عمل الشيخ "أبو محمود حسن علي" رحمه الله على ترميم المعصرة بعد تعرض بعض الأجزاء منها للتكسير والاهتراء نتيجة العوامل الجوية، كما قام ببناء غرفة صغيرة تستخدم في عملية غليان عصير العنب.

والكلام لمختار القرية السيد "جودات أتمت" مضيفا:

لو كتب لنا الحياة قبل قرنين من الزمن لشاهدنا بأم أعيننا أشجار الزيتون المباركة تملأ المكان في المنطقة الممتدة من سفح "جبل الشيخ" وحتى منطقة نهر "نبع الفوار".

الأجران الثلاثة

السيد "أبو بسام نواف علي" أحد أهالي قرية "حرفا" الذي التقاه موقع eQunaytra (يوم الأربعاء 2/7/2008) قال: لقد كانت أشجار الزيتون تنتشر بالأفق وشجيرات العنب تغطي الأرض كبساط أخضر على مد النظر.

وأضاف: شهدت المعصرة حركة نشاط اجتماعي كثيف في العقود الماضية، وبعد تعرض أشجار الزيتون للعواصف الثلجية التي أتت على معظمها تحوّل الأهالي في منطقة "جبل الشيخ" إلى زراعة شجيرات الكرمة (العنب) وأذكر أن الأجداد جاؤوا بها من لبنان، وأول بلدة زرعت الكرمة هي بلدة "مجدل شمس"، ونظرا للكميات الكبيرة المنتجة من العنب لجأ الأهالي إلى صناعة عصير العنب (الدبس) لتخزينها كمواد غذائية في فصل الشتاء ولذلك تم تحويل المعصرة من عصر ثمار الزيتون إلى عصر العنب.

المصطبة

تقع معصرة "الزيتون" في الجهة الغربية من قرية "حرفا" والتي ترتفع عن الأرض 900 م، وتتألف من الأقسام التالية:

  • المصطبة: المكان الذي يتم فيه وضع العنب وتنظيفه من الأوساخ والأعشاب ومن ثم عصره بطرق بدائية بسيطة، وهي ثلاث مصاطب محفورة بالصخر متجاورة ومفصولة بعضها عن بعض بواسطة حواف صخرية ارتفاعها بحدود 25 سم، هذه المصاطب تأخذ شكل المستطيل بطول 2م ×3م تصب كل واحدة من هذه المصاطب في الجرن المقابل لها بحيث يمكن لأكثر من أسرة العصر في وقت واحد وهذا دليل على انتشار زراعة العنب بكثرة في المنطقة.

  • الأجران: وهي ثلاثة أجران بشكل دائري مقعر محفورة بالصخر الكلسي القاسي مجوفة بشكل دائري عمقها بحدود 100 سم وقطرها حوالي 80 سم، يصب فيها عصير العنب من خلال قناة وفتحة مخصصة لذلك.

  • الحوض: وهو عبارة عن حوض لتجميع العصير من أجل تصفيته من الشوائب ومن ثم ينقل العصير إلى الإناء الخاص (الحلة) المصنوعة من النحاس.

  • بيت النار (الموقدة): يتم وضع (الحلة) على الموقدة ويتم فيه عملية الغليان التي تستمر لأكثر من أربع ساعات. ولا يزال حجر الرحى الذي كان يدار بواسطة الحيوانات لطحن حبات الزيتون موجودا حتى يومنا هذا.

  • نواف علي

    يوجد إلى جانب المعصرة الأثرية الزيتونة التوءم وهي من أكبر أشجار الزيتون المعمرة في المنطقة والتي ما زالت موجودة حتى يومنا هذا.