من جديد امتزج الدم العربي على أرض "الجولان" ، حيث تنادى الآلاف من الشباب السوريين والفلسطينيين ليؤكدوا انطلاق مسيرة العودة المظفرة والمعمدة بالدم العربي.

حيث توافد عشرات الشباب للوصول إلى أقرب مكان من الشريط الشائك الذي يفصل الأراضي المحتلة عن الأراضي المحررة وازداد وصول الجماهير الزاحفة نحو موقع "عين التينة" المقابل لقرية "مجدل شمس" المحتلة وإلى مدينة "القنيطرة" المحررة وقرية "الحميدية" والعديد من النقاط المحاذية للشريط الشائك لإحياء الذكرى الرابعة والأربعين للنكسة، حيث قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق الرصاص الحي والقنابل الدخانية والمسيلة للدموع على الشباب مما أدى إلى سقوط /23/ شهيداً بينهم سيدة وإصابة أكثر من /447/ منهم /361/ إصابة بطلق ناري في الصدر والبطن والأطراف و/77/ حالة اختناق بالغاز و/9/ حالات جروح بسيطة.

إن هذه الحجارة التي في يدي لن أتركها وسأعود لأرميها على جنود الاحتلال كي أدخل إلى أرض آبائي وأجدادي

المصاب "زوسر الحسن" قال: «أن المئات من المحتشدين في مدينة "القنيطرة" اقتلعوا الحواجز والأسلاك الشائكة ليواجهوا قوات الاحتلال الإسرائيلي بصدور عارية بهدف تحرير "الجولان" و"فلسطين"، مما أدى لإصابة عدد كبير في البطن والصدر والساقين، بالإضافة لحالات اختناق كثيرة وأنا أصبت بطلق ناري في خاصرتي».

الطفل "أنس الدرداس"

ويقول "وائل الحسين" المصاب بطلق ناري في الفخذ: «هذا هو اليوم الذي تحقق به حلمي، حيث قدمت مع أصدقائي إلى منطقة "عين التينة" على حدود "الجولان" ونحن مصممون على الوصول إلى كل أراضي "الجولان" و"فلسطين"، وقد حاولنا قطع الشريط الشائك بعد عبورنا الوادي بين "عين التينة" وقرية "مجدل شمس" المحتلة، إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت علينا الرصاص الحي واستشهد على أثرها صديقي وأصبت بطلق ناري في فخذي وإذا سمح لي الأطباء سأعود إلى أصدقائي فأنا لن أتراجع إما الوصول إلى القدس أو الشهادة».

المصاب "محمد عبيدي" ‏قال: «أصبت بطلق ناري برجلي اليمنى عندما كنت أرمي جنود الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة التي كانت السلاح الوحيد في وجه أسلحتهم القاتلة، وأنا مصمم أن أصل إلى داخل "فلسطين" المحتلة وسأعود الآن بعد أن أزالوا الرصاصة من رجلي لأعبر إلى داخل الأراضي المحتلة، فنحن ندافع عن أرضنا وكرامتنا».

إطلاق القنابل المسيلة للدموع في مدينة "القنيطرة"

أما الطفل "أنس الدرداس" البالغ من العمر /12/ عاماً أسعف إلى مستشفى الشهيد "ممدوح أباظة" بحالة اختناق من الغازات الدخانية التي أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي وما زالت يداه الصغيرتان تحملان قطع الحجارة التي كان يرشقها على قوات الاحتلال قال: «إن هذه الحجارة التي في يدي لن أتركها وسأعود لأرميها على جنود الاحتلال كي أدخل إلى أرض آبائي وأجدادي».

الدكتور "علي كنعان" المدير العام لمستشفى الشهيد "ممدوح أباظة" قال: «إن المستشفى استقبل نحو /447/ مصاب كانت معظم إصاباتهم بطلق ناري وهناك العديد من حالات الاختناق نتيجة إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاز المسيل للدموع والقنابل الدخانية، وأن معظم الإصابات بالعيارات النارية جاءت من الناحية الأمامية وفي الأطراف العلوية والسفلية، ووصلت إلى المستشفى نحو /20/ حالة خطرة و/35/ حالة أجريت لها عمليات جراحية فوراً وحالتهم الآن مستقرة، وتم نقل الحالات التي أجريت لها الإسعافات إلى مشافي "دمشق" بعد الاطمئنان على حالتهم».

الشهيد "محمود ذيب عيسى"

وبقي أن نذكر أسماء شهداء العودة وهم: "محمود عوض الصوان" ـ "أحمد محمود السعيد" ـ "مجدي محمد زيدان" ـ "علاء حسين الوحش" ـ "أحمد ياسر الرشدان" ـ "سعيد حسين الأحمد" ـ "محمود ذيب عيسى" ـ "عبد الرحمن جريدي" ـ "رمزي سعيد" ـ "فايز أحمد عباس" ـ "فادي ماجد نهار" ،ـ "جهاد أحمد عوض" ـ "إيناس شريتح" ـ "سائر عادل حميد" ـ "وسيم دواه" ـ "شادي حسين" ـ "إبراهيم عيسى" ـ "عزت مسودة" ـ "محمد العشماوي" ـ "محمود العرجا" ـ "سمير الزعبي" ـ "زكريا أبو الحسن" ـ "علي العشماوي".