لكل منا عيون يبصر العالم الخارجي من خلالها، ولعيون حمود ألف قصة وقصة.

تروي حياة الناس الذين عاشوا على أرضها ليشربوا من أكثر من عين ونبعة ماء.

"عيون حمود تلك القرية الهادئة الزاخرة بالعيون وينابيع المياه العذبة والصافية التي كان يشرب منها أهالي القرية بالإضافة الى بعض القرى المجاورة لقرية عيون حمود"... هكذا يصفها السيد عمر ظاظا أبو ضياء معاون مدير الثقافة بالقنيطرة الذي نهل وشرب من عيون وينابيع القرية لسنوات طويلة ويضيف: هذه القرية من أجمل قرى الجولان العربي السوري لكثرة الينابيع وعيون الماء فيها مثل: عين المغنية– نبع الكرم الكبير– عين الكرم الصغير– ينابيع، بالإضافة الى بعض الشلالات على وادي السلام، كما يحيط بالقرية عدد من الأودية الشتوية، حيث تغذي الينابيع والبرك هذه الأودية، وادي الدفيلة وهو من أهم روافد وادي السمك الذي يبدأ سيليا من غرب قرية البجورية على ارتفاع 430 م فوق صخور بازلتية ويصب في بحيرة طبريا عند قرية الكرسي منخفضا تحت 212 م تحت سطح البحر.

ابو ضياء

وادي السمك: عبارة عن واد عميق يلتقي بوادي الدفيلة وتغذيه ينابيع كثيرة منها، نبع المجيحية، عين هدلة وعين الدفيلة وسمي بالدفيلة لكثرة أشجار الدفلى على جانبي النبع وتستخدم مياهه في إدارة طاحونة طحن الحبوب في القرية إضافة الى سقاية المزروعات والخضراوات المبكرة.

تقع قرية عيون حمود في محافظة القنيطرة وتتبع إداريا لناحية البطيحة

عيون حمود

ومنطقة فيت، تقع على الحافة الجنوبية الغربية للجولان في موقع مشرف على بحيرة طبريا، يحدها من الشمال وادي السلام وشرقا جرابا وقصيبة ومن الجنوب وادي الدفيلة ومن الغرب قرية خوخة وقطوع الشيخ علي وكنف.

أخذت القرية اسمها كما تروي الحكايات والقصص المتناقلة على السنة أهل القرية نسبة الى كثرة عيون الماء العذبة دائمة الجريان التي كان يشرب منها السكان وتنسب لرجل اسمه حمود وهو أول من سكن في القرية.

نبعة مياه

كثرة الينابيع جعل من عمل السكان في الزراعة أمرا لا بد منه فاعتمدوا على زراعة الحبوب بأنواعها إضافة الى الخضراوات الباكورية وتربية المواشي مثل البقر الجولاني والأغنام والخيل والإبل، تكثر في القرية الأشجار المثمرة مثل الزيتون والكرمة والرمان والتين بالاصافة الى الأشجار الحجرية مثل البلوط والسنديان والسدر والغار، وفي الربيع تصبح الأرض بساطا اخضر ينعم بالخيرات والنباتات العطرية كالزعتر البري والنرجس والأقحوان والنفل إضافة الى الخبيزة والعكوب والقرة والهندباء.

ويضيف أبو ضياء: كانت تسكن القرية عائلات الشعبان والقطايشة والعثامنة وجميعهم من عشيرة التلاوية، يمكن الوصول الى عيون حمود عبر طريق الكرسي– مدينة القنيطرة، معظم بيوت القرية كان من الطين والخشب وبعض البيوت الحجرية والاسمنتية الحديثة، وبعد احتلال اسرائيل لمرتفعات الجولان تعرض أهالي القرية الى الطرد الاجباري من قبل جيش الاحتلال الصهيوني الذي دمر البيوت وشرد السكان وما زالت عيون حمود تحت الاحتلال بانتظار تحرير تراب الجولان.

يعيش معظم أهالي عيون حمود في تجمعات دمشق ودرعا يحلمون باليوم الذي يعودون فيه الى قريتهم وأرضهم.