يعد السيد "هلال فرج الكريان" الملقب بـ"أبو فرج" أقدم مختار في "سورية" فمنذ عام 1959م يعمل مختاراً لقرية "سويسة" ومزارعها، وخلال هذه السنوات عمل لخدمة أبناء قريته وحل الخلافات والنزاعات بين الأطراف المتخاصمة، وهو من الشخصيات المعروفة في محافظة "القنيطرة".

ويقول السيد "محمود إبراهيم الرحيلي" من أبناء قرية "سويسة": «يعتبر المختار "أبو فرج" من وجهاء محافظة "القنيطرة" وهو معروف بالكرم وحسن الضيافة ويحب مساعدة الآخرين، وله وجوده وكلمته في المجالس الشعبية وحل الخلافات فالجاهة التي يكون فيها المختار "أبو فرج" لحل مشكلة أو لطلب شيء ما لا ترد خائبة».

اعتمد في غذائي على نظام معين وهو تناول البرغل والسمن العربي والبيض البلدي والزيتون وزيت الزيتون، بالإضافة إلى الحليب ومشتقاته وهذا ما جعلني أحافظ على صحتي، وما أزال محافظا على الزي الشعبي

موقع eQunaytra زار المختار "هلال الكريان" في منزله الكائن في قرية "سويسة" الذي بدأ حديثه عن بداياته بالقول: «ولدت في قرية "سويسة" التابعة لمحافظة "القنيطرة" عام 1926م، وفي عام 1938م بدأت بتعلم قراءة وكتابة القرآن الكريم في الكُتاب أيام زمان قبل إحداث المدارس، وبعد أن تعلمت قراءة القرآن وكتابته قمت بتعليم عدد من الشباب في القرية ما تعلمته في الكُتاب، وفي عام 1959م كلفت مختاراً لتسيير أمور قرية "سويسة" ومزارعها، وبعد أن أصبحت المزارع التابعة للقرية مأهولة بعدد كبير من السكان أصبح لكل قرية ومزرعة مختار مستقل، وبقيت أنا مختاراً لقرية "سويسة" حتى الآن دون تعب وملل».

المختار "هلال فرج الكريان"

وعن عمله كمختار يقول "أبو فرج": «مهمة المختار مهمة إنسانية واجتماعية تعمل لخدمة أبناء القرية وحل الخلافات والنزاعات مهما كانت كبيرة وتقرب القلوب بين المتخاصمين ولا تسمح للمشكلة بالتفاقم، ومنذ أن اخترت مختاراً لقرية "سويسة" عملت بالمحبة والألفة وخدمة أبناء القرية والقرى المجاورة وكان هدفي أن أكسب رضا أهل القرية وكانت جميع المشاكل تحل في مضافتي وكنت أشارك أبناء قريتي أفراحهم وأتراحهم ونتبادل الزيارات المستمرة، وبالنسبة للعمل الإداري أعمل على منح وثائق الولادة وسندات الإقامة والزواج وشهادات الوفاة واطلع على أحوال أهل القرية بشكل دائم».

وحول المقاييس والمعايير الاجتماعية التي يستند عليها في عمله يقول "الكريان": «نحن أبناء "الجولان" و"القنيطرة" نعتمد في حل المشاكل والخلافات على القهوة العربية "المرة" لما لها من معاني كثيرة تدل على الخير والعطاء والكرم والرجولة، فعندما نذهب لحل مشكلة معينة فهي العادة بأن نتضيف القهوة العربية فيوضع الفنجان على الأرض فيقول المعزب: لماذا لا تشرب؟ فيأتي الرد: بعد تلبية حاجتنا نشرب القهوة، فيقول المعزب: أبشر بما أتيت، فيشرب فنجان القهوة وبعدها نقوم بتقريب القلوب والتسامح بين المتخاصمين، وبعدها يتم تحديد موعد لإقامة الصلحة بحضور جميع أهل القرية، وفي ما يتعلق بأمور القتل أو ما شابه ذلك وبعد أداء الواجب نقوم بإجراءات الصلح المتفق عليها بالعادات والتقاليد بين أهل القاتل وأهل الفقيد وإلزام أهل القاتل بدفع "الدية" وهي مبلغ من المال يدفع لأهل الفقيد، وقديماً كانت الدية عبارة عن رأس عجل ولكن في يومنا هذا اختلفت المعايير والمقاييس الاجتماعية».

المختار "الكريان" عام 1975م

وعن صحته الجيدة يقول "الكريان":« اعتمد في غذائي على نظام معين وهو تناول البرغل والسمن العربي والبيض البلدي والزيتون وزيت الزيتون، بالإضافة إلى الحليب ومشتقاته وهذا ما جعلني أحافظ على صحتي، وما أزال محافظا على الزي الشعبي».

وحول المخترة في أيامنا هذه يقول: «إن مهمة المختار مهمة إنسانية تهدف للحفاظ على أهل القرية وتسير أمورهم وتقديم المساعدة للآخرين وحل جميع المشاكل وعدم وصولها إلى المحاكم والقضاة، أما اليوم فأصبحت المخترة منفعة شخصية وبروزة لتحقيق مكاسب مادية، وليس كما نعرفها».

السيد "إبراهيم محمد"

أما السيد "إبراهيم محمد" من أهالي محافظة "القنيطرة" فيقول: «يعمل المختار "أبو فرج" على حل الخلافات والنزاعات الاجتماعية والعشائرية ليس في قرية "سويسة" فقط وإنما في القرى المجاورة، ويشارك جميع شرائح المجتمع في المناسبات كافة من الأعياد والأفراح والأتراح، رغم تعرضه مؤخراً لبعض الأمراض».

والجدير ذكره بأن المختار "هلال فرج الكريان" متزوج وله /128/ ولداً وحفيداً، وعمل رئيس الجمعية الفلاحية لتربية الأبقار أكثر من عشرة أعوام، عضو مجلس بلدي لأكثر من /25/ عاما، وعضو مجلس اتحاد عام لمحافظة القنيطرة لأربع سنوات.