صرّح الموسيقي السوري "تيم صالح" مؤخراً على حسابه الشّخصيّ على "فيس بوك"، بتخطيه للمرحلة الحرجة بعد إصابته بفايروس "كورونا" في مكان إقامته "بريطانيا".

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع الفنّان "تيم صالح" بتاريخ 1 نيسان 2020، ليحدّثنا عن رحلته مع المرض، فأجاب: «بدأت أشعر بالأعراض يوم الاثنين 15 آذار الماضي من سعال وارتفاع في درجة حرارة الجسم طوال اليوم، وفي اليوم التّالي ازدادت الأعراض من ضيق في التّنفس وسعال جاف مع صداع وألم بمعظم أجزاء الجسم، بقيت مدّةَ ثلاثة أيّام على هذه الحال، وكانت هذه ذروة المرض قبل تراجعه وانحساره خلال الأيّام القليلة الّتي تلتها، عندها حاولت أن أفكّرَ بالأماكنِ الّتي قد قمت بزيارتها قبل مدّة وأعتقدُ أنّني تلقيت العدوى من النادي الرياضي، وبحكم إقامتي في "بريطانيا" وازدياد عدد الإصابات، كنت على استعدادٍ تام لهذا الأمر، لذلك لم أتفاجأ عندما أصبت به، وتعاملت مع الأمر بعقلانيّة وهدوء».

من خلال تجربتي البسيطة مقارنةً بحالاتِ كثيرةٍ متقدّمةٍ و صعبةٍ من المرض الّتي يُحكَى عنها، أطلبُ من الجميع أن يتعاملوا مع الموضوع بواقعيّة وألّا يسمحوا للوهمِ أن يسيطرَ عليهم ويتحكّم بتفكيرهم قبل أن يصلَ المرضُ إليهم، وألّا يصدّقوا كلّ ما يُذكر على مواقع التّواصل الاجتماعيّ، وألّا يستخفّوا ويقلّلوا من خطورة الفايروس، ابقوا في المنزل حتّى انتهاء هذه المحنة بسلام فالوقاية والحرص واجبان علينا جميعاً، أتمنّى السّلامة للجميع

وتابع حديثه ليخبرنا عن كيفية تلقّيه لخبر الإصابة فقال: «كلّ بلد لديه طريقة مختلفة في التّعامل مع موضوع الفايروس، ففي "بريطانيا" يوجد رقم للطّوارئ، وفي حال الشّعور بأي أعراض للمرض، يتمّ الاتّصال ومتابعة الحالة عبر الهاتف في حال كان المريض لا يحتاج إلى العناية الفائقة في المشفى، مع التّأكيد على الحجر الطّوعي وعدم الاحتكاك بالآخرين أو الخروج من المنزل تحت أيّ ظرفٍ كان، ويتم الاتّصال بشكلٍ يوميّ للمتابعة.

تيم خلال التجهيز لإحدى الحفلات

وكانت ردّة فعل الأهل والمحيط مزيجاً من الحزن والخوف، الخوف عليّ وربما على أنفسهم وأحبّائهم، فالجميع يرى أنّ المرضَ يقترب منه بسبب التهويل الإعلامي، ولستُ متأكّداً إن كنت قد نقلت العدوى لأحد قبل معرفتي بالمرض، لكن لا أعتقد أنّني قد فعلت، فأنا أقضي هذه المرحلة في الحجر الذّاتي دون تواصلٍ مباشرٍ مع أيّ أحد.

الجميع وقف إلى جانبي وقدّم لي الدّعم المعنويّ والتّشجيع عن بعد، وأنا حقّاً أشكرهم من أعماق قلبي على مقدار الحبّ الذي أحاطوني به».

وعن الخطة العلاجية التي اتّبَعَها حتّى استطاعَ تجاوزَ المرحلةِ، أضاف: «أثناءِ المرض لم أكن قادراً على ممارسة الرّياضة أو ممارسة أيّ من نشاطاتي الاعتياديّة بسبب الوهن في الجسم، والشعور بالكسل، وعدم تقبّل أيّ شيء يتطلّب الحركة، وبصورة عامّة يمكنني القول إن أعراض "كوفيد-19" تشبه أعراض "الإنفلونزا" الحادّة أو كما يقال بالعامّية (كريب حاد)، ورغم التّعب و الألم، كانت الأعراض محمولةً نوعاً ما بالنسبة إلي، كوني غير مدخن، وأهتمّ بحالتي الصّحيّة، وأحرص على أن يكون طعامي صحيّاً دائماً، بالإضافة إلى أن الرّياضة جزء أساسيّ من حياتي، كلّ هذه الأمور ساعدتني على تقوية مناعة جسمي وأسهمت في تخطّي المرحلة الصعبة من المرض، ولم أستخدم أي أدوية سوى "Panadol" أو "Paracetamol" بالإضافة للمشروبات السّاخنة بشكلٍ مستمر».

وختمَ حديثَه بقوله: «من خلال تجربتي البسيطة مقارنةً بحالاتِ كثيرةٍ متقدّمةٍ و صعبةٍ من المرض الّتي يُحكَى عنها، أطلبُ من الجميع أن يتعاملوا مع الموضوع بواقعيّة وألّا يسمحوا للوهمِ أن يسيطرَ عليهم ويتحكّم بتفكيرهم قبل أن يصلَ المرضُ إليهم، وألّا يصدّقوا كلّ ما يُذكر على مواقع التّواصل الاجتماعيّ، وألّا يستخفّوا ويقلّلوا من خطورة الفايروس، ابقوا في المنزل حتّى انتهاء هذه المحنة بسلام فالوقاية والحرص واجبان علينا جميعاً، أتمنّى السّلامة للجميع».

يُذكر أنّ الفنّان "تيم صالح" من مواليد مدينة "اللّاذقيّة" عام 1988، ويقيم في "لندن"، قدّم سابقاً العديدَ من الحفلاتِ الموسيقيّةِ في "دارِ الأوبرا" السوريّة، حاصل على إجازةٍ من كليّة الموسيقا في "سورية"، ومتخصص بالعزف على آلة "القانون" وكان أستاذاً للآلة في "المعهد العالي للموسيقا".