لا نستغرب القول إن ارض الجولان تكاد تضم في كل شبر فيها أثرا يدل على حضارة هذه المنطقة من سورية الموغلة في القدم.

والمعروف أن هضبة الجولان السورية تعد من أغنى مناطق سورية ثراء بالآثار المنقولة وغير المنقولة، وقد دلت الأبحاث والتنقيبات على وجود أكثر من 227 موقعا اثريا وسياحيا منتشرة على ارض الجولان المحتل، تتحدث عن فعاليات سكانه على مر العصور التاريخية المتعاقبة.

تحمل آثار الجولان إبداعات وروائع الفن في النحت والفسيفساء وفي الآثار الزجاجية والفخارية والمعدنية والعاجية والحلي وصك النقود وصولا الى بناء الاقنية وحفر الآبار وأحواض المياه، وما يدل على هذا الانفتاح والنشاط وجود الجسور والبحيرات والبرك من اجل الاستفادة من مياه الأمطار التي جعلت من ارض الجولان هدفا للأطماع، الامر الذي دفع السكان الى الدفاع عن أرضهم وصد الغزاة، فعملوا على إقامة الحصون وبناء القلاع كقلعة الصبيبة في بانياس وبرج فيق في قرية فيق وقلعة العال.

من الاماكنالاثريةوالسياحيةبالقنيطرة

والقول للسيد عبد الله مرعي مدير دائرة آثار القنيطرة الذي أضاف:

إن آثار الجولان توضح المعتقدات الدينية للحضارات التي تعاقبت على هذه الارض عبر العصور والتي اوحت لخيال الإنسان أن يبحث بفكرة الأرباب فعرف ربات المياه والينابيع والصيد– ديانا– ورب الفنون والموسيقا ابولون وزيوس وهيراكيلس وذو الشرى واسكولاب وبان إله الرعاة.

كنيسة الروم دمرها الحقد الصهيوني

ونجد الكثير من هذه الآثار على شكل معابد مثل معبد رب الرعاة– بان– في بانياس، كما كشفت التنقيبات عن الكثير من المقابر التي كانت تجسد إيمان الإنسان القديم بالحياة بعد الموت، فكانت هذه المقابر متاحف صغيرة تضم أنقى وأغلى الآثار الزجاجية والفخارية والنقدية والحلي والأسلحة.

ويضيف السيد مرعي: تم ترتيب المواقع الأثرية والتاريخية المكتشفة وتصنيفها بحسب العصور التاريخية وهي:

15 موقعاً من العصور الحجرية.

12 موقاً لقديم العصري النحاسي والبرونز القديم.

24 موقعاً اثريا من عصر البرونز الوسيط.

6 مواقع من عصر البرونز الحديث.

98 موقعا اثريا وتاريخيا تعود للعصور الرومانية والبيزنطية.

72 موقعا تعود الى العهود الإسلامية المتلاحقة من القرن السابع للميلاد الى القرن التاسع عشر من الميلاد.

ومن أهم سمات هذه المواقع ارتباطها تاريخيا بحضارة الوطن الأم سورية وانتشارها على كامل الرقعة الجغرافية للجولان وخاصة تلك المتاخمة للطريق القديمة المؤدية الى فلسطين وسورية الداخلية ولبنان والأردن ومن أهم هذه المواقع:

رسم الخربوش– الكرسي– الداليات– رجم الهري– بانياس– العال–

الرفيد– قصرين– جباتا الزيت– الخشنية– جسر بنات يعقوب– دير قروح– بيت صيدا– القنيطرة– واسط– صيدا– دير المعلقة– عين الباشا وغيرها الكثير من المواقع والآثار، والتي لقيت التدمير والنهب من قبل جيش وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، ونقلتها الى المتحف الذي أقامته على أنقاض قرية قصرين وزورت اسم القرية الى كتسارين.

وفي إجراء وقائي قامت وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية بإصدار قرار ضمنت فيه جميع هذه المواقع والآثار على اختلاف وامتداد العصور. ومن أشهر المواقع السياحية والاثرية التاريخية الذائعة الصيت والمعروفة للسياح نذكر:

بانياس– مدينة الحمة– قلعة الحصن– الكرسي– قلعة الصبيبة– دير قروح– بيت صيدا.