تعتبر شجرة الزيتون من الأشجار المثمرة حديثة العهد في محافظة "الرقة"، تتميز بقدرتها على التأقلم مع ظروف المحافظة فتنتشر، بشكل كثيف على ضفاف بحيرة "الأسد"، لها خدمات ثنائية في عصر الزيت وعلى مائدة الطعام.

موقعنا في 19/1/2012 التقى المهندس "محمد حميدي" رئيس شعبة الزيتون ليحدثنا بقوله: «قبل عام 2000 م كانت المساحة المرخصة "المنظمة" لأشجار الزيتون نحو 945 دونماً في المحافظة، بعد ذلك أي بعد عام 2000م بدأت زراعة الزيتون تنتشر بشكل كثيف نتيجة اهتمام الحكومة ووعي الفلاح لأهمية هذه الشجرة على الجانب الاقتصادي من حيث إنتاج زيت الزيتون والزيتون وتدخل الشجرة طورها الإنتاجي في سن الــ8 سنوات وتستقر في سن 15 سنة في هذه السن يتوحد الإنتاج، في هذه الفترة يصبح متوسط إنتاج الشجرة 35 كغ من ثمار الزيتون، كما في قريتي "الغرين وعايد صغير"».

أملك 1000 شجرة زيتون، بدأت في زراعتها في عام 2001 م، وبعد 8 أعوام من الاهتمام أصبحت الشجرة تقدم إنتاجية تصل إلى 25 كغ وهي في تقدم مستمر

يتابع: «إن الأصناف المنتشرة في محافظة "الرقة" هي الصنف الصوراني وهو صنف يتميز بالإنتاجية العالمية وقدرته على التأقلم مع العوامل المناخية في المحافظة، وتبلغ نسبة الزيت في ثماره من 22-30% وتستورد من مراكز "إدلب وحلب"».

الزيتون في الرقة

المهندس الزراعي "عبد الوهاب العلي" رئيس دائرة المكاتب المتخصصة في مديرية الزراعة يقول: «بلغ عدد أشجار الزيتون في المحافظة نحو 4104652 شجيرة، المثمرة منها 1078389 موزعة في مناطق "الرقة" مثل "الثورة وتل أبيض"، وهذا ما يؤكد نقلة نوعية في هذه الزراعة يضيف في منطقة "الرقة" معظمها مزروعة في الأراضي المستبعدة وفي منطقة الثورة معظمها مزروعة على ضفاف بحيرة الأسد، أما في منطقة تل أبيض فتزرع مروية وبعلية».

يتابع: «تتميز أشجار الزيتون على ضفاف بحيرة الأسد بالكثافة الشديدة وقدرتها الإنتاجية الضخمة، حيث شهدت الفترة الحالية تطوراً في هذه الزراعة لتأقلمها الشديد وسرعة في الإنتاج».

في ظل التأكيد على أهمية هذه الزراعة يؤكد المهندس "عبد الوهاب العلي" رئيس دائرة المكاتب المتخصصة: «يوجد في محافظة "الرقة" أربعة معاصر لعصر الزيتون، تستوعب كامل إنتاج المحافظة من ثمار الزيتون، تتراوح طاقتها الإنتاجية من 25-35 طناً باليوم وهي تعتمد على مبدأ الطرد المركزي في استخراج الزيت.

تحظى زراعة الزيتون كشجرة من الأشجار المثمرة اهتمام كبير من قبل الجهات المسؤولة في مديرية الزراعة في المحافظة بتقديم الدعم اللازم لتطويرها في الحقول المرخصة من خلال تقديم 5000 ل.س للهكتار وبشكل خاص الحقول التي تروى أشجارها على مياه الآبار من جهة، وقيام لجان مخصصة في دائرة الوقاية لتتبع الإصابات الحشرية والمرضية من جهة أخرى.

كما يظهر ذلك في بعض المهام الموكلة لشعبة الزيتون في المديرية كنشاطات لخدمة هذه الزراعة من الإشراف الفني وتقدير إنتاج الزيتون، وإقامة ندوات حول خدمة البساتين بالتعاون مع مكتب الزيتون في "إدلب"، وإعداد كافة التقارير المطلوبة إضافة لذلك مراقبة كافة العمليات الفنية التي تجرى على أشجار الزيتون، فضلاً عن إقامة دورات إرشادية للفلاحين».

ويذكر المهندس "محمد حميدي" رئيس شعبة الزيتون «أن لشجرة الزيتون فوائد عديدة فضلاً عن أهميتها كغذاء أولي وإنتاج الزيت ومادة "البيرين" التي يستخرج منها زيت لصناعة الصابون، صناعة فحم أركيلة وقوالب للتدفئة في معامل خاصة في "حلب"، كما تستخدم مياه الجفت بنسب معينة بتسميد حقول الزيتون».

الفلاح "عبود الخرسان" من أهالي المحافظة يخبرنا: «أملك 1000 شجرة زيتون، بدأت في زراعتها في عام 2001 م، وبعد 8 أعوام من الاهتمام أصبحت الشجرة تقدم إنتاجية تصل إلى 25 كغ وهي في تقدم مستمر».

"عبد الإله الخلف" مزارع يقول: «لدي 4 دونمات زيتون فيها مئة شجرة وصل إنتاجها إلى 2طن على الرغم من أن عمرها لم يتجاوز 8 سنوات ونتأمل إنتاجاً أكثر في المستقبل.

من الجدير بالذكر أنه تعتبر شجرة لزيتون من الأشجار المثمرة حديثة الزراعة في المحافظة خلال عشر سنوات من الاهتمام استطاعت أن تثبت صلاحية انتشارها وازدهارها على نحو ملحوظ، فشجرة الزيتون موطنها الأصلي سورية.