ما زالت صورة مباراة وداعها عالقة في أذهان جمهور كرة السلة في "اللاذقية"؛ المدينة التي لعبت لأنديتها سنوات عديدة ودرّبت قواعدها قبل أن تغادرها إلى الإمارات العربية المتحدة وتبدأ رحلتها التدريبية هناك.

"خلود عابدين" الاسم اللامع في سلة "اللاذقية" سابقاً؛ تحكي لمدونة وطن "eSyria" عن حياتها في المغترب وما الذي حققته خلال قرابة عامين من الزمن، تقول "عابدين" في 14 شباط 2015: «أتولى حالياً مهمة تدريب منتخب سيدات الجامعة الأميركية في "الشارقة"، وأعمل على تحقيق نتائج جيدة مع اللاعبات، حيث نتدرب خمسة أيام في الأسبوع، وشاركنا في العام الماضي بعدة بطولات كان أولها بطولة الجامعات في إسبانيا وحققنا المركز الرابع، كما نلنا المركز الأول في بطولة الجامعات الخاصة في الإمارات، وحالياً أعمل على التحضير لعدة بطولات محلية ودولية "Skyline،HESF" وخارجياً بطولة الجامعات في "المغرب"».

البداية كانت مع سيدات "الشارقة"، حيث درّبت الفئات العمرية بين 6 و12 سنة، وكذلك دربت اللاعبات الرديفات للفريق الأول، وكان جزء من مهمتي تجهيز اللاعبات ليكن قادرات على الانضمام إلى الفريق الأول

تنظر "عابدين" بإيجابية كبيرة إلى المنتخبات الجامعية، وترى أنها ذات فائدة كبيرة وتخرّج لاعبات على مستوى عالٍ، تقول: «يلعب الكثيرون في الأندية الجامعية وبإمكانهم اللعب في الأندية المحلية، وخلال تجربتي هنا أستطيع إثبات ذلك عبر فوزنا في معظم المباريات التحضيرية التي واجهنا فيها فرقاً محلية إماراتية أثناء التحضير لبطولة إسبانيا».

من مباراة وداعها للملاعب السورية

تجربة "عابدين" مع منتخب سيدات الجامعة الأميركية ليست الأولى لها خارج "سورية"؛ فقد سبقتها تجارب أخرى حدثتنا عنها بالقول: «البداية كانت مع سيدات "الشارقة"، حيث درّبت الفئات العمرية بين 6 و12 سنة، وكذلك دربت اللاعبات الرديفات للفريق الأول، وكان جزء من مهمتي تجهيز اللاعبات ليكن قادرات على الانضمام إلى الفريق الأول».

المدربة الشابة لا ترى مانعاً في أن تدرّب الأنثى فريقاً للرجال، وتقول رداً على سؤالنا حول هذا الموضوع: «في منطقتنا وبفعل العادات والتقاليد لا يُسمح للمرأة أن تدرب فريقاً للرجال، ولكن هذا لا يعني أن المرأة غير قادرة على ذلك، على العكس تماماً فهي قادرة وستنجح، علماً أن المرأة تكون أكثر تفاهماً مع اللاعبات الإناث والتعامل معهن يكون مريحاً أكثر».

خلود اللاعبة

"عابدين" ترى أن الظروف التي يعمل بها المدربون في "سورية" هي ما جعلتهم يتفوقون في الخارج، وتوضح فكرتها بالقول: «خلال فترة عمل المدرب في "سورية" يجتهد كثيراً على نفسه وعلى اللعبة، ويعمل في ظروف صعبة جداً، من قلة الصالات إلى سوء التجهيزات وما إلى ذلك من عوامل مساعدة للاعب والمدرب في آن معاً، لذلك فإنه عندما يذهب للعمل في الخارج وتقدم له كل وسائل الراحة والنجاح يبدع ويقدم أداءً لافتاً نتيجة خبرته في الداخل».

لاعبة نادي "حطين" سابقاً تشير إلى الواقع غير الصحي لكرة السلة في "سورية"، وتضيف متحدثة عن عوامل تطوير السلة: «من أهم عوامل تطوير الرياضة الاهتمام بالرياضة المدرسية، وهذا ما نفتقر إليه في "سورية"، وسبب ذلك المدرسون غير المؤهلين لممارسة الرياضة، وعدم صلاحية المدارس من حيث الأرض والتجهيزات من جهة ثانية».

خلود المدربة بين لاعباتها

اهتمت "عابدين" بتطوير خبراتها أكاديمياً بحسب ما ترى الكابتن "يارا ألتون"، حيث تقول: «حضرنا معاً دورة تدريبية في "دبي" العام الماضي، ونجحت "عابدين" في ترجمة الدراسة النظرية إلى تجربة عملية في وقت قياسي، إذ إنها تعد حديثة العهد في "دبي" لكنها استطاعت خلال مدة قياسية أن تنطلق في عالم التدريب وتثبت حضورها رغم أن تجربتها التدريبية في "سورية" لم تكتمل، وهذا دليل على الجهود التي بذلتها وتبذلها، أسجل لها قدرتها على توظيف إمكانياتها في الاتجاه الصحيح، وعلاقتها الروحية بالرياضة، كما أنها جزء من عائلة رياضية متكاملة؛ وهذا كان له أثر كبير في حياتها».

تتمتع "عابدين" بسيرة عطرة في الأوساط الرياضية السورية، وخصوصاً في مسقط رأسها "اللاذقية"، وتؤكد ذلك الكابتن "هنادي علوش" بقولها: «مسيرتها الرياضية كانت حافلة وغنية بالمواقف الإيجابية، لعبت في منتخب "سورية" وفي ناديي "حطين وتشرين"، وكان لها اسمها في الأوساط "السلَّوية"، حيث سجلت حضورها كلاعبة من الطراز الأول، ولم تسمح للزمن أن يؤثر فيها وحافظت على عطائها لفترة طويلة، وعرفت بسرعة اختراقها وتميزت بمركزها صانع الألعاب».

يذكر أن "عابدين" بدأت الرياضة مع نادي "حطين" كلاعبة في فئة الناشئات وتدرجت بكل فئاته، ودعيت إلى المنتخب السوري في العام 1990 وحتى 1994، وبدأت التدريب في نادي "حطين" لعدة فئات منها (الشبلات، والناشئات، والسيدات)، ولعبت في نادي "تشرين" موسمين عام 2009م.