لعلَّ أصدق ما يمكننا قوله عن المعرض الفني الذي أقيم في مبنى فرع اتحاد الكتاب العرب في مدينة "الرقة" بتاريخ (4/11/2010) للفنان التشكيلي "بشير مسلم"، أنه كان «بسيط كالماء.. واضح كطلقة مسدس»، كما قال الشاعر الراحل "رياض الصالح الحسين"، حيث كانت فكرة اللوحات الأربعين التي تم عرضها، عبارة عن لوحات شخصية لكبار الأدباء والفنانين والمبدعين العرب، بعيداً عن زحام الألوان والإغراق بدهاليز الرمز التشكيلي، وكأني بهذا المعرض قد جاء تكريماً لهذه القامات الباسقة، واحتفاءً بما قدموه من إبداعات خالدة.

موقع eRaqqa كان حاضراً فعاليات هذا المعرض، وهناك التقى الفنان التشكيلي "بشير مسلم"، وسأله بداية عن تفاصيل التحضير لهذا المعرض، حيث أجاب بقوله:

معرض متميز بفكرته متماسك بخطوطه، وفيه حس إنساني مفعم بالعرفان بالجميل لرموزنا الأدبية والفنية، حيث نستعرض من خلال اللوحات قامات شعرية وفنية وأدبية غادرتنا تاركة لنا إرثاً رائعاً من الإبداع، وأخيراً لابد لي من أن أبشر هذه المدينة بفنان واعد يمتلك موهبة حقيقية، اسمه "بشير مسلم"

«إن فكرة المعرض- وبكل بساطة- مستوحاة من كتاب "المائة الأوائل" أو "الخالدون المائة" للكاتب "مايكل هارت" والذي نشره عام /1978/م، حيث أني شعرت وأنا أقرأ عن الشخصيات التي ضمها هذا الكتاب، بأنه من الممكن أن أحاكي بريشتي فكرة هذا الكتاب، من خلال اختياري لعدد من أهم القامات الأدبية والفنية في وطننا العربي، ومن ثم القيام برسم لوحات شخصية لهم، وقد وقع اختياري مبدئياً على أربعين شخصية، واستغرق العمل على هذا المشروع أكثر من ثلاث سنوات، وقد استخدمت في العمل تقنيات عديدة، فاستعملت الألوان الزيتية والرصاص والفحم الحجري، حيث خلق هذا التنوع تمايزاً واضحاً بين اللوحات المعروضة».

الشاعرة نجاح إبراهيم رئيسة فرع إتحاد الكتاب العرب في الرقة أثناء تكريم الفنان بشير مسلم

ويضيف: «كنت قبل هذا التاريخ، أعرض لوحاتي من خلال مشاركتي مع زملائي من الفنانين التشكيليين ببعض المعارض الجماعية، لذلك يعتبر هذا المعرض هو أول معرض فردي أقدمه، وقد كانت فكرة افتتاحه في مبنى فرع اتحاد الكتاب العرب للفنان "أيمن ناصر" رئيس فرع اتحاد التشكيليين في "الرقة"، حيث شاهد الأعمال واقترح علي أن يكون العرض الأول في هذا المبنى، وبذلك كان هذا المعرض هو أول معرض فني تشكيلي يرعاه فرع اتحاد الكتاب العرب في "الرقة" منذ تأسيسه إلى يومنا هذا».

أما الفنان التشكيلي "محمد العكلة" فقد قال: «أدهشني "بشير" حقاً، وأدركت بعد مشاهدتي لهذه الوجوه التي يعرفها كل من له شأن بالثقافة والأدب والفن، بأن الملامح والتعابير السيكولوجية التي اشتغل عليها قد أعطت للأعمال عمقاً رمزياً مهماً، وإن التشكيل ما بين الأصباغ من جهة وقلم الرصاص والفحم الحجري من جهة أخرى، أعطى تنوعاً متضاداً بخلطة تقنية جيدة رغم حداثة التجربة، كذلك استخدم تقنية اعتمد فيها على الجانب الحسي في تحويرات يبتعد فيها أحياناً عن الفوتوغراف خدمةً للغرض الفني».

الفنان أيمن ناصر رئيس فرع إتحاد التشكيليين في الرقة أثناء زيارته للمعرض

ويقول الفنان "أيمن ناصر": «معرض متميز بفكرته متماسك بخطوطه، وفيه حس إنساني مفعم بالعرفان بالجميل لرموزنا الأدبية والفنية، حيث نستعرض من خلال اللوحات قامات شعرية وفنية وأدبية غادرتنا تاركة لنا إرثاً رائعاً من الإبداع، وأخيراً لابد لي من أن أبشر هذه المدينة بفنان واعد يمتلك موهبة حقيقية، اسمه "بشير مسلم"».

الشاعرة "نجاح إبراهيم" قالت عن المعرض: «أكد لي جميع الفنانين التشكيليين الذين حضروا هذا المعرض في مبنى فرع اتحاد الكتاب العرب، بأن هذا المعرض هو أول نشاط فني تشكيلي يرعاه فرع الاتحاد، كما أنه يعتبر المعرض الفردي الأول للفنان "بشير مسلم"، لذلك فإنني أشعر بالسعادة وأنا أفتتح هذا المعرض الأول على صعيد الاتحاد من جهة والفنان من جهة أخرى، والحقيقة أن المعرض ناجحاً بكل ماتعنيه الكلمة من معنى، فالأعمال لقيت استحسان الجمهور، سيما وأن فكرة المعرض كانت مختلفة عن العديد من المعارض الأخرى التي سادت في السنوات الأخيرة، وقد كان الفنان موفقاً في اختياره للشخصيات التي أراد أن يحتفي بها في معرضه، وآمل أن تتكرر هذه التجربة مستقبلاً، ففي النهاية فإن اتحاد الكتاب واتحاد التشكيليين يحملان رسالة وهمَّاً ثقافياً واحداً، ولا أحسن من أن يستمر التعاون بينهما مستقبلاً في العديد من النشاطات».

الجواهري كان أحد المكرمين في هذا المعرض

من الجدير ذكره أن الفنان "بشير مسلم" من مواليد مدينة "حلب" عام /1980/م، وهو مقيم في مدينة "الرقة" منذ منتصف التسعينيات من القرن العشرين.