«لم أزر وطني منذ اثنين وأربعين عاماً، واليوم أتيحت الفرصة لأرى وطني الحبيب وأكحل عيني بترابه وأقبّله».

والحديث لوالدة الأسير المحرر "سيطان الولي" السيدة "محسنة ذيب هنيدي" التي تحدثت لموقعنا يوم 18/10/2009 من أمام معبر مدينة "القنيطرة" عند وصول وفد أهلنا من الجولان السوري المحتل الذي يضم 555 شخصا بينهم 43 امرأة في زيارة للوطن الأم سورية تستغرق ستة أيام وذلك في إطار التواصل والتعبير عن التمسك بالهوية العربية السورية والانتماء للوطن الأم.

سنبقى نحن أبناء الجولان منغرسين في هذه الأرض الطيبة التي رواها أجدادنا وآباؤنا بدمائهم الزكية

وتابعت حديثها ودموع الفرح بلقاء الأهل في عينيها قائلة: «ورائي تركت ابني "سيطان" في الجولان المحتل الذي ساهم الوطن بتحريره من الأسر، حملني شوقه وحنينه للأرض، "لجبل العرب" و"جبل قاسيون" ومن أقصى شمال سورية إلى جنوبها، للشعب السوري وقائده، وشوقه إليهم مؤكدا صموده ويفخر انه عربي سوري ولن يرضخ للمحتل».

ابو خالد مع احفاده

الشيخ "أبو كمال" من "مجدل شمس" أشار قائلا: «إن اخطر الممارسات اللا إنسانية من قبل الاحتلال الإسرائيلي هي منع الأهل من لقاء بعضهم بعضاً حيث يتم منع الأب والأم من لقاء أبنائهم متسائلاً: أين العدالة وحقوق الإنسان؟؟ ولكن بصمودنا سيندحر الاحتلال إلى غير رجعة».

الشيخ "نايف المسعود" من قرية "مسعدة" المحتلة قال: «محبة الوطن في قلوبنا ولن نرضخ للمحتل، وبعد مرور السنين، سني القهر والحرمان زرنا الوطن الأم وتباركنا اليوم بتقبيل تراب الأرض ورؤية الأهل والأحفاد».

سمية ابو صالح

اما الشيخ "فهد شقير" من قرية "مجدل شمس" المحتلة فقال: «جئت من الجولان الصامد في وجه الاحتلال، حاملا تحيات ومحبة الأهل الذين سيبقون مدافعين عن انتمائهم للأمة العربية وعن الهوية السورية التي نعتز ونفخر بها».

الشيخ "أبو خالد" من قرية "مجدل شمس" قال: «أحمل أشواقا ومحبة إلى هذا الوطن. وفرحتي كبيرة برؤية الأهل والأحفاد بعد مرور عشرات السنين، والفرحة لن تكتمل إلا بعودة الجولان كاملاً إلى حضن الوطن الأم».

لقاء مع الاهل

أما السيدة "سمية أبو صالح" التي تحدثت وعيونها مشدودة إلى خارج الحافلة لعلها ترى ابنها الذي كان بانتظارها فقالت: «لم اصدق أنني ازور الوطن الغالي والتقي الأهل والأحفاد، هو حلم رافقني خلال 43 عاما، الوطن الذي حرمت من زيارته، ولديّ الحنين لضمه واحتضانه».

أما الشيخ "نجيب فرحات" فقال: «سنبقى نحن أبناء الجولان منغرسين في هذه الأرض الطيبة التي رواها أجدادنا وآباؤنا بدمائهم الزكية».

السيدة "محمودة شعلان" قالت: «حرمت من رؤية أبنائي الأربعة مدة 43 عاماً، اليوم أنا بين أولادي وأحفادي حلم تحقق في آخر سنوات العمر، كان أمل عشت عليه ليتحقق اليوم».