وفي هذا فليتنافس المتنافسون، التجريد والفرار من لغة اللغة في النص الشعري».

هناك مجموعة أعمال، أناشيد ومسرحيات للأطفال قيد الطباعة، وهناك مخطوط لكتابي الشعري الثاني، كما أعكف حالياً على إنجاز دراسة فلسفية نقدية عن حياة النص

لدى الشاعر "باسم القاسم" إيمان عميق بدور الشاعر والمثقف عموماً، في المجتمع وقدرته على التغيير، وعن ذلك يقول: «أعتقد أن كل الإمكانية متوفرة، لدى المثقف أو الشاعر، ليكون فاعلاً في المجتمع، ولكن عندما يجد من يستمع إليه، في عالم لا يقرأ ولا يعرف كيف يقرأ، وهل هذه الفضائيات والبرامج والدراما المتلفزة، ومنتديات الإنترنيت جاءت من الهباء؟ جميعها ولا شك كان من ورائها مثقفون وشعراء وتشكيلون، ما الذي تسبب في قيام الحروب العالمية، أعتقد بأنهم المثقفون السيئون مثلاً "هتلر" كان قارئاً سيئاً "لنيتشه"، وكذلك أرباب الإمبريالية العالمية قرؤوا "هيغل" وأساؤوا فهمه، وراء كل هؤلاء ثقافات ومثقفون، حتى أن الولايات المتحدة طلبت من "فوكو ياما" أن يكتب لها مبدأ فلسفياً، لتبرير ممارساتها عالمياً، فكانت فلسفة القطب الواحد، والتي اعتذر عنها "فوكو ياما" بعد غزو العراق».

وفي الختام، اخترنا مقاطع من قصيدة لشاعرنا "القاسم"، وهي بعنوان: "آخر الورثة من سلالة النخيل"، حيث يقول فيها: «طلقاً.../على جسدي بدأتُ الغيمَ.../ منذ نعومة الشفقِ الضريرْ../ علَّقت ناصية الكلام، معالماً غرقى بألوان الصمم.../ ما كنتُ أدرك أنَّ للمعنى فصولاً../ لا تمرُّ على الصور../ حتى تلمَّست الهواء المرَّ، في جوف الحجر../ فقرأت أسماءً تساعدها الظلال لتكتملْ../ وعلمت أنَّ الضوء، رائحة الملوحة، حين تعرق شمسُنا../ وفهمتُ أنَّ الحبَّ، خارطة المسافرِ، في الطريق إلى السماء.../ وبأنَّه قد تورق الأنثى، إذا جفَّ المساء.../ وبأنَّ أمي علَّمتني.. كيف أصطادُ الفراشة../ من حديقة خوفها../ لأكفَّ عن عشق الفضاء.../ ولكنه يجتاحني ذلك المعنَّى كالسهول../ أمعنتُ في وسن التجلي../ لم أشاهدني../ رأيت رنينه في برعم البرق الشقيَّ../ معتّقاً زمن العطشْ../ أضرمت كلَّ الماء من حولي../ سراباً ناصعاً../ وأبحتُ للسنة الخجولة ما تساقط من ذهب../ ثم اكتملت مشيئةً وسألته../ من أيِّ عطرٍ تنزف الأحلامُ رغبتها أثيراً دامياً رغم النعاس../ أو كيف غنَّى، ما تبقَّى من وصايانا، الغجرْ../ وإلى الشرود العذبِ هل نهدي حروفَ الخمرِ../ أو نرثُ الجمالْ.. والخبز يشهد: إن من يطهو الحصى لصغاره حيٌّ.. هنا../ والجبَّة الأولى تنادي في البلاد../».

ومن الجدير بالذكر أن للشاعر "باسم القاسم" مجموعة من الأعمال الأدبية، التي هي قيد الطبع، هذا ما أكده لموقعنا، في آخر لقاء معه، حيث قال: «هناك مجموعة أعمال، أناشيد ومسرحيات للأطفال قيد الطباعة، وهناك مخطوط لكتابي الشعري الثاني، كما أعكف حالياً على إنجاز دراسة فلسفية نقدية عن حياة النص».