تمكّن المهندس الزراعي "بسّام حداد" من النجاح في إنتاج الغاز الحيوي وتأمين حاجته المنزلية؛ بواسطة المخمّر الحيوي بطريقة بسيطة وآمنة.

يسكن المهندس "حدّاد" في قرية "المختارية"، التي تبعد عن مدينة "اللاذقية" 14كم؛ وهو ما أتاح له المساحة لتحويل أفكاره النظرية إلى واقع عملي، وكانت تجربته الناجحة في إنتاج الغاز الحيوي خير شاهد، عنها تحدث لمدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 19 آذار 2017، قائلاً: «منذ سنوات أقامت مديرية الزراعة في "اللاذقية" مخمرات تعليمية عدة في قرى ووحدات إرشادية، إضافة إلى بحثي في الإنترنت عن دراسات وطرائق تعنى بهذا الموضوع، فأعجبتني الفكرة، وطبقتها في منزلي، فقمت عام 2014 -في ظل الغلاء وقلة مصادر الطاقة ومنها الغاز- بتجربة المخمر الحيوي ثنائي الهدف لإنتاج الغاز الحيوي ليكون بدلاً من الغاز المنزلي، وبتجربة السائل العضوي الذي يعوّض عن السماد المعدني، والذي حقق نتائج باهرة وسريعة بالنمو والإنتاج للخضار الورقية (ملوخية، وبقدونس، ونعناع)، وبذلك حققت ما سعيت إليه».

درست الموضوع أكثر من مرة بطريقة علمية، وأدركت الأخطاء التي قد تواجهني، فأضفت بعض التعديلات إلى الدراسة وثبّتها في مخطط استغرق العمل عليه مدة شهرين، وأثناء تنفيذ الخطة، ظهرت عقبات عدة؛ أولها خوف الجيران المحيطين بي من خطورة الغاز غير الموجودة أساساً، وعقبات أثناء التصميم، كالأعباء المادية الزائدة؛ وهذا جعلني ألجأ إلى حلول بسيطة أثناء بناء المخمر الحيوي، فقمت بتعديل طريقة بناء الحفرة بما يخدم العمل

ويتابع "حداد": «درست الموضوع أكثر من مرة بطريقة علمية، وأدركت الأخطاء التي قد تواجهني، فأضفت بعض التعديلات إلى الدراسة وثبّتها في مخطط استغرق العمل عليه مدة شهرين، وأثناء تنفيذ الخطة، ظهرت عقبات عدة؛ أولها خوف الجيران المحيطين بي من خطورة الغاز غير الموجودة أساساً، وعقبات أثناء التصميم، كالأعباء المادية الزائدة؛ وهذا جعلني ألجأ إلى حلول بسيطة أثناء بناء المخمر الحيوي، فقمت بتعديل طريقة بناء الحفرة بما يخدم العمل».

المخمر الحيوي

وعن بدء إنتاج الغاز، قال: «بعد استكمال البناء، وتزويد المخمر بالمواد العضوية التي كانت مؤلفة من روث الأبقار ومخلفات الطبخ، وبعض الأعشاب والثمار المتساقطة الموجودة في حقلي من العنّاب والدرّاق والحمضيات وأي مادة عضوية قابلة للتحلل، إضافة إلى الماء، وبعد خمسة وعشرين يوماً، بدأت أولى تجارب إشعال الغاز في مطبخ المنزل، وذلك عبر أنابيب بلاستيكية قمت بتمديدها من المخمر إلى الغاز، وجاء بعض الجيران والأصدقاء لرؤية عملي ونقل التجربة إلى منازلهم، كما أشرفت على تجربة أحدهم، لكنه لم يتابع الاهتمام بمخمره الحيوي، حيث تعد تجربتي الوحيدة في منطقة "الحفة". ربما متابعتي الدائمة واهتمامي هما السبب في استمرار هذا العمل».

تميّز "حدّاد" بالسعي والبحث المستمرين، تحدث عنه المهندس الزراعي "ماهر محمود" قائلاً: «برز تميزه عندما قامت دائرة الإرشاد الزراعي بتنفيذ مخمرات عدة لإنتاج الغاز الحيوي من المخلفات الحيوانية ومخلفات المنازل، فاستهوته الفكرة لأهميتها الاقتصادية والبيئية في إعادة تدوير المخلفات، والحصول على غاز نظيف على مدار العام، فنجح في تصميم مخمر في مزرعته يتناسب مع عدد أفراد أسرته واستهلاكها للغاز بجهود ذاتية وتكلفة بسيطة، وحصل على النتيجة في إنتاج الغاز للاستخدام المنزلي والاستفادة من السماد السائل، كما أنه معطاء لا يحجب معلوماته وخبرته عن أحد، بل يبادر ويسعى إلى إيصال أفكاره إلى الآخرين بصورة مبسطة وقابلة للتطبيق، فقد تسلّح بالعلم ودخل عالم الزراعة من بابه الصحيح».

مخطط العمل
شعلة الغاز الأولى