استطاع السيد "يوسف المحمود" المولود في قرية "جباتا الخشب" أن يضع قانونا جديدا للتحدي يكسب إذا عمل به كل صاحب إعاقة، ويتلخص قانونه في أن الإعاقة هي الدافع لتحقيق الذات. ولأن الحياة لا تتوقف إذا فقد أحدنا سيطرته على أحد أطرافه أو كليهما، ولا يمكن لمسيرة الحياة أن تتوقف بأي شخص إلا إذا توفاه الموت، فالتمتع بنعمة الحياة لابد من استثمارها فيما يفيد.

السيد "يوسف المحمود" الملقب بأبي عماد هو أحد أبناء مدينة القنيطرة الذين كانوا أحد ضحايا الألغام التي خلفها العدو الصهيوني والتي تسببت ببتر ذراعيه.

عندما أصيب "أبو عماد" بالإعاقة كنت خائفة جداً عليه ولكن بتشجيع الأسرة بدأ بالعمل والنشاط وكنا نعمل بالزراعة والحصاد وهو يعمل معنا بقوة ويشرف علينا ولا يفارقنا طوال فترة العمل والحمد الله لا نشعر بأن "أبو عماد" معاق

موقع eQunaytra زار السيد "يوسف المحمود" الملقب "أبو عماد" ليحدثنا عن إصابته قائلاً: «نحن نعمل في مجال الزراعة وتربية المواشي منذ أيام آبائنا وأجدادنا وتابعنا من بعدهم العمل في الزراعة والحصيدة وتربية الأبقار والأغنام، وفي عام 1971م كنت أعمل في حراثة الأرض في القرية وإذ وجدت شيئاً يشبه الكرة لافتا للنظر فذهبت وأمسكت هذه الكرة وإذ انفجرت بي وبعد الاطلاع على مخلفاتها تبين أنها لغم من نوع القنابل العنقودية التي وضعتها إسرائيل خارج الأسلاك المصطنعة باتجاه قرانا المحررة ومنها ألغام فردية ومنها قنابل عنقودية ما أدى إلى بتر يدي اليمنى واليسرى من المرفقين كما تعرضت لبعض التشوهات في الصدر والأرجل بعدها تم إسعافي إلى مستشفى المواساة "بدمشق" لإجراء العملية اللازمة لتلك الإصابة وبعد إجراء العملية بستة اشهر تم تركيب الأطراف الصناعية على حساب وزارة الدفاع».

يوسف المحمود أثناء العمل

وعن تحديه للإعاقة ومتابعة العمل بشكل طبيعي يقول السيد "أبو عماد": «بعد تركيب الأطراف الصناعية مررت بمرحلة صعبة جداً من التوتر وفقدان الأمل بالحياة رغم أن الأطباء في المستشفى أكدوا لي بأن الأطراف الصناعية ستساعدك على تجاوز الإعاقة وتعيش حياتك الطبيعية ولكن مع مرور عام على تركيب الأطراف الصناعية شعرت بأن من واجبي تأمين حاجات أسرتي وأولادي وألا أستسلم للإعاقة مهما كانت فهذه مشيئة الله، فبدأت أمارس أعمال الزراعة وحراثة الأرض بجد ونشاط ولا أشعر بأنني معاق اليدين وأتابع عمل الأرض والأشجار من تقليم وجني الثمار بالإضافة إلى رعي المواشي من أبقار وأغنام.

كما قمت باستئجار أرض لأتابع العمل فيها بزراعة حبوب لكي أتمكن من تأمين متطلبات الأسرة والأولاد والحمد الله استطعت التغلب على إعاقتي وتمكنت من تناول الطعام والشراب وأمشط شعري واغسل وجهي وجميع أمور الحياة اليومية دون مساعدة».

وذكر السيد "أبو عماد": «يوجد لدي حوالي 17 دونما من الأرض قمت بزراعتها أشجار مثمرة من توت شامي وتين وزيتون وفي كل عام أقوم ببيع إنتاج الأشجار المثمرة، بالإضافة إلى تربية الأبقار والأغنام وبيع منتجاتها من حليب وجبنة وغيرها، ومنذ إصابتي هذه لم اقبل أي مساعدة ولن أقبل أي مساعدة من أي شخص كان حتى ولو كان من أقاربي وعائلتي لأن الإعاقة لن تحد من طموحي وتأمين مستقبل أسرتي وأولادي».

السيدة "أم عماد" تقول: «عندما أصيب "أبو عماد" بالإعاقة كنت خائفة جداً عليه ولكن بتشجيع الأسرة بدأ بالعمل والنشاط وكنا نعمل بالزراعة والحصاد وهو يعمل معنا بقوة ويشرف علينا ولا يفارقنا طوال فترة العمل والحمد الله لا نشعر بأن "أبو عماد" معاق».

السيد "سليم السامية" من أبناء قرية "جباتا الخشب" يقول: «نحن في القرية لا نشعر بأن السيد "أبو عماد" معاق أو فاقد الأيدي لكونه رجلا نشيطا وكادحا يعمل في الأرض وتربية المواشي مثله مثل بقية أبناء القرية وممكن أن يكون أفضل من غيره في العمل، فالإعاقة لم تؤثر عليه ولا على أسرته».

والجدير بالذكر أن السيد "يوسف المحمود" من مواليد 1946م في قرية "جباتا الخشب" التي تبعد ما يقارب /8/ كم عن مدينة "القنيطرة" متزوج ولديه /18/ ولدا منهم من هو متزوج ومنهم ما يتابع دراسته.