بهدف رفع المستوى الثقافي الزراعي لدى مزارعي المحاصيل الإنتاحية في محافظة "القنيطرة" وبافي المحافظات تم تنفيذ فكرة المدارس الحقلية للمزاعين بإشراف المديريات الزراعية في محافظات القطر.

موقع eQunaytra التقى بعض المشاركين في المدرسة الزراعية في محافظة "القنيطرة" وكانت البداية مع المزارع "موسى المحمود" من مدرسة التفاح الذي تحدث عن الفائدة من هذه المدرسة بالقول: «لقد أصبحت لدي القدرة على إدارة حقلي والتصدي للمشكلات والامراض التي كانت تصيب محصول التفاح لدي، فقد تعلمت الكثير من الأمور التي كنت أجهلها وأحياناً أرتكب الأخطاء فيها كعمليات الرش والتسميد الخاطئة والتي تؤدي في كثير من الأحيان إلى إلحاق الضرر بالمحصول، وأتمنى استمرار مثل هذه المدارس».

لقد أصبحت لدي القدرة على إدارة حقلي والتصدي للمشكلات والامراض التي كانت تصيب محصول التفاح لدي، فقد تعلمت الكثير من الأمور التي كنت أجهلها وأحياناً أرتكب الأخطاء فيها كعمليات الرش والتسميد الخاطئة والتي تؤدي في كثير من الأحيان إلى إلحاق الضرر بالمحصول، وأتمنى استمرار مثل هذه المدارس

أما المزارع "حسن حمود" فقال: «أقوم بحضور جميع الدروس التي يتم إعطاؤها ضمن برنامج مدرسة الزيتون حيث أصبحت أمتلك المعرفة الكافية حول الأمور المتعلقة بزراعة شجرة الزيتون وطرق العناية بها من سقاية ومكافحة للأمراض والآفات التي تصيبها، وحول عملية القطاف وطرقها وأدواتها، بالإضافة للأساليب الجديدة المتبعة في رفع مستوى الإنتاج وزيادة المحصول وكيفية الاستفادة منه كعمليات العصر وتحويله إلى زيت وما الأدوات الأفضل لتخزينه».

مدرسة التفاح

ولمعرفة المزيد عن هذه المدراس يقول المهندس "زياد نوح محمد" رئيس قسم الموارد البشرية والإرشاد الزراعي في مديرية زراعة "القنيطرة": «تعتبر مدارس المزارعين الحقلية أسلوب إرشادي فاعل يساهم في نقل التقانات الحديثة للمزارعين حيث يعتمد هذا الأسلوب على النهج التفاعلي التشاركي بين المرشد والمزارعين وتركز هذا المدراس على مفهوم الإدارة المتكاملة للمحصول، والحصول على منتج زراعي نظيف، وقد تم تنفيذ المدارس الحقلية بإحداث المشروع الاقليمي للمدارس بإشراف من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" وبتمويل من الحكومة الايطالية ضمن الصندوق الخاص بالأمن الغذائي وسلامة الغذاء عام 2004م، وذلك بإحداث ست مدارس حقلية أربع منها لمحصول التفاح في كل من "ريف دمشق" و"السويداء" و"حماه" بالإضافة إلى مدرستين لمحصول البندورة في البيوت المحمية في "اللاذقية" و"طرطوس" ونظراً لنجاح تجربة المشروع بناءً على تقييم لجان "الفاو" فقد تم تعميم المدرسة في أغلبية المحافظات ومنها محافظة "القنيطرة" لتشمل عدداً كبيراً من المحاصيل الأساسية وإحداث المشروع الوطني للمدارس الحقلية».

وأضاف: «مدرسة المزارعين الحقلية هي عبارة عن برنامج تدريبي حقلي يستمر لموسم كامل يتم خلاله متابعة مراحل مختلفة لتطور المحصول وإجراء مكافحة الآفات وبالتالي تعتبر طريقة إرشادية تشاركية حيث إن العملية التدريبية تتركز حول المتدربين ومشاركاتهم بالاعتماد على مبدأ التعلم بالتجربة وقد أصبحت المدرسة منهاج عمل لكل المحاصيل تقريباً ويتراوح عدد المزارعين المشاركين في المدرسة بين / 15 – 25 / مزارعاً».

المهندس "زياد نوح محمد"

المهندس "محمد رحال" أحد الأساتذة المدربين والمشرفين على سير أمور المدرسة قال: «لكل مدرسة حقلية حقلان، حقل شاهد وحقل التجربة الذي تنفذ به كل الإجراءات والعمليات التجريبية بينما الحقل الشاهد تطبق عليه الإجراءات التي تطبق في القرية تماماً أي ما يسمى الإجراءات التقليدية، وتنفذ اللقاءات في مدرسة المزارعين الحقلية بمعدل يومين في الشهر حيث يوضع البرنامج بالاتفاق مع المتدربين في بداية افتتاح المدرسة (بداية الموسم) ويتم تسلسل اللقاء بإجراء التفقد في البداية ثم دراسة الوضع البيئي حيث يتم وضع الملاحظات الحقلية من خلال دراسة لدرجة الحرارة– الرطوبة– شدة الرياح ...) وبعدها يتم جمع المعلومات من قبل المزارعين في حقل التجربة ثم يتم تحليل ملاحظات المشاهدة، وبعد ذلك يتم طرح موضوع اللقاء من قبل المهندس المشرف الاختصاصي وفي نهاية اللقاء يتم استخلاص النتائج ومناقشتها أمام الأعضاء».

وأضاف: «لقد تم تأمين جميع المستلزمات اللازمة لإلقاء المحاضرات وتنفيذ الدروس العملية من حيث تأمين الأسمدة ومبيدات الرش وتقديم كافة المتطلبات الضرورية الأخرى، وقد كان لدينا في هذا العام مدرستان حقليتان واحدة للزيتون كانت في قرية العشة وقد دارت مواضيعها المعطاة حول الفلاحة والتسميد والتقليم والمتطلبات البيئية لشجرة الزيتون والمكافحة الحيوية والثانية كانت للتفاح في قرية جباتا الخشب والتي تناولت بدورها مواضيع مختلفة حول تأسيس بستان التفاح والتقليم والتطعيم بالإضافة للتعلم على جهاز التنبؤ بالآفات وطرق مكافحة أغلب الأمراض الحيوية».

الدروس النظرية في المدرسة

والجدير بالذكر أنه منذ عام 2008 بدأت هذه المدارس في قرى مختلفة بمحافظة "القنيطرة" كمدرسة الزيتون والتي كانت في قرية "قصيبة" والكرز في قرية "حضر" والتفاح في قرية "جباتا الخشب" ولا تزال هذا المدراس في طور التنفيذ حتى عام 2011 وهناك افتتاح مدراس أخرى في السنوات القادمة لرفع مستوى معرفة الفلاح الحقلية وطرق العناية بمحصوله من أجل زيادة إنتاجه السنوي.