يعتبر الموروث الشعبي مصطلحاً واسعاً جداً من الصعب تحديد مكوناته وعناصره فهو كل ما خلده الإنسان من شواهد روحية أو مادية على تراثه الفكري ورقيه الإنساني سواء أكان موروثاً لا مادياً كالحكايات والقصص والأساطير والأهازيج والرقصات الشعبية أم كان تراثاً ملموساً (مادياً) كالأزياء التقليدية والحلي وغيرها من المشغولات.

فالتـراث الشعبي الجولاني غني ومتعدد في أشكاله وأنواعه فهو لا يأتي من اختلاف طبيعة المناطق جغرافياً، واجتماعياً فحسب، ولكنه يأتي في إطار المنطقة الواحدة فترى منطقة صغيرة ذات إطار جغرافي محدد يحمل أنماطاً مختلفة للون واحد من ألوان التراث سواء كان في الشكل الفني، أو مضمونه الإنساني وذلك لاحتوائه العديد من الجوانب الحياتية للإنسان الجولاني.

كان يؤتى بخشبتين تثبتان على الأرض على حافة البئر بحيث تشكلان حرف "v" الإنكليزي وقد يستعاض عن الخشبتين بخشبة واحدة يكون أعلاها على شكل حرف"v" وفي أعلى الخشبتين تثبت المحالة بواسطة المخطر، والمحالة هي البكرة الخشبية والمخطر هو الشيش أو السيخ الحديدي الذي يدخل في البكرة، ويستخدم دلو كبير يتم شراؤه أو يصنع من جلد البعير ويؤتى بخشبتين على قدر فم الدلو مثقوبتي النهايات تربطان بشكل صليب /+/ وتربطان بفم الدلو ثم يربط الدلو بحبل ويكون هذا الحبل مصنوعاً من شعر الإبل بعد إحكام فتله ويسمى الحبل بالمربوع أي الحبل القوي الذي يتكون من أربع فتايل ويتم نضح الماء من أسفل البئر بواسطة الدلو بعد رميه في قعر البئر ورفعه بواسطة الحبل ويطلق اسم الغارف على الرجل الذي يدخل البئر ويملأ الدلاء، والماتح هو الذي يستقي من فوق أي الذي يسحب الدلو، ولا ننسى أيضاً بعض طقوس استخدام ضفاف الأنهار للقيام بغسل الصوف لتحضيره وتنظيفه لاستخدامات أخرى

ومازال هذا التراث قائماً الى الآن حيث نشاهد جمال وروعة صوره المتعددة التي تتجلى صورها في القرى والأرياف الجولانية.

الأستاذ "أحمد محمود الحسن"

و"الجولان" كما هو معروف غني بمياهه المتنوعة وكثيراً ما تغنى الجولاني بالمطر وطلب السقيا من الله عز وجل للأرض، ولا بد أن نتذكر أسماء المطر والسحاب في كلام أهل "الجولان".

الأستاذ "أحمد محمود الحسن" الباحث في الموروث الشعبي الجولاني يقول عن المطر في موروث أهل الجولان لموقع eQunaytra:

تساقط "البرد"

الوبل أو الوابل: الشديد من المطر.

الحيا: المطر، الغيث: المطر

"بئر الماء"

مطر ديم: المطر الخفيف المتواصل النهار مع الليل.

الودكا أو الوداج: أي الودق هو المطر المستمر لمدة طويلة وهو من الفصيح.

الرذاذ أو الرذراذ: وهو المطر الضعيف.

المطر الطش: المطر القليل واحدته طشة.

المطر الرش: المطر الكثير واحدته رشة.

الهملول: المطر السريع كبير القطر ويجمع على هماليل.

مطر الوسم: وهو المطر الأول من أمطار السنة سمي بالوسم لأنه يسم الأرض بالنبات وفصيحه الوسمي، والفلاحون يفرحون أشد الفرح بسقوط هذا المطر فهو ضروري جداً لإنبات العشب لأنه يحفز الأرض على نمو النبات.

مطر ثروي: سمي بالثروي نسبة إلى الثريا وهو أول أمطار الوسمي.

مطر الولي: وهو المطر الثاني من أمطار السنة سمي بالولي لأنه يلي الوسمي.

الغمام: يطلق على ظلام الغيم وعلى المطر.

البرد: وهو كرات جليد تنزل مع المطر ويشبه الشعراء الشعبيون ثنايا الفتاة الحسناء بالبرد.

غبّ المطر: رطوبة الأرض بعد المطر.

الندى: وهو القطرات المائية العالقة بالأعشاب والتي نراها صباحاً.

المزنة: وهي السحابة الماطرة السريعة.

المخيلة: وهي السحابة التي تظهر كأنها ماطرة ثم لا تمطر.

الديمة: السحابة الكبيرة الماطرة.

النفيض: الغيم الذي نزل مطره لا يمطر.

الجليد: يطلقونه على الماء المتجلد على الأرض من شدة البرودة.

شخاتير السماء:أمطار السماء».

وتابع "الحسن" حديثه في نفس السياق بالقول: «كثيراً ما تغنى الشعراء بموارد المياه ونذكر على سبيل المثال هذه الهجينة:

"يا صنع يا مورد الغزلان/ ما مرت عليك نشمية

مرن عليّ ثلاث غزلان/ صيتة ومشاعل وفندية"

و"الصنع" تجويف صخري يتجمع فيه ماء المطر، والصنوع متنوعة تشرب منها الحيوانات البرية والآهلة كما يشرب منها الناس، فموارد المياه ملتقى العشاق والعطاش والمسافرين والأصحاب تلتم عليها القلوب التمام القطا الحران وهذا مثال آخر:

"رف القطا وارد العلان/ وأنا وردت على البير

دليت دلوي طلع مليان / واسقيت البيض الغنادير"

فنرى هنا المقارنة اللطيفة فهناك رف قطا يرد العلان وسرب من الصبايا يرد البئر، بالإضافة إلى قائل الهجينة وربما يكون راعياً الذي ألقى دلوه في البئر ليسقي الفتيات العطشاوات مثل طيور القطا واتراع الدلو بالماء العذب المحلى برقة العاطفة ما هو إلا انعكاس لخصبية الإنسان وري الأرض في تلك البيئة الشعبية.

ونرى ذكر الأسماء في الهجينات السابقة "فندية" و"نشمية"وهذا دليل على دور المرأة الجولانية في تأمين المياه من الينابيع القريبة التي كانت تحملها في أكياس جلدية "قربة" على ظهورهن أو على ظهور الحمير ولأكثر من مرة، وجميع أنواع الغناء الشعبي تغنى بالمطر والمياه مثال ذلك أغنية ظريف الطول هذه التي يذكر فيها الشاعر" الندى" واختيار وقت الندى في الصباح لحصاد زرعه فيقول:

"يا ظريف الطول يحصد بالندى/ لابسله عبية جديدة مبندة

وأني دخيلك يا علي أبو الندى / تغير العدان البشر عرقانا"

ومثال آخر عند مشاهدة الفتيات وهن يذهبن إلى غدير الحي لجلب المياه فهذه طقوس خاصة وجميلة وأثمرت عشقاً وزواجاً في بعض الأحيان ومشاجرات كثيرة أحياناً أخرى.

"يا ظريف الطول وراحت تغاريب/ شالت دلو المي وع بيت الخطيب

إن مرت ع الميت يا عالم ويطيب/ ويقوم الميت يوحد ربنــا"

ومثال آخر:

"وردت على المنابع/ ومشكشكة الأصابع

يلعن أبوك يا مرابع/ دير الفدان ع المية"».

أما عن بئر الماء وأدواته فيقول "الحسن": «كان يؤتى بخشبتين تثبتان على الأرض على حافة البئر بحيث تشكلان حرف "v" الإنكليزي وقد يستعاض عن الخشبتين بخشبة واحدة يكون أعلاها على شكل حرف"v" وفي أعلى الخشبتين تثبت المحالة بواسطة المخطر، والمحالة هي البكرة الخشبية والمخطر هو الشيش أو السيخ الحديدي الذي يدخل في البكرة، ويستخدم دلو كبير يتم شراؤه أو يصنع من جلد البعير ويؤتى بخشبتين على قدر فم الدلو مثقوبتي النهايات تربطان بشكل صليب /+/ وتربطان بفم الدلو ثم يربط الدلو بحبل ويكون هذا الحبل مصنوعاً من شعر الإبل بعد إحكام فتله ويسمى الحبل بالمربوع أي الحبل القوي الذي يتكون من أربع فتايل ويتم نضح الماء من أسفل البئر بواسطة الدلو بعد رميه في قعر البئر ورفعه بواسطة الحبل ويطلق اسم الغارف على الرجل الذي يدخل البئر ويملأ الدلاء، والماتح هو الذي يستقي من فوق أي الذي يسحب الدلو، ولا ننسى أيضاً بعض طقوس استخدام ضفاف الأنهار للقيام بغسل الصوف لتحضيره وتنظيفه لاستخدامات أخرى».