يعد جسر "الرشيد" المعبر الوحيد الذي يربط "الرقة" بباقي محافظات القطر، وذلك على ضوء اقتصار جسر "المنصور" على حركة المشاة والآليات الخفيفة، ورغم التوسع المستمر لمدينة "الرقة"، ومع الزيادة السكانية والكثافة المرورية فيها، والدراسات الجارية حالياً لإحداث جسر ثالث على نهر "الفرات"، ظل جسر "الرشيد" يقدم الحل المروري المناسب للمدينة، وهو وحده الذي يتحمل عبء تسهيل حركة المرور من محافظة "الرقة" وإليها.

مضى على استثمار جسر "الرشيد" أكثر من أربعة عقود، وباستثناء التحسينات الطفيفة التي نالت الجسر بين الحين والآخر، لم تُقدم للجسر صيانة وإعادة تأهيل شاملة منذ تأسيسه، إلى أن قامت المحافظة بإعادة تأهيله وترميمه، ضمن حملة تحسين مداخل المدينة وساحاتها وحدائقها العامة.

أضفى المنظر الجمالي لخزان المياه الذي نفذته مؤسسة مياه الشرب في "الرقة"، في موقع "البانوراما"، قيمة فنية إضافية على الموقع، من خلال اختيار الشكل العام للخزان، وتلبيسه بالسيراميك المتعدد الألوان، وتلبيس القاعدة السفلى بالحجر الأصفر والقرميدي، وتزويده بأجهزة إنارة من جميع الجهات لكي تبرز معالمه ليلاً، وقد بدا الخزان بعد انتهاء كافة أعماله الزخرفية، بدعة فنية هندسية، وشكلت مع اللوحة البانورامية ودوار "البانوراما"، متوالية فنية جعلت من مدخل المدينة من أجمل مداخل المدن السورية

نفذ فرع الشركة العامة للمشاريع المائية في "الرقة"، أعمال تأهيل جسر "الرشيد"، وعن ذلك تحدث لموقع eRaqqa، المهندس "أمير زينب"، مدير فرع الشركة، قائلاً: «مشروع تأهيل جسر "الرشيد" جزء من مشروع متكامل لتحسين مدخل مدينة "الرقة"، وإبراز وجهها الحضاري ومكانتها التاريخية، من خلال إعادة تعبيد المدخل من مفرق طريق عام "الرقة" ـ "حلب" وحتى الساحة الرئيسية، إضافة لتنفيذ الأرصفة الجانبية والمنصفات الطرقية، وزراعة أشجار الزينة على جانبي الطريق، وتنفيذ أعمال الدهان الطرقي، وتركيب المسامير العاكسة وأجهزة الإنارة، وإعادة تأهيل كاملة للساحة الرئيسية.

المهندس أمير زينب

تضمنت أعمال التأهيل صيانة شبك الحماية الممتد على جانبي الجسر والبالغ طوله /540/ متراً، مع تصنيع وتركيب شبك جديد في مدخل الجسر ومخرجه، وإضافة أعمال تزيينية على شكل أقواس عباسية، عددها /7000/ قوس، مركبة على كامل الشبك المعدني، مع تركيب /450/ جهاز إنارة بألوان مختلفة، وشملت الأعمال إزالة "البيتومين" القديم المتوضع على الرصيف، وتنفيذ طبقة جديدة متلائمة مع الشكل الجديد للجسر، مضافاً إليها طبقة من "الأوبكسيد" الملون، ومن المتوقع أن تصل الكلفة الإجمالية للمشروع إلى نحو /100/ مليون ليرة سورية».

وعن مجمل الأعمال المنفذة والمشاريع المقترحة لتحسين مدخل المدينة، يضيف المهندس "عبيد الحسن"، رئيس مجلس مدينة "الرقة"، قائلاً: «سبق للمحافظة أن صممت لوحة بانورامية تجسد عراقة المدينة وحاضرها المتجدد، وقد احتلت هذه اللوحة واجهة مدخل المدينة، وأمامها قام مجلس المدينة باستثمار حديقة صغيرة عبر تصوين الموقع وتعشيبه وإنارته، وكانت الحديقة وما تزال متنفساً لأهالي الأحياء المجاورة، إضافة لتنفيذ مستديرة تحاكي باب "بغداد" الأثري، وقمنا بتنفيذه بطريقة تعطي انطباعاً جمالياً لمدخل المدينة، ويشكل قيمة فنية جديدة تضاف إلى تراث المدينة المعماري، ويعد المظهر العام للدوار لوحة فنية تقارب الزقورات البابلية.

رئيس مجلس مدينة الرقة

تتلخص فكرة التصميم بأنها شكل جمالي معماري بحت، ينهل من تراث المدينة المعماري الإسلامي، وهو عبارة عن قاعدة مربعة الشكل مشطوفة بزاوية مقدارها /45/ درجة من الأعلى، وينبثق منها شكل آخر بنفس الأسلوب، ولكنها أصغر حجماً، وهكذا دواليك لتصل إلى أربع طبقات، والطبقة الرابعة عبارة عن شكل برج قلعة، ويبلغ الارتفاع الكلي للبرج نحو /820/ سم، وعرضه من الأسفل /150/ سم، تتناقص كلما ارتفعنا طبقة نحو الأعلى، وتخفف البوابات من كتلة الشكل، كما تدخل عليه الإضاءة من مختلف الجوانب لتزيد الشكل تعايشاً مع محيطه».

ويختتم رئيس مجلس المدينة حديثه، قائلاً: «أضفى المنظر الجمالي لخزان المياه الذي نفذته مؤسسة مياه الشرب في "الرقة"، في موقع "البانوراما"، قيمة فنية إضافية على الموقع، من خلال اختيار الشكل العام للخزان، وتلبيسه بالسيراميك المتعدد الألوان، وتلبيس القاعدة السفلى بالحجر الأصفر والقرميدي، وتزويده بأجهزة إنارة من جميع الجهات لكي تبرز معالمه ليلاً، وقد بدا الخزان بعد انتهاء كافة أعماله الزخرفية، بدعة فنية هندسية، وشكلت مع اللوحة البانورامية ودوار "البانوراما"، متوالية فنية جعلت من مدخل المدينة من أجمل مداخل المدن السورية».

جسر الرشيد بعد تأهيله