«تشتهر ارض الجولان بكثرة المواقع التاريخية والأثرية التي تعطي فكرة عن زخم الحياة والنشاط الإنساني الذي شهدته تلك البقعة من سورية، ومنها مدينة "بانياس الجولان" التي تميزت أكثر من غيرها من مناطق "القنيطرة" بغناها بالآثار مثل الكنيسة والدير اللذين أخذا تسميتهما من اسم البلدة».

بحسب رأي السيد "عبد الله مرعي" مدير دائرة آثار القنيطرة في لقاء مع eQunaytra (الخميس 15/5/2008) مضيفا:

يوجد "دير بانياس" إلى جانب "كنيسة بانياس" في بلدة "بانياس الجولان" ويرى الباحثون أن مرحلة الازدهار الكبير لمبنى الدير والكنيسة والمعاصر الموجودة في التل قد أصابها بعض التراجع في نهاية القرن السادس الميلادي، وقد دلت التنقيبات والحفريات التي أجريت عن طبقة من الردميات تعود إلى نهاية القرن السادس الميلادي احتوت على الكثير من الكنوز الأثرية الهامة مثل الجرار التي كانت تستخدم لنقل أو تخزين النبيذ والصحون الفخارية المعروفة في حوض المتوسط إضافة إلى الفخار المستورد من "رأس البسيط" في شمال سورية والفخار المستورد من "شمال أفريقيا" وكذلك تم العثور على بعض النقود الهامة التي تعود إلى عهد الإمبراطورين "جوستين الثاني وموريس تيبير" اللذين حكما في أواخر القرن السادس الميلادي.

عبد الله مرعي

ويضيف السيد "عبد الله مرعي" مدير دائرة آثار القنيطرة: أثناء العهد الإسلامي لمنطقة الجولان تم بناء المساجد والجوامع إلى جانب الدير والكنيسة الأمر الذي يدل على عمق الصلات والعلاقات التي تربط بين سكان سورية.

وأضاف: إن البعثة الوطنية توصلت من خلال أعمال الحفر والتنقيب في مبنى الدير إلى الوصول إلى الفترة الرومانية من القرن الأول قبل الميلاد وحتى القرن الرابع الميلادي حيث عثر على أساسات المبنى الذي أقيم فوقه مبنى الدير الكنسي، وقد ظهرت في هذه المنطقة من الحفريات الكثير من الكسر الفخارية من النوع المسمى بالفخار الشرقي الملمع كما عثر على بعض الاسرجة الفخارية، ودلت الكتابات اليونانية التي اكتشفت في التل إضافة إلى جزء من نصب جنائزي يمثل شاهدة قبر تؤرخ النصف الأول من القرن الثالث الميلادي، وانتشار العديد من المدافن الأرضية المنقورة بالصخر بالمنطقة المحيطة بتل الدير الأمر الذي يدل على نشاط سكاني كبير خلال هذه الفترة وتشير اللقى الفخارية في التل وأهمها عروة جرة تحمل على سطحها الخارجي طبقة ختم إلى أنها مستوردة من "جزيرة رودوس" اليونانية وبعض اللقى الأثرية مثل الصحون التي يطلق عليها السماك أو الصحون ذات الزخارف النافرة إلى الخارج ذات اللونين الأحمر والأسود والتي تشير إلى منشأة تابعة في مدينة "افاميا" إضافة إلى الكثير من الكسر الفخارية وأواني الطبخ وأدوات التخزين ولعل العثور على دمية طينية تمثل الربة "عشتار" وهي واقفة مع بعض أجزاء من دمى طينية تمثل فارسا اخمينيا ذا تعبيرات فارسية يعتمر القلنسوة الكنعانية ربما يؤدي إلى تحديد ماهية تلك الفترة من تاريخ المنطقة والتي سيكون لها الأثر الكبير في معرفة المزيد عن الشعوب والحضارات التي تعاقبت على ارض الجولان.

الدير والى جانبه الجامع