«يعرفه أهل "الجولان" بتل "علي أبو الندى"، لوجود مقام قديم في رأس التل»، بحسب كلام السيد "عبد الله مرعي" رئيس دائرة آثار "القنيطرة" في لقاء مع موقع eQunaytra (يوم الأربعاء 11/3/2009).

واضاف: «يقف تل "أبو الندى" الذي يرتفع الى 1211 متراً، حارساً على مدينة "القنيطرة"، يبتعد عن المدينة نحو 2 كم من جهة الغرب، ويمتد بشكل مخروطي شمالاً وجنوباً، ومن أعلاه يمتد البصر الى جبال وأودية "الجولان" حتى بحيرة "طبريا" جنوباً.

يعد تل "أبو الندى" من أعلى التلال والمرتفعات الموجدة في المنطقة، ويتميز بمناظر ومشاهدات تكاد تكون لا تشاهد في منطقة أخرى. ففي فصل الصيف مثلاً نجد التل، مغطى بضباب كثيف في ساعات الصباح الأولى من النهار، وخلال النهار تهب رياح شديدة الرطوبة ويتساقط الندى بغزارة. وفي منحدرات التل الغربية نجد الاحراج والغابات الحراجية الطبيعية الكثيفة، يكثر فيها قطعان الخنازير البرية، والعديد من الحيوانات والطيور، التي تجد البيئة الملائمة للتكاثر

يحتوي تل "أبو الندى" على العديد من المواقع التاريخية والأثرية، من أهمها مقام "علي أبو الندى"، اضافة الى بئر ماء ومقبرة، يزوره أهل القرى والمنطقة في الكثير المناسبات. يمر بالتل طريق يمتد من قرية "المنصورة" شمالاً، حتى قرية "الدلوة" جنوباً.

تل ابو الندى

وفي منتصف الطريق يوجد كتل بركانية كبيرة من الأحجار البركانية الضخمة، المختلفة الأطوال والأحجام. يوجد في قلب التل مغارة تعرف بمغارة "الجوبة"، ويقال على لسان أهل المنطقة ورعاة المواشي، أن بداخل المغارة أفعى كبيرة، تنقض على قطعان الماشية، التي تتواجد في المنطقة. وقبل الاحتلال الإسرائيلي لمرتفعات "الجولان"، كان في نية الحكومة حفر هذه المغارة بعد فقدان احد الرعاة، وتكرار حوادث فقدان قطعان الماشية بالقرب من التل.

وبسبب الاحتلال توقف هذا البحث، وعلى الفور قامت سلطات الاحتلال المختصة بالتنقيب عن الآثار في "الجولان"، باصطياد هذه الأفعى الضخمة، وتم نقلها الى داخل الاراضي العربية المحتلة. وقد ذكر شهود عيان في الأعوام الماضية عن مشاهدتهم لهذه الأفعى عالقة عند الأسلاك الشائكة، في احراج غابة "جباثا الخشب".

خارطة الجولان المحتل

وبالعودة الى الآثار الموجودة في تل "أبو الندى" فقد ذكرت الصحف الإسرائيلية والغربية، أن سلطات الاحتلال عثرت بداخل المغارة على عدد من المدافن القديمة، وعلى الكثير من الأدوات الحجرية تعود الى العصر الحجري القديم والأوسط، اضافة الى جرار فخارية وعظام بشرية وحيوانية.

كما يوجد في مقابل المغارة لجهة الغرب، يوجد موقع "الجوبة"، الذي يوجد فيه خان اثري قديم، يحتوي على العديد من آبار المياه العذبة. وفي سياسة تهدف الى طمس المعالم التاريخية والأثرية للتل، فقد قامت سلطات الاحتلال بتحويل تل "أبو الندى" الى موقع ومركز سياحي. وأقامت على مرتفعات التل، اكبر شبكة متطورة للرصد، مجهزة بالمعدات العسكرية وملاجئ ومنصات للصواريخ، محاطة بالأسلاك الشائكة وحقول الألغام».

المهندس "زياد نوح" مدير دائرة الحراج في المحافظة قال: «يعد تل "أبو الندى" من أعلى التلال والمرتفعات الموجدة في المنطقة، ويتميز بمناظر ومشاهدات تكاد تكون لا تشاهد في منطقة أخرى. ففي فصل الصيف مثلاً نجد التل، مغطى بضباب كثيف في ساعات الصباح الأولى من النهار، وخلال النهار تهب رياح شديدة الرطوبة ويتساقط الندى بغزارة. وفي منحدرات التل الغربية نجد الاحراج والغابات الحراجية الطبيعية الكثيفة، يكثر فيها قطعان الخنازير البرية، والعديد من الحيوانات والطيور، التي تجد البيئة الملائمة للتكاثر».