«في الأعياد نتذكر الأهل والأحبة الذين رحلوا عنّا إلى دار الآخرة، نزور أضرحتهم ونقرأ الفاتحة على أرواحهم، وندعو الله لهم بالرحمة والمغفرة بإذن الله».

الكلام للسيد "أغيد" من أهالي بلدة "عرطوز" في حديث لموقع eQunaytra (يوم الاثنين 8/12/2008) مضيفاً: «زيارة الأضرحة يوم العيد تعد من أعرافنا وتقاليدنا، أضحت مع مرور الأيام عادة وتقليداً اجتماعياً، متعارفاً عليه بين الناس، وكما تشاهد يتوزع باعة الريحان في السوق ناشرين الخضرة في المكان، بحيث يشتري كل شخص الكمية التي يريدها».

أشعر بالارتياح النفسي والرضا الوجداني، عندمت أقوم بزيارة قبر الوالد لقراءة الفاتحة على روحه، وأدعو الله أن يغفر له ذنوبه ويدخله فسيح جنانه

السيد "ماهر الخطيب" الذي اشترى باقة من أوراق الريحان، ليضعها على ضريح والده الذي توفي منذ حوالي أربعة أشهر يقول: «أشعر بالارتياح النفسي والرضا الوجداني، عندمت أقوم بزيارة قبر الوالد لقراءة الفاتحة على روحه، وأدعو الله أن يغفر له ذنوبه ويدخله فسيح جنانه».

ماهر

بدوره يشير الشيخ "أبو زياد" خطيب مسجد بلدة "سعسع" إلى أن الناس، اعتادوا الذهاب إلى قبور الأهل والأحبة، منذ ساعات الصباح الأولى من يوم العيد. حيث تعد زيارة الأضرحة سنة نبوية يسير عليها الناس في حياتهم الاجتماعية. ويضيف: «زيارة الأضرحة تكون في العادة للترحم والدعاء لمن رحل من أحبتنا من هذه الدنيا الفانية إلى دار الآخرة الباقية، الزيارة هنا وفي هذا السياق تأتي ليست للبكاء أو تذكر أيام الحزن والهم والغم، بل على العكس فالزيارة تولّد فينا نوعاً من التواصل والتراحم، بين الناس الأحياء والأموات بالروح والخيال، إضافة إلى أنها تضفي على نفس الأحياء شعوراً بالرضا والطاعة والطمأنينة للنفس. البعض من الناس يرغب في زيارة الأضرحة في ليلة العيد، بينما البعض الآخر يفضل القيام بهذه الزيارة صباح يوم العيد، يضعون إكليلاً من الريحان ويقرؤون الفاتحة على أرواحهم، ومن ثم يعودون إلى منازلهم لإتمام طقوس العيد كل على الطريقة التي تناسبه، من زيارات الأهل والأقارب والأصحاب والأصدقاء. هذه هي عاداتنا وتقاليدنا التي ورثناها عن الأهل، وهذه بعض من تعاليمنا وقيمنا الإسلامية والدينية التي حضنا الإسلام على ممارستها وضرورة التمسك بها».

"حكمت" بائع لنبات الريحان، في سوق بلدة "عرطوز" يصف عمله بالآني والوقتي، فيقول: «يرتبط بيع الريحان في الأعياد الدينية، حيث يقبل الناس على شراء بعض الباقات لوضعها على أضرحة أحد أفراد العائلة الذي توفاه الله، أقوم بالحضور إلى السوق قبل يوم من العيد وفي صباح يوم العيد، لأبيع الريحان، حيث أبيع الكيلو الواحد بسعر 50 ليرة سورية. البعض يشتري باقة في حين يشتري آخر أكثر من باقة. لأعود إلى المنزل عند بيع كامل الكمية التي اشتريتها».

حكمت حسن

وعن كيفية حصوله على الريحان يشير إلى أنه يذهب إلى سوق "الهال" ويشتري الكمية التي يرغب بشرائها، حيث يتواجد عدد لا بأس به من التجار الذين يبيعون أوراق الريحان لتجار المفرق.