يعتمد أهالي وسكان محافظة "القنيطرة" على تربية الحيوانات وبشكل خاص على تربية الأبقار والأغنام مستخدمين الطريقة السرحية في التربية مستفيدين من الظروف المناخية والجغرافية للمحافظة.

المساحات الواسعة للمراعي وكميات الهطول المطري العالية والمقدرة بأكثر من /750/ ملم سنوياً وضعف المساحة المزرعة بالأشجار المثمرة؛ كلها عوامل ساعدت المربين في محافظة القنيطرة على إطلاق قطعانهم في تلك المراعي وفق ما يسمى الطريقة السرحية، موقع eQunaytra التقى المزارع "علي المحمود" أحد مربي الأبقار والأغنام في محافظة "القنيطرة" والذي قال: «إنني أمتلك عشرة رؤوس من البقر و/ 22/ رأساً من الغنم حالياً حيث أقوم بجمع الحليب يومياً وبيعه وأحياناً أقوم بعملية الاتجار ببعض الأغنام ببيعها لأحد اللحامين ثم بعد فترة أقوم بشراء غيرها.

إن محافظة "القنيطرة" منذ القدم كانت تعتمد على تربية الحيوانات كأساس لقمة عيشها مستفيدة من لحمها وحليبها وصوفها ومستخدمة إياها بالأعمال الزراعية الأخرى كالفلاحة والنقل

وبالنسبة لتربية ما أمتلك في أبقار وأغنام فإنني استفيد من طبيعة محافظتي الغنية بالأمطار والمراعي الشاسعة كما أقوم باتباع طرق التربية والتغذية المناسبة وضمن برامج غذائية تزودني بها مديرية الصحة الحيوانية في المحافظة التي تحاول دائما متابعة الحالة الصحية لمجموع ما أمتلك من قطيع وتقوم بتدريبي على بعض الأمور العلاجية وإعطائي النصائح المفيدة لزيادة عملية الإنتاج من الحليب».

المهندس "مهدي قوشحة"

المهندس "مهدي قوشحة" رئيس دائرة الإنتاج الحيواني في مديرية زراعة القنيطرة تحدث بتاريخ 2/1/2012م عن واقع الثروة الحيوانية بقوله: «إن محافظة "القنيطرة" منذ القدم كانت تعتمد على تربية الحيوانات كأساس لقمة عيشها مستفيدة من لحمها وحليبها وصوفها ومستخدمة إياها بالأعمال الزراعية الأخرى كالفلاحة والنقل».

وعن الأسس التي تعتمد عليها الثروة الحيوانية يقول: «تعتبر عملية تربية الأبقار الأساس في عملية تطوير الثروة الحيوانية في المحافظة لتوفيرها كميات كبيرة من اللحم والحليب ومشتقاته على مدار العام، ويوجد في المحافظة قطيع من الأبقار لا بأس به ومعظمها من الأبقار الجولانية، بالإضافة إلى العروق الأجنبية والعرق الشامي».

الأبقار الجولانية في القنيطرة

وأما عن المواصفات التي تتميز بها الأبقار الجولانية فتحدث المهندس "مهدي": «الأبقار الجولانية تتألف من السلالات المحلية وهي العرق الجولاني الذي نشأ بالمنطقة منذ أزمنة بعيدة وازدهرت تربيته في العهد الروماني، حيث تتصف الأبقار الجولانية باللون أبيض أو أسود أو خليط بينهما ومتوسط الوزن للبقرة البالغة بين /300- 400/ كغ وللثور/450 – 550/ كغ وهي بطيئة النمو ومتأخرة في نضجها الجنسي، كما أنها تمتلك قدرة كبيرة على تحمل الظروف الجوية القاسية حيث يمكنها البقاء بالمراعي صيفاً وشتاءً فهي مقاومة للأمراض وتتمتع بأظلاف قاسية تساعدها على الرعي في المناطق الوعرة، وبالنسبة لطريقة التربية فإن الطريقة المتبعة في محافظة "القنيطرة" هي الطريقة السرحية لتواجد المراعي الطبيعية ولا بد من الإشارة إلى أن التربية مفتوحة في القطاع الجنوبي نظراً لارتفاع الحرارة وتوافر المراعي، والتربية مغلقة في القطاع الشمالي ولا يقدم العلف المركز إلا في فصل الشتاء وأحياناً بمواسم الجفاف.

أما بالنسبة لتربية الأغنام في محافظة "القنيطرة" فهي قديمة وتتركز في القطاع الجنوبي من المحافظة حيث تتوافر المراعي الطبيعية، كما أن الأغنام لدينا يؤمن غذاؤها من المراعي بنسبة 88% باستثناء فترات الشتاء القارس ويساعدها في ذلك المراعي الجيدة المتوافرة في المحافظة وبالنسبة لطريقة تربية الأغنام فهي لا تختلف كثيراً عن طريقة التربية للأبقار وهي الطريقة الطليقة- السرحية.

إحدى المداجن بالقنيطرة

وتعتبر الدواجن في محافظة القنيطرة من أهم مصادر تأمين البروتين الحيواني عن طريق اللحم والبيض، من هنا تجدر الحاجة الملحة لزيادة إنتاج الدواجن باعتبارها أحد أهم مصادر البروتين الحيواني ذي المردود السريع وإن أغلب أعداد الدواجن موجودة في / 189/ مدجنة اثنتان منها لإنتاج البيض والباقي لإنتاج الفروج، كما أن كافة المداجن في المحافظة (عام– خاص) تعتمد التربية نصف المعلفة مع الاختلاف في استخدام بعض الطرق في بيئة عملية التربية وتقديم الغذاء ما عدا مدجنة نبع الفوار فالتربية مغلقة، وبالنسبة لإنتاج البيض في المحافظة فإنه يتم حالياً رفع المستوى الإنتاجي بما يتناسب مع حاجة المحافظة ويتم ذلك بوضع مجموعة من الخطط الإنتاجية المتعلقة بتحسين الأنواع وزيادة عدد المداجن.

وتعتبر الأسماك واحدة من أهم مصادر البروتين الحيواني وتزداد أهميته بدرجة كبيرة لرغبة المستهلكين في الوقت الحالي باللحوم ذات نسبة الدهن المنخفضة وهذا ما تحققه لحوم الأسماك باعتبارها من اللحوم البيضاء والحاوية على نسبة قليلة من الدهن ومما لاشك فيه أن تربية الأسماك تعتبر اقتصادية إذا ما توافرت المصادر المائية وفي محافظة "القنيطرة" تتوافر مثل تلك المصادر كسد "غدير البستان" وسد "الهجة" وسد "بريقة" وسد "رويحينة" وجميعها مصدر جيد لإنتاج الأسماك.

المهندس "غياث سطاس" رئيس دائرة الإحصاء حدثنا عن آخر إحصائيات الثروة الحيوانية في محافظة "القنيطرة" بالقول: «حسب إحصائيات عام 2011م بلغت أعداد الأبقار / 21032/ رأساً وبلغ إنتاج الحليب من الأبقار /23611/ طناً ومن اللحم /975/ طناً، وعدد الأغنام /111073/ رأساً وإنتاجها من الحليب /4332/ طناً ومن اللحم /952/ طناً، وبالنسبة للماعز / 12173/ رأساً والإنتاج من الحليب / 962/ طناً ومن اللحم/ 41/ طناً، ولا بد من الإشارة إلى أن إنتاج المحافظة من الحليب / 28905/ أطنان ومن اللحم / 1968/ طناً».

وأضاف: «يتواجد على أرض المحافظة / 189/ مدجنة فروج و/4/ مداجن لبيض المائدة وتم إنتاج /1607/ ملايين بيضة وإنتاج / 2720/ طناً من لحم الدواجن، بالإضافة الى ذلك فإن التلقيحات الاصطناعية للأبقار بلغت / 10836/ تلقيحاً لعام 2011م، وتتضمن خطة عمل الصحة الحيوانية تنفيذ حملات اللقاح للآفات والأمراض والمعالجات السريرية والطفيلية الجماعية».