نال الحكم الدولي "فراس طويل" الشارة الدولية بالتحكيم لكرة القدم وعمره لا يتجاوز 28 سنة، ليبدأ مشواره نحو العالمية بإرادة جعلته أكثر تصميماً لتحقيق طموحه وهو وجوده في كأس العالم مونديال 2022.

مدونة وطن "eSyria" التقت "فراس خالد طويل" بتاريخ 2 تموز 2015 ليحدثنا عن مسيرته في التحكيم قائلاً: «بدأت مشواري الرياضي وعمري 7 سنوات عندما انتسبت إلى نادي "حطين" بفرق قواعد كرة القدم، وتدرجت بمختلف الفئات في مركز قلب دفاع، ثم انتقلت إلى لعبة الكرة الطائرة بالنادي قبل الانتقال إلى نادي "الجيش" واللعب له ثلاث سنوات بحكم سكني في "دمشق"، وأحرزت معه بطولة "سورية" لفئة الشباب، وعند عودتي إلى "اللاذقية" رجعت إلى لعبتي الأم كرة القدم وشاركت مع شباب "حطين" موسم 2001-2002 وأحرزت معه المركز الثالث على مستوى "سورية"، وترفعت بعدها إلى فئة الرجال وانتقلت إلى نادي "جبلة" ولعبت له موسماً واحداً قبل أن أتجه إلى التحكيم، رغبة مني في البقاء بأجواء اللعبة بعد ابتعادي عنها كلاعب لظروف صحية إثر إصابة ألمّت بي وشفيت منها لاحقاً، إضافة إلى انشغالي في الدراسة».

أجريت مشاهدتين سابقتين؛ الأولى تمت بنجاح، ولم أكن موفقاً باللغة الإنجليزية في الثانية، وحالياً أنتظر وزميلي "حنا حطاب" دعوة الاتحاد الآسيوي إلى ماليزيا لمشاهدة جديدة، ودخولي هذا سيكون جواز سفري لدخول العالمية والمثابرة لأكون أحد الحكام في مونديال 2022

وتابع: «انتسبت إلى أسرة التحكيم موسم 2002 و2003، بدأت مشواري حكم درجة ثالثة، وفي عام 2006 ترفعت إلى حكم درجة ثانية، وعام 2008 حصلت على شهادة حكم درجة أولى، وبعد ثلاث سنوات أي عام 2011 نلت الشارة الدولية في التحكيم، وأتذكر أن أول مباراة قمت بإدارتها كحكم درجة ثانية كانت بين فريقي "العربي" و"حرستا"، أما أول مباراة لي في دوري المحترفين كحكم درجة أولى فكانت بين "الوحدة" و"الجزيرة"، ودولياً قمت بقيادة مباراة ودية جمعت منتخبي "سورية والكويت"، أما أول مباراة رسمية دولية لي فكانت بين "العراق" و"البحرين" في كأس العرب للشباب في "المغرب" عام 2011، وفيها قمت بتحكيم ثلاث مباريات؛ منها المباراة النهائية للبطولة وجمعت "السعودية والمغرب"».

الحكم "فراس طويل" يقود مباراة دولية

وحول نجاحه وتأثير منصب والده الرياضي به قال: «من الطبيعي أن يجد كل شخص اهتماماً ودعماً معنوياً من أسرته خاصة والده، لكن نجاحي في مجال التحكيم جاء نتيجة تعبي وإصراري ومحبتي لأكون حكماً ناجحاً بكل المقاييس، ولا علاقة لمكانة ومنصب والدي بما وصلت إليه، والدليل هو نجاحي في المحافل الدولية؛ حيث نجحت في أول اختبار لي على مستوى بطولة العرب للشباب، وقام يومها الحكم الدولي المصري المونديالي "جمال غندور" بتكليفي بقيادة ثلاث مباريات بالبطولة المذكورة، وتكليفه لي ثناء وتقدير أعتز وأتشرف به».

وعن صفات الحكم الناجح قال: «لا بد للحكم الناجح أن يتصف بالنزاهة والعدل بالمقام الأول، إضافة إلى عدة صفات؛ منها قوة الشخصية وسرعة البديهة، وأن يكون كالسهل الممتنع، وألا يكون قاسياً فيُكسر ولا ليناً فيُعصر، ولا ننسى صفة جسدية مهمة وهي لياقة بدنية متميزة وعالية، وهذه صفات تساهم بنجاح الحكم إلى جانب قراءته المستمرة لقانون اللعبة وتواضعه وعدم غروره، ودخوله لقيادة مباراة أشبال بنفس الروح التي يقود بها مباراة فرق الرجال، ويفشل الحكم عندما يتخلى عن أي من الصفات المذكورة أو أن ينقطع عن التدريب ويتقاعس بالحفاظ على لياقته البدنية، وقراءة كل ما هو جديد في عالم اللعبة، وعندما يتكبر على أي مباراة صغيرة كانت أو كبيرة، وعندما يقول إنه يعرف كل شيء».

ويرى حكمنا الدولي الشاب أن حكم كرة القدم السوري هو الأميز على مستوى المنطقة، ويقول: «نادراً ما نجد حكماً سورياً يقل تحصيله العلمي عن الشهادة الجامعية أو الثانوية على أقل تقدير، على الرغم من الظروف الصعبة والقاسية التي تحيط به في مجال عملنا كحكام؛ حيث نواجه عدة مصاعب منها الافتقار إلى الإمكانيات المادية التي تنعكس سلباً على تجهيزات اللعبة وأساسياتها، وبعض الحكام غير قادرين على اقتناء الصافرات وحمل البطاقات الملونة، ولا ننسى أماكن التدريب الخاصة بنا ووسائل التغذية المناسبة وضرورة الحصول على مكملات غذائية، ومع هذا تفوق حكمنا على ذاته والظروف المحيطة به وبصم بقوة معلناً نجاحه مقارنة بحكام من دول مجاورة».

وأكد "فراس" أن طموحه دخول نخبة حكام "آسيا" كحكم ساحة، وتابع: «أجريت مشاهدتين سابقتين؛ الأولى تمت بنجاح، ولم أكن موفقاً باللغة الإنجليزية في الثانية، وحالياً أنتظر وزميلي "حنا حطاب" دعوة الاتحاد الآسيوي إلى ماليزيا لمشاهدة جديدة، ودخولي هذا سيكون جواز سفري لدخول العالمية والمثابرة لأكون أحد الحكام في مونديال 2022».

وأشار إلى المصاعب التي تواجهه بالقول: «واجهت خلال مشواري التحكيمي بعض المصاعب؛ ومنها افتقادي إلى التمرين الجماعي؛ حيث كنت في فترة سابقة أتدرب بمفردي؛ وهذا سلبي في عالم التدريب لأنه يفقد المتدرب المنافسة ويُدخل الملل والتراخي، وتجاوزت هذه المشكلة بزيادة الجرعات التدريبية والجري كثيراً، وحالياً وبعد انتسابي إلى مجموعة أسرة التحكيم في المحافظة بات التدريب جماعياً».

حكمنا الدولي السابق "محسن بسمة" قال: «أرى "فراس طويل" خامة تحكيمية وطنية واعدة بكل اقتدار، يمتاز بالمثابرة والاجتهاد بالتدريبات والتفتيش عن أفضل الطرائق للارتقاء بمستواه التحكيمي، عمره الصغير يجعله مشروع حكم وطني والمجال مفتوح أمامه، وأتوقع وصوله إلى أرقى المحافل الدولية، أنصحه بالمثابرة كما أعرفه والمحافظة على لياقته البدنية، والاهتمام أكثر باللغة الإنجليزية».