حافظ المدرّب "باسل إسماعيل سليم" على عشقه الأوحد لرياضة "الكاراتيه" مدة ثلاثين عاماً، ففرغ وقته وجهده لإعداد الكوادر الرياضية، حتى تخرّج على يديه أبطال كثر زينوا أعناقهم بالذهب، وما زال على محبته ووعده على الرغم من كل الظروف الصعبة المرافقة للإنجاز.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 أيار 2018، التقت الحكم والمدرّب "باسل إسماعيل سليم"، الذي حدثنا عن بداياته بالقول: «بدأت ممارسة رياضة الكاراتيه عام 1987 في نادي "النصر" الرياضي التابع لمحافظة "القنيطرة"؛ على يد المدرّب "فريد منصور عواد"، وتدرجت بالحصول على الأحزمة المعتمدة فيها، وعام 1990 حصلت على الحزام الأسود (واحد دان)، وبسبب تعرضي لإصابة وبعض الظروف الصحية، توجهت قدراتي وإمكانياتي إلى التدريب وتأسيس كوادر ترفد رياضة الكاراتيه من أبناء المحافظة، حيث اتبعت الكثير من دورات التدريب والتأهيل والتحكيم، وبدأت التدريب في نادي "البريقة" الرياضي، فقررت أن أخرج أبطالاً بالكاراتيه؛ لأنني لم أكن بطلاً، وفي عام 2015، اتبعت دورة "كوتش"، وكانت أول دورة تقام في "سورية"، وكللت بالنجاح، وبعدها بدأت صقل مهنة التدريب بحصولي على الحزام الأسود (اثنان دان)، كما اتبعت دورة مدربين مركزيين ودورة تحكيم، ومن عام 2015 وحتى تاريخه، وأنا مكلف بمهمة مرافق لمنتخب "القنيطرة" لبطولة الجمهورية لكافة الفئات بصفة مدرّب».

يمتلك المدرّب "باسل سليم" خبرة ممتازة، وهو مطلع على أدق التفاصيل في اللعبة، حيث يعرف نقاط الضعف والقوة فيها، كما أنه من أمهر الذين تعاملوا مع حركات الأرجل في هذه اللعبة، وقد أتقنها لاعباً، ولقنها للذين تدربوا عنده، حيث تميز بهذه الحركات. ونظراً لنشاطه ومتابعته؛ تم ترشيحه ليكون عضواً في اللجنة الفنية للكاراتيه في "القنيطرة"

وعن سبب اختياره لهذه الرياضة، يقول: «من يجيد رياضة "الكاراتيه" يستطيع أن يلعب جميع الرياضات، وينجح فيها بزمن قياسي، لكن العكس ليس صحيحاً لباقي الرياضات، ولاعب الكاراتيه بالذات يتمتع بأخلاق عالية جداً، ولا يبادر بالقتال أولاً إلا بالحالات الشديدة التي تقتضي الدفاع عن النفس، وهي رياضة روحانية قبل كل شيء، واسمها يعني؛ (كارا) الفارغة و(تيه) اليد؛ أي اليد الفارغة النظيفة، فهي لعبة قتالية رياضية، وهي في ذات الوقت تقوم على الاحترام المتبادل بين الخصمين مع أنها لعبة قتالية، إلا أن عامل احترام الخصم فيها يتفوق على القتال أثناء اللعب؛ وهذا ما كنت أجسده في مختلف مراحل التدريب لتحقيق التميز والمحبة بين اللاعبين.

"باسل سليم" و "ملاذ يعقوب"

وهي بالنسبة لي الحياة الكاملة؛ بعبارة أخرى، تعني الأخلاق بكل مفاهيمها الصغيرة والكبيرة، والصبر والتصميم، وحدة الذكاء والبديهة، فهي تربية بالمقام الأول، واحترام الصغير قبل الكبير».

وعن فوائدها قال: «تحتاج هذه اللعبة إلى ذكاء لأداء الحركات بأسلوب دقيق، وهي تنمي القدرات العقلية إلى حد كبير. كما أنها تجدد الحياة من خلال تعلم اللاعب للحركات الجديدة باستمرار، وتساعد أيضاً في معالجة بعض الحالات النفسية، فهي رياضة متجددة وعلم متكامل بحد ذاته، كما أنها بحر من الحركات؛ ففي "الكيك بوكسينغ" و"التايكوندو" حركات مأخوذة من "الكاراتيه"، وأضيف إليها بعض التعديلات».

فريق كاراتيه نادي "البريقة" الرياضي

ويتابع عن أهم إنجازاته كلاعب ومدرّب: «عملت مشرفاً عاماً لهذه اللعبة في نادي "البريقة" الرياضي، ومرافقاً لمنتخب "القنيطرة" لأربعة أعوام متتالية بصفتي مدرّباً، ومدرب فريق نادي "البريقة" منذ عام 2015، والمؤلف من 24 لاعباً ولاعبة، حيث تمت المشاركة لثلاثة أعوام متتالية ببطولة المحافظة، وبدأنا قطاف ثمرات الفوز بعد أن انتفضنا من تحت الرماد من خلال هذه الأزمة على الرغم من الإمكانيات المعدومة جداً، وأغلب الأحيان على نفقاتنا الشخصية.

وأول بطولة شارك فيها نادي "البريقة" كانت على أرض صلبة إسمنتية؛ أي لا وجود للبساط المعتمد، فقد وضعت قطعة نايلون رقيقة لتغطية الإسمنت، وعلى الرغم من ذلك استطعنا تحقيق أفضل النتائج والحصول على أول ميدالية ببطولة الجمهورية 2016؛ وهذا دليل على قوة الإرادة والتصميم وتحقيق البطولات.

شهادة حكم لـ"باسل إسماعيل سليم"

وآخر بطولة تمت المشاركة بها كانت بتاريخ 15 نيسان 2018، وهي بطولة الجمهورية للفئات العمرية 12ـ 14ـ 16، ومع قلة الإمكانيات الضعيفة بما يلزم من معدات التجهيز للتدريب، حصلنا على عدد من الميداليات لإصرارنا على الفوز، فكانت المحصلة ذهبية واحدة، وفضية واحدة، و7 برونزيات، ويعود ذلك أيضاً إلى رئيس النادي "ملاذ يعقوب"، الذي كان ميدانياً معنا بكل التفاصيل وفي كل البطولات، فقد كان أباً روحياً ومتابعاً جيداً وديناميكياً بالتعامل مع كل اللاعبين من دون استثناء».

رئيس اللجنة الفنية لرياضة الكاراتيه في "القنيطرة" "أحمد بخيت"، قال: «يمتلك المدرّب "باسل سليم" خبرة ممتازة، وهو مطلع على أدق التفاصيل في اللعبة، حيث يعرف نقاط الضعف والقوة فيها، كما أنه من أمهر الذين تعاملوا مع حركات الأرجل في هذه اللعبة، وقد أتقنها لاعباً، ولقنها للذين تدربوا عنده، حيث تميز بهذه الحركات. ونظراً لنشاطه ومتابعته؛ تم ترشيحه ليكون عضواً في اللجنة الفنية للكاراتيه في "القنيطرة"».

"ملاذ يعقوب" رئيس نادي "البريقة" الرياضي، قال: «يتميز المدرّب "باسل سليم" بمهارات وقدرات كبيرة على التدريب، ولديه الكثير من الخبرة والمعلومات والحركات الفنية التي يستخدمها في تدريب الفريق، واستطاع خلال مدة زمنية قليلة تأهيل وتدريب كوادر رياضية حققت مشاركات متميزة، وحصلت على عدة ميداليات في البطولات على مستوى الجمهورية، وله الدور الكبير في نشر رياضة "الكاراتيه" بنادي "البريقة" الرياضي».

الجدير ذكره، أن "باسل إسماعيل سليم" من مواليد قرية "العدنانية"، عام 1973.