المناضل "شكيب أبو جبل" ابن "مجدل شمس" ليس مثل الملايين من الناس إنه من القلة القليلة، عمل بعيداً عن الأضواء ورسم مقدمات جميلة لأحداث جليلة في المستقبل.

قام بأعمال تتسم بالجرأة والخطورة والمغامرة بحماس وتفان لها علاقة بالوطن والأمة ودون أجر، عدا الإخلاص للوطن، عبر الحدود 45 مرة جمع المعلومات عن العدو الصهيوني بحيث خلق شبكة من الرفاق المناضلين المجندين للاستطلاع وخدمة الأمة، غطى عملها "سورية ولبنان والأردن ومصر".

جند ولديه "يوسف وعزت" وكثيرا من أقاربه ومعارفه.

لوحة فنية- شكيب أبو جبل

استشهد ابنه "عزت" أثناء قيامه بواجبه في مهمة يوصل خلالها معلومات تتضمن 62 تقريراً عسكرياً و18 مجلة وجريدة وعدداً من التقارير المصورة كان ذلك في 27/1/1973.

في 2/9/1969 عاد "شكيب أبو جبل" إلى "الجولان" العربي السوري المحتل وسلم نفسه الى الحاكم العسكري في بلدة "مجدل شمس" ونجح في اجتياز اختبار الكذب أثناء التحقيق معه، وبدأ العمل من خلال تشكيله شبكة من المجندين الموثوق بهم وقام بتوزيع الأدوار والمهمات على كل فرد من المجموعة وقسمهم إلى مجموعة عملت في مرصد "جبل الشيخ" طوال ثلاث سنوات ومجموعة أخرى عملت في "قناة السويس" في "مصر" الشقيقة للعمل على "خط بارليف" ومجموعة ثالثة عملت على الجبهة السورية وعمل آخر في مهمات مختلفة توزعت ما بين "الأردن وفلسطين"، وتم تكليف عدد من الرفاق لجمع الصحف العبرية التي تصدر في الكيان الصهيوني وكان يتم إرسالها يومياً الى الوطن الأم "سورية".

ولد المناضل "شكيب أبو جبل" عام 1925 في قرية "الرامة" في "فلسطين" المحتلة وأصله من بلدة "مجدل شمس" التي انتقل إليها مع والده بعد سنتين من ولادته، التحق بمدارس البلدة وكان متفوقاً في مادتي الرسم والجغرافيا.

رسم في السجن لوحات ورسومات كثيرة وصلت إلى درجة عالية من الإتقان وأكثر من رسم المزهريات، كان يقدم لكل سجين يفرج عنه صورة لمزهرية وفي سجن "جنين" رسم حوالي 250 لوحة أرسل معظمها إلى الأهل والأصدقاء في بلدة "مجدل شمس" ما زالت معلقة في البيوت.

اعتقال "أبو جبل"

في ليلة 27- 28 كانون الثاني عام 1973 توجه المناضل "عزت أبوجبل" حاملاً بريداً ومعلومات عن قوات الاحتلال الإسرائيلي وانطلق من بيته برفقة ابن عمه "هايل حسين أبو جبل" في الساعة التاسعة مساءً وكانت الأمطار تهطل بغزارة وتوجه إلى "سورية" وعلى مقربة من "نهر المغيسل" شرق "مجدل شمس" اصطدم مع كمين إسرائيلي فاستشهد واعتقل ابن عمه "هايل"، بعد ست ساعات من استشهاد "عزت" داهمت مجموعة كبيرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي بيت المناضل "شكيب أبو جبل" وقامت بعمليات التفتيش الدقيق وتم اعتقال 64 مواطناً من قرى "الجولان" المحتل منهم أبناء شقيقه "حسين أبو جبل- هايل أبو جبل- عارف أبو جبل- عادل أبو جبل- فوزي أبو جبل"، كما اعتقل أولاد عمه السبعة وشقيق زوجته إضافة إلى ابنه "يوسف".

وقد تمكنت ابنته الدكتورة "كاميليا أبو جبل" من الهرب من الاعتقال وتوجهت إلى "سورية".

في التحقيق تعرض المناضل "الجبل" إلى جبل من التحقيقات ومورست عليه جميع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي في محاولة فاشلة لكسر إرادته ولكن دون جدوى، استمرت مدة التحقيق مع "أبو جبل" بعد اعتقاله ثلاثة أشهر وأربعة عشر يوماً كان يستمر التحقيق فيها بمعدل 15- 18 ساعة يومياً وتعاقب على استجوابه 60 محققاً من كبار ضباط المخابرات الإسرائيلية "الموساد" وتنقل في أثناء اعتقاله إلى معظم السجون الإسرائيلية.

تم إطلاق سراحه والإفراج عنه في 28/6/1984 على إثر عملية تبادل للأسرى بين "سورية" و"الكيان الصهيوني" وانتخب عضواً لمجلس الشعب عن محافظة القنيطرة لمدة (12)عاماً.

قلده القائد الخالد وسام الجمهورية من الدرجة الرفيعة تقديراً لأعماله البطولية والنضالية.

أقام معرضاً للوحاته الفنية في المركز الثقافي العربي في دمشق حضره العماد أول "مصطفى طلاس" ومنح "أبو جبل" بطاقة عضو عامل من نقابة الفنانين.

من أشهر لوحاته: "الأمومة– الفتاة– النسر– البراءة– الطبيعة في الجولان– الشمعدان".

له كتب عديدة منها: "مذكرات أسير عربي في سجون الاحتلال– اثنا عشر عاما في سجون الاحتلال الصهيوني– تضحية– معاناة".

واليوم يعيش المناضل "شكيب أبو جبل" في بيته الكائن في بلدة "جرمانا" وكله أمل ويقين بعودة "الجولان" إلى الأم "سورية" بقيادة السيد الرئيس "بشار الأسد".

وفي الختام إذا كتب لك أن تعرف المناضل "شكيب أبو جبل" فلا بد لك أن تعرف جبلاً من الرجولة والبطولة.

(15/7/2008).