بعد أن كان لها صولات وجولات على مستوى الجمهورية؛ ها هي لعبة الجمباز في "اللاذقية" تئن وتصرخ ولا من مجيب، وبعد أن كانت تنافس على الألقاب والبطولة نراها اليوم تلملم جراحها نتيجة لشح الإمكانيات وغياب الدعم الذي تلقاه اللعبة في محافظات أخرى.

موقع eLatakia زار صالة لعبة الجمباز التي تقع تحت مدرجات ملعب الباسل والتقينا اللاعب "كرم إسماعيل" الحائز على ثالث الجمهورية عام "2003" والمدرب حالياً للحديث عن واقع اللعبة ليقول: «توقفت عن ممارسة اللعبة وأنا في العشرين من عمري لافتقاد الصالة لعوامل الأمان وعدم وجود متابعة صحية بالإضافة لعدم توفير مكافآت ورواتب للاعبين والمدربين، وإن أردنا التواجد عربياً وآسيوياً لا بد من الاستعانة بالخبرات الأجنبية المتميزة لتطوير اللعبة، خاصة أن غالبية لاعبي الجمباز يمارسون اللعبة من الصغر وهي الفترة الأفضل علمياً لاكتساب خبرة اللعبة».

تصوروا أننا نقوم بحمل اللاعبين للصعود إلى الأجهزة بينما في باقي المحافظات نجد توفر كل الأجهزة لخدمة اللعبة

الكابتن "محمد ودح" رئيس اللجنة الفنية للعبة والأب الروحي لجمباز "اللاذقية" حيث قال: «يعود تاريخ اللعبة في المحافظة إلى ستينيات القرن الماضي واللاذقية قدمت أبطالاً ما زالت أسماؤهم باقية في ذاكرتنا ومنهم "حسن بلة" و"خالد صيني" و"محمد زهرة" وآخرون، وبالنسبة لمشواري كمدرب في اللعبة بدأ عام "1976" ومكان التدريب كان الصالة الرياضية وبقينا فيها لمدة سنتين قبل الانتقال إلى مدرسة "جول جمال"، وبعد خمس سنوات أُلغي المركز وانتقلنا إلى مدرسة "الشهداء" وبعد ثلاث سنوات تحول مركز تدريب الجمباز إلى مسرح وهكذا استمرت المعاناة، ومع حلول عام "1986" أخذنا المركز الحالي وكان بطول "30" متراً وعرض "10" أمتار، وبعد عام تم توسيع الصالة بمعدل عشرة أمتار طولاً وثمانية أمتار عرضاً، ومع ذلك فهي لا تصلح للعبة الجمباز هذا من الناحية الإنشائية للصالة، أما بالنسبة للأجهزة فالواقع مرير للغاية، صحيح لدينا أجهزة متنوعة وهي "المتوازي" و"حصان أبو حلق" و"طاولة القفز" و"الثابت" و"البساط الأرضي" لكنها جميعاً تعود لعام "1987" عند استضافتنا لبطولة المتوسط العاشرة وما قبل ذلك، فالأجهزة قديمة ومهترئة ومنتهية الصلاحية».

أرضية من البلاط تحيط بالجهاز.. أين الأمان؟

وتابع الكابتن "ودح" حديثه بالقول: «مما سبق نجد أن عناصر الأمن والسلامة في الأجهزة القديمة وحتى البساط الأرضي غير متوفرة، وهذا ما ساهم بدفع اللاعبين واللاعبات للابتعاد عن اللعبة مما أضعفها بتقلص أعداد متابعيها».

وعن الصعوبات التي تواجه اللعبة قال: «للأسف نفتقد لوجود "البساط الأرضي" الذي يؤمن السلامة للاعبين والبساط الحالي مهترئ، كما أن الصالة غير مناسبة لممارسة اللعبة ومثال ذلك أن جهاز طاولة القفز بحاجة لأن يجري اللاعب "25" متراً لكن الحركة والمسافة المتوفرة حالياً هي ثمانية أمتار، كما نجد صعوبة بتأمين مادة "الماليزا" التي تعطى لنا بالقطارة وكل محافظة تستهلك حوالي "30" كغ بالعام الواحد، وتصوروا أننا حرصنا على تقليل استخدام الكمية واستهلكنا كيساً واحداً "30" كغ ما بين عامي "2000" و"2009"، وما نعانيه عدم وجود ألبسة خاصة باللعبة، ومنذ عشر سنوات لم يتم تقديم لباس لمنتخبات المحافظة، ويقوم اللاعبون بشراء الألبسة على نفقتهم الخاصة، وبالنسبة للمدربين فالجميع يعمل دون مقابل في حين أقبض راتبي من التربية لكوني مدرساً، أما الاتحاد الرياضي فلا يقدم لي مقابلاً لعملي».

محمد ودح رئيس اللجنة الفنية لجمباز اللاذقية

وختم "ودح" بالقول: «تصوروا أننا نقوم بحمل اللاعبين للصعود إلى الأجهزة بينما في باقي المحافظات نجد توفر كل الأجهزة لخدمة اللعبة».

أما الكابتن "نبيل قسطنطين" أمين سر لجنة الجمباز فيقول: «واقع اللعبة في "اللاذقية" متردٍ للنقص الواضح في الأجهزة وعدم قانونية الصالة من حيث المساحة التي لا تؤمن الشروط الدولية، وعليه فإن وجود صالة نظامية يعتبر الخطوة الأولى لمعالجة تراجع اللعبة ثم تأمين الكادر الفني المؤهل لتخريج مواهب متميزة».

البساط الأرضي البالي.

كما التقينا الآنسة "نجود العدي" عضو اتحاد لعبة الجمباز مسؤولة "اللاذقية" و"طرطوس" والتي قالت: «أنا قريبة جداً من مشكلات اللعبة في "اللاذقية" لكوني قد مارستها كلاعبة ومدربة وإدارية، ومن خلال عملي بالاتحاد فإن أسرة اللعبة في تشكيلتها الجديدة ستعمل جاهدة لتغيير واقع اللعبة، وذلك للتراجع المُخيف في كافة المحافظات، حيث سيتم تقييم العمل لمعرفة الأسباب الحقيقية لهذا التراجع، وهل هي ناتجة عن نقص في التجهيزات أم لأسباب فنية تتعلق بالكوادر الفنية للعبة؟. وهنا يكون لابد من إقامة دورات تدريبية متخصصة لمدربي اللعبة في المحافظات وصقل خبراتهم باستقدام خبراء للعبة على مستوى عال».

من جهته قال الأستاذ "أحمد مشمش" رئيس اتحاد الجمباز منذ فترة قمنا بتأمين جهاز "الترامبولين" وأرسلناه إلى مركز اللاذقية ونحن بصدد توفير كافة المستلزمات وفق الإمكانيات المتوفرة لدينا، وللعلم فإننا قبل أيام قمنا بمخاطبة رئيس الاتحاد الرياضي وطلبنا من مدراء المدن الرياضية بدمشق موافاتنا بما هو متوفر لديهم من أجهزة غير مستخدمة، وبالفعل تلقينا إجابات مبشرة وسيتم استلام الأجهزة التي يمكننا الاستفادة منها، ثم تزويد المراكز التي تستحق الدعم المباشر والتي أحرزت المراكز الستة الأولى على مستوى الجمهورية، وسيكون لمحافظة "اللاذقية" جزء من الدعم، وبخصوص الصالة الحالية قرارها بيد فرع "اللاذقية" وفي حال تم تأمين صالة أفضل نحن مستعدون لتأمين كافة مستلزماتها».

الجدير ذكره أن صالة الجمباز باللاذقية تستقطب حوالي "90" لاعباً ولاعبة من مختلف الفئات العمرية "رجال وشباب وشابات وناشئين وناشئات والصغار".