نظرا لدور الثقافة الهام في حياتنا ولما لها من أثر ايجابي فعال في مواكبة الأحداث والتطورات في شتى المجالات استطاعت قرية "الدالية" التابعة لمدينة "جبلة" والتي ترتفع حوالي (800- 1150) كم عن سطح البحر أن تحتضن مركز ثقافي عربي ليغدو صرحاً ثقافياً هاماً يميز المنطقة بشكل أو بآخر.

موقع eLatakia زار المركز الثقافي العربي في "الدالية" والتقى مدير المركز "قيس صالح" حيث قدم لنا شرحا موجزا عن تاريخ تأسيس المركز وقال: «قامت الجمعية الخيرية بالدالية على تقديم بناء المركز ووضعته تحت تصرف مديرية الثقافة بJ"اللاذقية" التي بدورها عملت على تأسيس مركز ثقافي عربي في "الدالية" منذ عام (2006م)، وهناك خطة مستقبلية لبناء مركز جديد بقيمة تقديرية تصل لحوالي (50 مليون ليرة) وقد يبدأ العمل بتنفيذ الخطة في بداية عام (2010م) بعد أن تم تعيين الأرض التي سيقام عليها المركز الجديد والتي هي حاليا تحت تصرف وزارة الثقافة».

قامت الجمعية الخيرية بالدالية على تقديم بناء المركز ووضعته تحت تصرف مديرية الثقافة بJ"اللاذقية" التي بدورها عملت على تأسيس مركز ثقافي عربي في "الدالية" منذ عام (2006م)، وهناك خطة مستقبلية لبناء مركز جديد بقيمة تقديرية تصل لحوالي (50 مليون ليرة) وقد يبدأ العمل بتنفيذ الخطة في بداية عام (2010م) بعد أن تم تعيين الأرض التي سيقام عليها المركز الجديد والتي هي حاليا تحت تصرف وزارة الثقافة

قدم لنا "قيس صالح" شرحا مفصلا عن وصف مبنى المركز والنشاطات التي تقام فيه حيث قال: «المبنى مكون من طابق واحد يضم قاعة للمحاضرات تتسع لحوالي (125) شخص كما أنه يضم قاعة للمكتبة تضم كتبا متنوعة بالإضافة إلى غرفتين إداريتين وغرفة لرئيس المركز، وتضم قاعة المحاضرات العديد من النشاطات التي تقام فيها كالمعارض التشكيلية والتصوير الضوئي بالإضافة إلى معارض كتب ومسرحيات وأمسيات أدبية ومحاضرات سياسية وثقافية واجتماعية متنوعة، ويقيم المركز معدل أربعة أنشطة شهريا ونعمل من خلال المحاضرات التي نقيمها إلى التركيز على المجال السياسي والاجتماعي والندوات الطبية التي تلقى إقبالا كبيرا من قبل الجمهور وخصوصا محاضرات التوعية من مرض "انفلونزا الخنزير" التي تقدم شرح مفصل عن أسباب العدوى وطرق الوقاية وذلك من خلال استقدام محاضرين في مجال الطب والصحة، ولكن لاحظنا من خلال برنامج الخطة الشهرية الدورية للمركز أن الأمسيات الشعرية تلقى نسبة إقبال كبيرة مقارنة مع المحاضرات الأخرى».

السيد قيس صالح رئيس المركز

نسبة المحاضرين الذين يستضيفهم ثقافي "الدالية" لاتقل عن النسبة الذي يستضيفهم أي ثقافي آخر في الساحل السوري وعن هذا الجانب أخبرنا "قيس": «بحكم موقع ثقافي "الدالية" في قرية جبلية وبعيدة عن مركز المدينة إلا أننا نسعى جاهدين وبشكل دائم على استضافة محاضرين مهمين في مجالات متنوعة ليكون للمتلقي على اطلاع كامل على الحالة الثقافية الراهنة وأهم المحاضرين الذين يرتادون المركز رئيس الجمعية الكونية السورية الدكتور "فايز فوق العادة" وعضو مجلس الشعب "عبد الرزاق الدرجي" وابن قرية "الدالية" الكاتب والصحفي "حسن .م. يوسف" والطبيب الاختصاصي بأشعة الليزر"يعرب نبهان" ورئيس الاتحاد العالمي للمؤلفين باللغة العربية الدكتور "أسعد علي" وعلى الرغم من الإمكانيات المادية القليلة للمركز حاليا إلا أننا سنركز في خططنا القادمة على استقدام الدكتور "أحمد حسون" و"ميشيل سماحة" و"ابراهيم الدراجي" وسواهم ».

وعن الهوية الثقافية للمنطقة والمعالم الأثرية والسياحية التي تشتهر بها "الدالية" أخبرنا مدير المركز بالقول: «هناك نسبة لابأس بها من المثقفين في المنطقة وتتميز "الدالية" بأنها خرّجت الكاتب والصحفي "حسن.م.يوسف" الذي هو ربما المثقف الذي استطاع أن يسجّل اسم "الدالية" في مدوناته الثقافية أما باقي سكان القرية فاتجاههم كان نحو الوظائف الحكومية كالأطباء والمهندسين الذي هم أيضا نسبة قليلة في القرية، ويعود ذلك إلى الموقع الجغرافي الذي يجعل "الدالية" بعيدة عن التواصل الثقافي إلا في حال قرر أي شخص الانتقال من القرية للسكن في المدينة.

خضر علي امين المكتبة

ومن هنا جاء ثقافي "الدالية" لإيصال أكبر قدر ممكن من الثقافة إلى السكان المحليين، على الرغم من أن "الدالية" تتمتع بمقومات سياحية وأثرية تمكنها من أن تكون مدينة في المستقبل كالبيوت المحفورة بالصخر في منطقة "جوفين" والتي يطلق عليها "النواغيص" والذي يعود تاريخها إلى الحضارة الفينيقية حيث كانت تُستَخدم كقبور ومدافن وفي زمن الاحتلال الفرنسي للبلاد استخدمها الثوار لمحاربة الفرنسيين، بالإضافة إلى وجود ساحة الشيخ "عبد الله" والذي يعتبر الجد الأول لأبناء "الدالية" والتي مضى على وجودها حوالي (400) عام وهي معروفة ومشهورة وتعتبر هذه الساحة مركز تجمع لأهل القرية والوافدين من خارجها في عيد الجلاء (17 نيسان) من كل عام وهو العيد الذي يطلق عليه أهل الساحل السوري عيد "الرابع" وجاءت هذه التسمية لأن تاريخ (17 نيسان) على التقويم الغربي يقابله تاريخ (4 نيسان) على التقويم الشرقي حيث تقام احتفالات الفرحة والبهجة لجلاء الفرنسيين عن البلاد ».

وللاطلاع على الشرائح العمرية التي ترتاد مكتبة ثقافي "الدالية" التقينا أمين المكتبة "خضر علي" وأخبرنا بالقول: «تضم المكتبة حوالي (200) عنوان أغلبها كتب هامة تحمل طابع تناسب أفكار أهل المنطقة أمثال "معجم البلدان" و"تاريخ الطبري" و" الأغاني" وهناك تسعة عشر جزءا من الموسوعة العربية وغير ذلك من الكتب، ولكن تتركز نسبة الإقبال على الكتب على شرائح شبابية وبالأخص طلاب المدارس والجامعات، فمكتبة المركز تختصر على الطلاب عناء التوجه إلى مدينة "جبلة" للبحث عن أي مرجع لهم هناك، وطريقة إعارة أي كتاب مجانية وتعتمد على إبراز الهوية فقط ومن ثم تسجيل اسم المستعير في جدول الإعارة ونسلمه وصل خاص بالإعارة، أما مصادر الكتب التي تدخل المكتبة فهي من اتحاد كتاب العرب ووزارة الثقافة وأحيانا تُقدّم هدية من بعض الشعراء والكتاب».