يعبّر "السبعاوي" عن فلسفة الحياة اليومية وتفاعل الإنسان الدائم مع ما يستجد من ظروف وأهداف اجتماعية وثقافية، يسمى سيد المواويل، يتناقله الناس شفاهاً في المنطقة الشرقية من "سورية"، لم يهرم ولم ينقرض كالكثير من الفلكلور، وإنما بقي يحجز مكانه المرموق في ذائقة الشباب.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 آب 2014، الشاعر "خالد الفرج" الذي تحدث عن الموال "السبعاوي" بالقول: «هو الموال الأكثر شيوعاً، سمي بذلك لأنه مؤلف من سبعة أشطر، وسمي "السبعاوي" أو "البغدادي" لأنه انتشر في بغداد وما حولها، ولعل سبب التسمية بالبغدادي هو اشتهار أهل بغداد به، ويسمونه أيضاً "الزهيري"، ويعللون هذه التسمية بأنه زهرة الكلام، وفي وادي الفرات هو فن للغناء وليس للإلقاء، ويتألف فن الموال البغدادي من ثلاثة أشطر على قافية واحدة فيها جناس تسمى "المطلع"، ثم تأتي ثلاثة أشطر على قافية أخرى فيها جناس واحد مختلفة عن الثلاثة الأولى تسمى "العرجة"، ثم يأتي الشطر السابع لقفلة الموال عائداً إلى الجناس الأول ويسمى "الطباق"».

هناك المطرز وغالباً ما يكون هذا في الإخوانيات والمديح، حيث يعمد الشاعر إلى تطريز مطالع أشطر الموال بأحرف اسم المهدى إليه

ويضيف: «يعتمد الموال السبعاوي -وهو سيد المواويل- على المحسنات البديعية وخاصة الجناس، ويزخر بالصور الشعرية، والطباق الذي يشبه الخرجة في الموشح، ونرى أن الموال البغدادي يناسب ويلائم العامة».

الباحث موسى الحومد

وعن أداء الموال يذكر الكاتب "أحمد رشدي صالح" في كتابه الأدب الشعبي وغناء الموال" بالقول: «يغنى الموال بمصاحبة الناي والعود والدبكة، ويكون المنشد صاحب صوت قوي متقناً للمقامات، وبهذا يعد الفلكلور جوهر الثقافة الإنسانية».

ويشير الباحث "عبد الفتاح قلعه جي" في كتابه دراسات ونصوص في الشعر الشعبي" إلى أنواع الموال السبعاوي: «هناك ثلاثة أنواع من الموال السبعاوي، أولها العادي وغالباً ما يتحقق فيه شرط الجناس، فإذا لم تسعف الشاعر ذخيرته اللغوية اكتفى بتكرار الكلمة الواحدة في القوافي، أما إذا كان الجناس غير تام أو اعتمد على وحدة الروي فقط فالموال ضعيف، وكمثال عنه:

من الجلسات الفلكلورية الرقية

"كيف اصطباري بلاكم سارت احبابي

وبكيت لما تليت جواد يا احبابي

لما نووا عالسفر هاج البكا احبابي

أبات منهان ارقب لبنات النعش

ناديت روضوا بنا يا حاملين النعش

حتى أودع عزيز الدار واحبابي"».

ويضيف: «أما النوع الثاني فهو "المحبوك"؛ وهو أن تحبك أشطر الموال بحرف واحد يبتدئ به الشاعر كل شطر ويكون حرف الروي، وغالباً ما يستعمل المحبوك في بناء الروضة، يقول الشاعر الشعبي:

"دأبك بمدح النبي زيد المديح وجود

دروة المساكين حادي كل فخر وجود

داعي الخلق للهدى شرف ونار وجود

داني على دينه موتي وحياتي برد

دوم الكرم شيمته ما يوم قاصد برد

داءك إذا ما شفى وظلماك منه برد

دونك وبحر السخا إملا الروايا وجود"».

ويختم: «هناك المطرز وغالباً ما يكون هذا في الإخوانيات والمديح، حيث يعمد الشاعر إلى تطريز مطالع أشطر الموال بأحرف اسم المهدى إليه».

ويشير الباحث "محمد الحومد" بالقول: «يعرف هذا الموال بأكثر من اسم كـ"الشرقاوي" و"الحلبي"، يلتقي مع "الموليا" بالوزن العروضي، ويختلفان بعدد الأشطر، وقافية الشطر الرابع، كما أن الجناس في "الموال البغدادي" إلزامي، بينما في"الموليا" فإن الشاعر مخير وقد يكتفي بقافية أو روي.

ومن أشهر المواويل البغدادية انتشاراً في "وادي الفرات":

"يا صاح عودي ذبل، يا صاح أنا أخوك لو جار الوكت صاحبك، اللي عليه اعتمد

ورنت بخلخالها عند المسير دواي

منها جنوني ومنها علتي ودواي

يا لائمي كف لومك خلني ودواي

من شاف لي الريم ورد احمر براس الوجن

ومطاوح هل مشى عالخد راح نوجن

ما شافها مغرم إلاَّ تسود وجن

ما هي من الحور لكن من عرب بدواي"».