«الغاية من المشروع، هو إجراء مسح شامل للموارد الطبيعية، والحصول على معطيات عن استعمالات الأراضي في منطقة الدراسة، وهي تشمل محافظات "الرقة" و"الحسكة" و"دير الزور"، وإنتاج خرائط غرضية وتحديثها بشكل دوري، ودراسة خواص البصمة الطيفية للمحاصيل الزراعية في مراحل نموها المختلفة، واختيار الوقت الملائم لالتقاط الصور الفضائية.

وتأسيس قاعدة بيانات زراعية باعتماد خرائط المحاصيل الشتوية والصيفية، ووضع منهجية خاصة بمسح الموارد الطبيعية والزراعية، وإعداد كوادر فنية قادرة على التعامل مع تقنيات الاستشعار عن بعد ونظام المعلومات الجغرافي».

يهدف البرنامج إلى تأسيس قاعدة بيانات أكثر دقة من عملية الإحصاء التقليدية، وتصويب ميزان استعمالات الأراضي، وإعداد منهجية حساب مساحة المحاصيل الرئيسية، وبناء نموذج رياضي لتقدير غلة المحاصيل الزراعية، وبناء قاعدة بيانات مرتبطة مكانياً، وتدريب كوادر فنية مدربة على استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد، وعرض تصورات عن كيفية العمل في المشروع مستقبلاً

ذكر ذلك لموقع eRaqqa بتاريخ (4/4/2009)، المهندس "عبد الله فرهود"، في معرض حديثه عن مشروع مسح الموارد الطبيعية والزراعية باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد، ونتائج المرحلة الأولى، وآفاق عمل المشروع.

حقل للشوندر السكري

عمل مشروع مسح الموارد الطبيعية، على تنفيذ خططه السنوية، وتحقيق أهدافه المنشودة، وعن ذلك تحدثت الدكتورة "مادلين بريدي" قائلة: «نفذ المشروع خلال فترة عمله منذ عام /2004/ نحو /30/ دورة تدريبية، استفاد منها أكثر من /400/ متدرب، وتنفيذ /6500/ يوم حقلي على مختلف أنواع المحاصيل، وتحديد /300/ نقطة لتوجيه الصور الفضائية في منطقة الدراسة، وإعداد منهجية خاصة لحساب مساحة المحاصيل الرئيسية، وإنجاز خارطة استعمالات الأراضي لمنطقة عمل المشروع، وتوفير التجهيزات الخاصة بالمشروع، وحصر الآبار الزراعية وغير الزراعية في محافظة "الحسكة" باستخدام الـ Gps وإعداد كافة التقارير المرحلية والفنية وإصدارها».

وعن أهم النتائج المتوقعة للمشروع، تحدث لموقعنا الدكتور "حسين ضبيط" قائلاً: «ينحصر عمل المشروع في إعداد خرائط حديثة لاستعمالات الأراضي، والحصول على خارطة غرضية للمساحات المحصولية، وصولاً إلى اعتماد منهجية لتقدير مساحات المحاصيل بدقة، وإعداد خارطة تبين مساحات الأشجار المثمرة بأنواعها المختلفة، ومسح الغابات وتحديد توضعها، ومراقبة مصادر المياه السطحية، وواجهت المشروع منذ بداية انطلاقه مجموعة من التحديات، تمثلت بغياب قاعدة البيانات المكانية التي تبين توزع المحاصيل وانتشارها، ووجود خلل في أنظمة الإحداثيات المعتمدة، وانعدام خرائط الأساس التي تبرز دقة الصور الفضائية، وعدم معرفة القنوات التي تساعد فريق العمل على تمييز المحاصيل عن بعضها».

ويضيف الدكتور "طارق جعفر"، قائلاً: «يقوم المشروع على ثلاث مراحل أساسية، وتشمل المرحلة التحضيرية منها اختيار الصور الفضائية الملائمة، وجمع الدراسات والخرائط السابقة عن منطقة الدراسة، وإعداد نظام تصنيف استعمالات الأراضي، وتحديد الفئات التصنيفية ومصطلحات الخريطة، وتحليل الصور الفضائية وتفسيرها، وإعداد الخرائط الأولية ومسارات المسح الحقلي، وصولاً إلى المرحلة الحقلية التي تنحصر بتدقيق الخرائط الأولية والتوصيف الحقلي للوحدات الخرائطية وتدقيق محتواها، في حين تشمل المرحلة النهائية تصحيح الخرائط الأولية واعتماد النموذج النهائي وإعداد قواعد البيانات الرقمية».

وتحدث الدكتور "أحمد ياغي" عن الأسس التي يقوم عليها البرنامج، قائلاً: «يقوم مبدأ العمل في المشروع على اختبار طريقة إحصائية جديدة تعتمد على تقنيات الاستشعار عن بعد، حيث يتم تسجيل قياسات الانعكاس الطيفي، ودراسة الاستجابة الطيفية للمحاصيل الحقلية السائدة، وذلك خلال مراحل نموها المختلفة، وتحديد الفترة الزمنية المناسبة التي يمكن خلالها تمييز المحاصيل عن بعضها، من خلال الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية، ومن أهم النتائج التي تم التوصل إليها، تحديد المحاصيل الأكثر انتشاراً في منطقة الدراسة، وهي محاصيل "القطن" و"الذرة" و"الجبس" بالنسبة للمحاصيل الصيفية، و"القمح" و"الشعير" و"الشوندر السكري" للمحاصيل الشتوية».

وقدم الدكتور "إياد الخالد" لمحة موجزة عن منهجيات تقدير المساحة المحصولية، بقوله: «يتطلب تنفيذ برنامج تقدير المساحة المحصولية، جرد المحاصيل المزروعة في منطقة الدراسة والتركيز على المحاصيل الإستراتيجية، وتقدير متوسط الحيازات المزروعة بهذه المحاصيل، وتحديد مواعيد زراعتها في منطقة المشروع، ودراسة استجابتها الطيفية باستخدام الأجهزة الراديو ميترية، وتحديد الفترة الأمثل لتمييز المحاصيل طيفياً، والتوصيف الحقلي للمساحات المزروعة، وتصنيفها، واعتماد نتائجها النهائية، وصولاً إلى حساب المساحة المحصولية، وإنتاج الخرائط الخاصة بها».

وأضاف المهندس "سامي حسن" قائلاً: «يهدف البرنامج إلى تأسيس قاعدة بيانات أكثر دقة من عملية الإحصاء التقليدية، وتصويب ميزان استعمالات الأراضي، وإعداد منهجية حساب مساحة المحاصيل الرئيسية، وبناء نموذج رياضي لتقدير غلة المحاصيل الزراعية، وبناء قاعدة بيانات مرتبطة مكانياً، وتدريب كوادر فنية مدربة على استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد، وعرض تصورات عن كيفية العمل في المشروع مستقبلاً».

وتحدثت المهندسة "صباح أبو كلام"، قائلة: «يعد البرنامج الاستشعاري جزءاً هاماً وضرورياً في مشروع مسح الموارد الطبيعية والزراعية، وعلاقته بالبرامج الأخرى، بدءاً من برنامج استعمالات الأراضي، مروراً ببرنامج المعلومات الجغرافي والمساحة المحصولية، وبرنامج تقدير الغلة الإنتاجية، وتمثلت صعوبات العمل في المشروع بالصور الفضائية وصعوبة التقاطها، ومدى توفر التجهيزات الفنية للمشروع، وتدريب الكوادر البشرية القادرة على استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد».

وأشار الدكتور "ناصر إبراهيم" في محاضرته إلى الأهداف البعيدة للمشروع، قائلاً: «تنحصر الأهداف البعيدة للمشروع في تنمية القطاع الزراعي بمختلف فروعه، ووضع الخطط المناسبة لاستثمار الموارد الزراعية بما يضمن التنمية المستدامة لهذه الموارد، وتمكين متخذي القرار من تطبيق سياسة الأمن الغذائي، وإعداد قاعدة بيانات الكترونية لمنطقة الدراسة، وجمع البيانات الزراعية من خلال استمارات حقلية معدة لهذا الغرض، وإعداد التقارير العلمية عن أعمال المشروع في مراحله المختلفة، وعرض نتائج الأعمال من خلال المنشورات وورشات العمل والحلقات الدراسية».

جاء ذلك خلال الورشة العلمية التي أقامتها مديرية زراعة "الرقة"، بالتعاون مع الهيئة العامة للاستشعار عن بعد، حول مشروع مسح الموارد الطبيعية والزراعية في المنطقة الشرقية.