ما إن تتساقط حبات الثلج في "جبل الشيخ" حتى ترى أهالي المنطقة يجتمعون لتحضير وتذوق ما يعرف بين العامية بـ (البقسمة)، والتلذذ بطعمها المميز المعروف باسم بوظة الشتاء الخاصة بموسم الثلج.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 4/2/2008 السيد "عطا وهبة" في منزله للتعرف على كيفية صناعة البوظة البقسمة وطريقة تحضيرها بالقول: «علينا انتظار نزول ثلاث ثلجات متتالية حتى نتمكن من تحضير البقسمة لأنه لا يجوز أكل أو تذوق الثلج من أول هطول، وهذا التقليد أو العادة أخذناها من الأهل والكبار في السن ونحن بدورنا نحترمها مع أننا لا نعرف لماذا لا يسمح لنا بأكل الثلج إلا في ثالث سقوط له.

إن البقسمة هي فاكهة الشتاء وبوظتها المميزة ولها طعم خاص يختلف عن بقية أنواع البوظة التي نتذوقها في المحلات والمطاعم العامة، وهي خاصة ومحصورة بسقوط الثلج الذي هو خير السماء وخميرة الأرض

أما عن البقسمة بوظة الشتاء في منطقة جبل الشيخ فهي بسيطة وتتكون من كمية معينة من الثلج الذي يكون قد تعرض لأشعة الشمس لمدة أكثر من نهار، ويضاف له القليل من عصير العنب (الدبس) الحلو».

طريقة تحضير أكلة "البقسمة"

أما عن طريقة تحضير البقسمة فيضيف بالقول: «يتم احظار كمية من الثلج النظيف ثم يدق بواسطة الملعقة أو يخلط باستخدام الخلاط من اجل طحن ذرات الثلج أو على الاقل التخفيف منها ثم توضع في وعاء بلاستيكي {جاط} ويضاف إليه القليل من دبس العنب الحلو ويخلط مع بعضه بشكل جيد حتى يصل الى مرحلة من البوظة الشتوية وتدعى "البقسمة" وبعدها تسكب في زبادي صغيرة الحجم وتقدم الى الضيوف كنوع من البوظة أو المحلى، والبعض يفضل أكلها من إناء واسع على شكل مجموعات.

وللبقسمة طعم طيب ومذاق لذيذ وهي لا تحضر إلا بالثلج الطبيعي بمعنى أنه لا يمكن تحضيرها من الثلج الاصطناعي وهي لا تؤكل إلا في فصل الشتاء وأيام الثلج».

السيد "ثائر ابو حمد" من أهالي محافظة المنطقة تحدث عن "البقسمة" بالقول: «إن البقسمة هي فاكهة الشتاء وبوظتها المميزة ولها طعم خاص يختلف عن بقية أنواع البوظة التي نتذوقها في المحلات والمطاعم العامة، وهي خاصة ومحصورة بسقوط الثلج الذي هو خير السماء وخميرة الأرض».

يضيف: «يعد تحضير البقسمة بمثابة احتفال لجميع أفراد العائلة حيث تعم الفرحة والبهجة لجمع الثلج وخلطه مع الدبس أو عصير البرتقال أو الحليب مع السكر، حيث يجتمع حول "جاط البقسمة" الجميع لمشاهدة كيفية عمل البقسمة وتناولها بجانب المدفأة بشهية وشغف، كما يتم استضافة الأقارب والأصدقاء لتناول البقسمة اللذيذة في السهرات العائلية والاجتماعية».

السيدة "مها دلو" ربة منزل تحدثت عن أكلة "البقسمة" بالقول: «هي من الأكلات التي يجتمع عليها أهالي المنطقة من صغار وكبار لمجرد هطول الثلج، فهي من أطيب الأكلات القديمة الحديثة لأنها عبارة عن خليط يمزج فيه الدبس مع الثلج الناصع البياض، فهناك حكمة كان يرددها اجدادنا والتي تقول: "أول ثلجة سم، ثاني ثلجة دم، ثالث ثلجة كول ولا تهتم"، أما حول فوائدها الطبية فلها أهمية غذائية ودوائية فهي تمد الجسم بالطاقة والحيوية اللازمة لدرء برد الشتاء وصقيعه خاصة في المناطق الجبلية».

تم تحرير المادة في عام 2008.