ولد الأديب إبراهيم الخليل في مدينة الرقة عام 1944، إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق عام 1970. انصرف منذ مطلع شبابه إلى العناية بالأدب واللغة، وكتب في معظم الأجناس الأدبية (قصة، شعر، رواية، نقد).

ويشتغل الآن على إحفورات لغوية تعنى بالأنتربولوجيا والمقاربات بين اللغة العربية وغيرها، من خلال البحث عن جذور لهجة الرقة العامية، وما حفظته من الفصيح المنسي، سواء أكان عربياً أم سامياً (الأرامية والعبرية).

أسس مع مجموعة من الشباب في بداية الستينات من القرن الماضي جماعة ثورة الحرف، وكان قد سبقها في العراق جماعة رفاق الوقت الضائع، وجاء بعدها في جمهورية مصر "غاليري 68"، ويبدو أن المرحلة في تلك الأيام كانت تتجه إلى الجماعات، وليس الأفراد، ومازال معظم المؤسسين معه في ثورة الحرف يتواجدون في الساحة الإبداعية ولهم حضورهم القوي في المشهد الثقافي السوري والعربي، ومنهم: الدكتور إبراهيم الجرادي، الدكتور عبد الله أبو هيف، خليل جاسم الحميدي، وفيق خنسة، ونبيل سليمان.

وكانت ثورة الحرف تنزع إلى محاولة تأسيس لأدب جديد في الشكل والمضمون، وهذا ما وسم معظم أعمال الجماعة منذ بداياتها الأولى، وقد جرت معركة أدبية بين أعضاء الجماعة ومناصريهم، وبين الدكتور عبد السلام العجيلي (رحمه الله) في بداية الستينات، وهذا إن دل يدل على الحالة الصحية في الاختلاف المفيد والهادف إلى التعبير عن نزوع كل جهة دون البحث عن إلغاء الآخر.

وكان من أهداف الجماعة: الكلام بين الأعضاء يكون باللغة العربية الفصحى، لأن معظمهم من متابعي وخريجي الآداب، فالسلوك والطموح تداخلا، واتخذ التجريب عند الجماعة، خاصة الخليل والجرادي، منحى تجريدياً، حيث البحث عن تفجير اللغة أولاً، والاستفادة من كل طاقاتها، ومحاولة إيجاد نص مرجعيته عربية عند الأوائل، وخاصة الصوفية في نصوصهم العرفانية، وهذه النصوص التي عبرّت باكراً عن اتجاه جديد في النص العربي، وهو ما يمكن أن نسميه بنص عابر للأشكال، الحامل فيه اللغة أحياناً كثيراً، وليست الحكاية، وإنما قد تأتي الحكاية كزينة للعمل على شكل نمنمات.

أما الآن فيعمل الخليل على تجسيد المشروع على المستوى الروائي أو المستوى القصصي والشعري، حيث تتداخل فيها التخوم، ومشروعه الصوفي أنجز هدفه، وينتقل الآن في هذه المرحلة للعناية بالرواية، لأنها وحدها القادرة على التعبير عمّا يجري ويحدث.

في "سدوم" كتب الرواية بمعناها، وبشروطها الأدبية، وفي "حارس الماعز" أيضاً، وعمله الجديد "صيارفة الرنين"، عني بالنوفيل لأنها تحقق التداخل بين القصة الطويلة والرواية القصيرة.

زار الخليل في الآونة الأخيرة أمريكا أولاً ثم الصين، ويقول: في أمريكا الكاتب مستقل عن السلطة، والأدب هناك ثلاثة أنواع: أدب البيض وهو السائد، وأدب الزنوج وله خصوصيته الخاصة، وأدب الملونين، وقد يشتهر كاتب فيقرأه الكل، في أمريكا اطلعت على عالم جديد، وحياة جديدة وأفكار قد تكون معها أو ضدها، ويذكر حادثة أثناء زيارته لمعهد تعليم الأدب (البوكركي)، فيقول: سألت الأدباء الأمريكان بأنكم تقولون أن الأدب موهبة وجهد، ويستطيع المعهد أن يقدم الجهد، فماذا عن الموهبة؟ فأصر أحد المدرسين الكبار على الإجابة، فقال: ليس شرطاً أن نصنع من كل طالب شكسبير لكننا على الأقل نستطيع أن ننظف الحياة الأدبية من الخنازير!.

أما الصين فيقول عنها: هي الأقرب إلينا في كل شيء، الحياة ونمط التفكير والثقافة والعلاقات التاريخية، والصين أو الصيني كالحرير رقيق وناعم، ولكنه لا ينقطع، فهو قوي ومتين.

كتب الخليل الكثير ونشر معظم نتاجه الأدبي في الصحف والمجلات المحلية والعربية، وترجم بعض نتاجه إلى لغات أخرى، وله الكتب التالية:

في القصة: 1ـ البحث عن سعدون الطيب عام 1969، 2ـ البازيار الجميل عام 1998، 3ـ مال الحضرة عام 1998، 4ـ غدير الحجر عام 1998، 5ـ أرغفة النعاس عام 2001، 6، الورل عام 2002.

في الرواية: 1ـ حارة البدو 1980، 2ـ الضباع 1985، 3ـ الهدس 1987، 4ـ حارس الماعز 2002، 5ـ سدوم 2003.

في الشعر: موكب من رذاذ المودة والشبهات (مشترك) 1986

في النقد: الميراث الدموي 1998.

وله قيد الطبع: صيارفة الرنين (رواية)، وحماقات الأقحوان (نصوص عابرة للأشكال).