لم يتركوا الورقة البيضاء والطين النائم بلا عنوان، رسموا وصنعوا من الطين جمادات تشعر لوهلة أنها تشبه بعيونها عناوين القصائد حين تلقى، وراحت رسوماتهم تحكي سنوات الجهد الطويلة وتكرسها على سطور الورقة البيضاء بألوان كالأمواج تعني الحياة... تعني الطفولة... تعني الأمل بالمستقبل.

elatakia حلت ضيفاً على مركز الفنون التشكيلية تجولت عدستها في القاعات التدريسية للمركز، والتقت مديرته الأستاذة إلهام نعسان أغا التي شرحت كيفية التقدم لهذا المركز قائلةً: مع بداية العام الجديد تبدأ دورات المركز في أقسامه الثلاث الرسم والتصوير والنحت، بالإضافة إلى الإعلان وتستمر الدورة مدة عامين ويتم القبول عن طريق مرور المنتسب بامتحانات قبول أولية حيث يجب أن يحقق نسبة نجاح معينة كي يقبل في المركز. ويقوم على التدريس كادر كبير من الأساتذة الكبار والذين رافقوا المركز منذ بداياته في الستينات أي كانوا طلاب تخرجوا منه وأصبحوا الآن أساتذة هنا بالمركز.

وأوضحت الأستاذة نعسان آغا أن المركز يقيم سنوياً معرضاً خاصاً بطلابه ليكون عربون شكر ونتيجة عمل استمر سنتين، يرى الطلاب من خلاله ما صنعت أيديهم المبدعة.

السيدة إلهام نعسان أغا مديرة المركز

وفي قاعة الرسم والتصوير وبين المراسم والألوان التقت elatakia الأستاذ أمير حمدان مدرس الرسم في المركز وعبر قائلاً: كنا طلاباً نرسم ونفرح حين ننتهي ولنا مناخنا الخاص وما زلنا وسنبقى طلاباً ننهل من الصغير والكبير لأن الفن مهما كبر ومهما صغر يبقى الإخلاص فيه عنواناً للنجاح، والطلاب البالغ عددهم (118) الذين أتوا وقبلوا هنا أتوا من كل طبقات المجتمع الفقيرة والغنية والمثقفة والغير مثقفة، وأتوا فقط لأن لديهم الوازع الذي يتغلغل بين أحشائهم ليصور الحياة من خلال لوحة بيضاء أو من خلال الطين الأسمر.

أما أستاذ النحت عبد الباسط زابون فرأى أن الذي أبدع في جعل الطين شغله الشاغل وراح يغوص بعواطفه بين ثناياه ويشكل من اللاشيء شيء وأكثر هو إنسان مبدع بكل معنى الكلمة.

وقال أيضاً : "حين ينجح النحات في تصوير الواقع في جماد لا يتكلم يقف بين زوايا بيته يشعره حدسه بين الحين والآخر أنه أنجز شيئاً صنع وأبدع شكل ما.

وفي النهاية يجب أن يكون هذا الإنسان متفهم ومتخيل كل الأبعاد وفراغاتها.

أما (لمى مرشحة) ومن خلال الرصد لما ترسم تشعر الناظر إلى لوحاتها بأنها مبدعة وخصوصاً حينما تمسك قلم الرصاص وتجعله ينحني ليخط الحقيقة الصادقة على ورق أبيض ناصع، ولمى جاءت إلى هنا لكي تتعلم ولكي تفهم قواميس الرسم والتصوير وتضيف لرغبتها بالرسم إضافات الفن التي تجعلها مبدعة حسب قولها.

أما نوار أسعد ومن خلال حديثنا معه أكد "أن الإدارة قد وضعت كل ما تملك من أجل أن نتعلم وأنا من داخلي أحب الرسم وأتيت إلى هنا كي أتقنه وأحصل على شهادة المركز التي أفتخر بها".

ورجائنا في المركز من كل الحريصين على حماية بذور الإبداع من أن تقع أرضاً وتموت

أن يساهموا في دعم أعمال المركز بشراء اللوحات ومصنوعات الطلاب.