لاعبة مبدعة وقيادية لافتة للأنظار برقة معاملتها وشفافيتها وبساطتها وإنسانيتها، كانت ولا تزال واحدة من سيدات "الجولان" اللواتي طبعن بصمتهن في سجل التاريخ الرياضي المحلي والعالمي، حيث إنها مارست العديد من الألعاب الرياضية، ثم انتقلت إلى التدريب، وصولاً إلى الإدارة؛ لتحتل أرفع منصب في مجال الرياضة يمكن أن تصل إليه سيدة في "سورية".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 نيسان 2019، "رجاء دوغوظ"، لتتحدث عن بداياتها مع الرياضة، فقالت: «البداية كانت في المرحلة الإعدادية بإشراف المربية الفاضلة "شهيرة سطاس"، وتحديداً بدأت ممارسة الجري وكرة الطائرة لقلة الإمكانات وعدم توفر أماكن للتدريب، وأول مشاركة لي كانت عام 1968 في محافظة "اللاذقية" برياضتي الجري والحواجز، وفي المرحلة الثانوية وبعد تحديد مدارس خاصة "للقنيطرة" تكونت فرق كرة طائرة بإشراف المربية "نورا سطاس" وشاركنا ببطولة المدارس بـ"دمشق" ثانوية "زكي الأرسوزي" عام 1970، وفي عام 1974 عند إشهار نادي "النصر" الرياضي، وكنا وقتئذٍ من المؤسسين، تم تكوين فريق كرة اليد بإشراف المدرب "يوسف زنداقي" وفريق كرة السلة بإشراف المدرب "بركات بشارة"، وفريق كرة الطائرة، وفريق كرة الطاولة، وشاركت بكافة الفرق حتى عام 1984، وكنا ننافس بكرة السلة واليد وألعاب القوى بالمراكز المتقدمة، وخلال دراستي بمعهد التربية الرياضة استطعت تطوير اللياقة بإشراف المدرس "جلال ترمانيني"، وحطمت الرقم القياسي بدفع الكرة الحديدية عام 1987 لمسافة 10.45م».

خير ممثلة للرياضة الأنثوية في الجمهورية العربية السورية عموماً، ومحافظة "القنيطرة" خصوصاً، فكانت اللاعبة التي لا تعرف الانهزام والانكسار، وتدرك طريق الانتصارات، وتشهد على نتائجها قطرات العرق التي سالت في الملاعب، وبعدها انتقلت إلى العمل الإداري، فكانت القيادية المتألقة والقريبة من الجميع، أسهمت في تطوير رياضة "القنيطرة" وخاصة الرياضة الأنثوية، وكانت بطلة "سورية" في قذف الكرة الحديدية

وأضافت: «بدأت كلاعبة في معظم الألعاب الرياضية المعروفة، فكنت لاعبة منتخب محافظة "القنيطرة" في ألعاب كرة الطائرة والسلة واليد والطاولة وألعاب القوى، ثم دخلت إلى المنتخب الوطني السوري من باب كرة اليد، وحقق فريقنا الميدالية الذهبية بالدورة المدرسية في "ليبيا"، ثم اتجهت بعدها إلى لعبة رمي الكرة الحديدية، فحملت الرقم السوري ما بين عامي 1976-1986، وخلال هذه المدة أحرزت الميدالية البرونزية في البطولة العربية الأولى في "بغداد" عام 1979، كما أحرزت الميدالية البرونزية للدورة المدرسية في "ليبيا" عام 1977، وتحولت من لاعبة إلى مدربة، فكنت مدربة المنتخب الوطني لألعاب القوى بدورة المتوسط ما بين عامي 1983-1986، كما عملت بصفة مدربة تجمع المنتخب الوطني لكرة اليد بـ"دمشق"، وخلال هذه المدة شاركت في سبع دورات تدريبية خارجية في "ألمانيا" و"روسيا" و"مصر"».

"رجاء يوسف عز الدين دوغوظ"

وعن مشاركاتها الرياضية تقول: «شاركت بكافة البطولات واللقاءات داخل "سورية"، لكن أهم المشاركات في بطولة الجمهورية لألعاب القوى من عام 1977، ولغاية عام 1988، محققة لقب صاحبة الرقم القياسي السوري، وبذات الدورة كنت عضواً أساسياً بمنتخب "سورية" لكرة اليد، ونلنا الميدالية الذهبية.

وكلفت بمنصب رئيسة اللجنة الفنية الفرعية لألعاب القوى بـ"القنيطرة" لسنوات عدة من عام 1985، وعضو اللجنة التنفيذية في "القنيطرة" من عام 1976، وعضو الاتحاد السوري لكرة اليد ما بين عامي 1980-1986، وعضو الاتحاد السوري لألعاب القوى ما بين عامي 1984-2004، والأمين العام للاتحاد العربي السوري لألعاب القوى ما بين عامي 1986-2005.

تقديراً لدورها في إعداد البطلة "غادة شعاع"

كما شغلت منصب إدارة الإعداد للدورة العاشرة للبحر "الأبيض المتوسط"، وأمين سرّ لجنة المدربين العليا ما بين عامي 1983-1986، ورئيسة اللجنة النسائية لألعاب القوى السورية ما بين عامي 1990-2001، والإدارية المشرفة على إعداد البطلة الأولمبية "غادة شعاع" من عام 1990 حتى أولمبياد "أتلانتا" عام 1996.

أما على المستوى الخارجي، فأنا حكم بخبرة دولية منذ عام 1986، وعضو اللجنة الفنية للاتحاد العربي ما بين عامي 1994-2004، ورئيسة قسم السكرتارية لألعاب القوى بدورة المتوسط العاشرة في "اللاذقية" والبطولات العربية التي نظمت في "سورية" ما بين عامي 1984-2004 .

كأس كرة الطائرة بيد "رجاء دوغوظ"

كذلك أنا عضو المكتب التنفيذي ورئيسة مكتب الرياضات الخاصة والرياضة الأنثوية بالاتحاد الرياضي منذ عام 2005، وعضو اللجنة الأولمبية السورية؛ وهي أعلى هيئة رياضية في "سورية"، وعضو المجلس المركزي للاتحاد الرياضي العام منذ عام 2004، كما أشغل منصب المدير الوطني لهيئة الأولمبياد الخاص السوري منذ عام 2005. أما على المستوى العربي والدولي، فأنا عضو الاتحاد العربي لألعاب القوى منذ عام 2005، وعضو اللجنة النسائية للاتحاد الآسيوي منذ عام 1990، والأمين العام للرابطة الرياضية للمرأة العربية حتى تاريخه، ورئيسة اللجنة الفنية للاتحاد الرياضي للمرأة المسلمة».

وعن دور الجمعية "الخيرية الشركسية" في تنشيط الحركة الرياضية، أضافت: «إن للجمعية "الشركسية" دوراً مهماً في تنشيط الحركة الرياضية، وليس من الصعوبة تحقيق ذلك؛ فعدد المدربين الرياضيين الشراكسة واللاعبين وخريجي المعاهد كبير، ويمكن تأمين المكان للتدريب، وببعض الإعداد والتنظيم والتخطيط والمواظبة على التدريب يمكن تحقيق الإنجازات.

وأشير هنا إلى التحول الذي طرأ على عادات شبابنا، وخصوصاً بعد أن تم تأمين ملعب سداسيات لكرة القدم؛ وهو يصلح كملعب لكرة اليد والطائرة.

هناك إمكانات لافتة لدى شبابنا وتحتاج إلى الرعاية والمواظبة، وبوجود غيورين على الحركة الرياضية داخل الجمعية "الخيرية الشركسية"، يمكن تفجير طاقات شبابنا ووضعها في قالبها الصحيح».

عنها يقول "فراس موسى" رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي في "القنيطرة": «خير ممثلة للرياضة الأنثوية في الجمهورية العربية السورية عموماً، ومحافظة "القنيطرة" خصوصاً، فكانت اللاعبة التي لا تعرف الانهزام والانكسار، وتدرك طريق الانتصارات، وتشهد على نتائجها قطرات العرق التي سالت في الملاعب، وبعدها انتقلت إلى العمل الإداري، فكانت القيادية المتألقة والقريبة من الجميع، أسهمت في تطوير رياضة "القنيطرة" وخاصة الرياضة الأنثوية، وكانت بطلة "سورية" في قذف الكرة الحديدية».

الجدير بالذكر، أن "رجاء يوسف عز الدين دوغوظ" من مواليد قرية "المنصورة" في محافظة "القنيطرة"، عام 1953.