تركب صهوة جوادها وتجمح، فتكتب سرداً هادفاً وواقعياً عن الحياة والإنسان؛ لتختصر على مرايا حرفها الجميل والإنساني همّ الوطن؛ فسميّت شاعرة الرهافة والكلمة الراقية والشجيّة.

«الحياة غنية، ولا يوجد طقوس معينة عدا الهدوء؛ أكتب عن كل شيء ولا أخطّط لما أكتبه، وعادة أتأثر بموضوع ما وأكتب، لأن الكلمات تتدفق تلقائياً وتتوارد بقافية وشعر حرّ، وأكتب القصيدة بأقلّ من عشر دقائق، فأنا نفسي لا أدري كيف تنهال الكلمات. وفي الظروف الراهنة يخطر في بالي الوطن وحياة الإنسان؛ فالأزمة التي تعصف ببلدنا فجّرت أشياء كثيرة في داخلي».

ولدت في بيت غارق في الكتب والعلم، منذ أن تعلّمت الأحرف الأبجدية وأنا أقرأ وأطالع كل ما أراه أمامي ويقع تحت يدي، ومع ذلك كنت أشعر بأن هناك شيئاً في داخلي يريد أن ينبثق إلى النور، وأذكر أنه في بداية تعلمي الكتابة اقتنيت دفتراً خاصاً بلغة اخترعت كلماتها من ذاكرتي، وكنت أطالب أهلي أن يخاطبوني بها

هذا كان بداية حديثنا مع الشاعرة "لينا يوسف قنجراوي"، التي تواصلت معها مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 5 كانون الثاني 2017، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعن موهبتها الشعرية قالت: «ولدت في بيت غارق في الكتب والعلم، منذ أن تعلّمت الأحرف الأبجدية وأنا أقرأ وأطالع كل ما أراه أمامي ويقع تحت يدي، ومع ذلك كنت أشعر بأن هناك شيئاً في داخلي يريد أن ينبثق إلى النور، وأذكر أنه في بداية تعلمي الكتابة اقتنيت دفتراً خاصاً بلغة اخترعت كلماتها من ذاكرتي، وكنت أطالب أهلي أن يخاطبوني بها».

الإعلامي فريد سبتي طاهر

تابعت: «في مرحلة المراهقة استهوتني المطالعة وقراءة الأعمال الكاملة لأشهر الكتاب العالميين الكلاسيكيين؛ وهذا أغنى لغتي وأعطاني خيالاً واسعاً. كان واضحاً تميزي في اللغة العربية منذ طفولتي، ومواضيعي الإنشائية كانت تقرأ في جميع الصفوف وتستمع إليها المعلمات، ومع ذلك قرّرت دراسة الأدب الإنكليزي؛ لأنّني أعشق هذه اللغة، ولأنني أحب الأجواء الضبابية التي تغلف الروايات الإنكليزية الكلاسيكية، خطرت لي فكرة الكتابة باللغة الإنكليزية، ولأنها لن تلقى ذات الصدى؛ فمشكلات الغرب تختلف عن مشكلاتنا ومعاناتنا، ولصعوبة النشر أيضاً؛ فضّلت الكتابة باللغة العربية، هذه التجربة جعلت من أسلوبي متنوعاً وشفافاً، وحالياً أكتب في عدة مؤسسات ثقافية. حصلت مؤخراً على وسام التجمع العالمي للشعراء العرب عن نتاجي لعام 2016، وأكثر من شهادة تقدير من مؤسسات ثقافية عربية وعالمية عدة، كالمؤسسة الدولية للآداب والفنون والثقافة».

مدير شعبة منظمة "المبدعين العرب" المعترف بها في "الولايات المتحدة الأميركية"، الإعلامي "فريد سبتي طاهر" كان له رأي بكتابات "قنجراوي"، حيث قال: «حرفها جميلٌ وإنسانيٌّ؛ لهذا تسمّى شاعرة الرهافة والكلمة الراقية والشجية؛ عربيّةٌ تحلمُ باللا حدود في زمن الغياب، على الرغم من تجربتها البسيطة في عالم الشعر، إلا أنّها غنية؛ فلم ألحظ عناء في التلقي، فكلّ كلمة في الاستغراقات مغموسة بنبضها البسيط وآهاتها وحنينها، وهي انعكاس لما تحمله من مشاعر صاخبة تجاه حالاتها وأدوارها في الوطن والعشق والحياة، وهي أمٌّ معطاءة لا تُغْلِقُ كفَّ نداها.

شهادة تقدير

كاتبةٌ تجمح على صهوة فرس الحبر، وتقفز فوق الحواجز. تصنعُ كعكةً بمقادير تخلطها، وتخبزها ليتذوّقها القرّاء، فلا تطرح حلولاً وهميّة، بل تترك النهايات مفتوحة متسائلة وباحثة عن الحقيقة، فتمارس سلطتها على النصّ بحنكةٍ وذكاء، وتكتب شيئاً جديداً مغايراً في زمن التراكمات الكَميّة للأدب والشعر. مشكلتها الوحيدة أنها تكتفي بالنَّصّ بسرديّتِهِ أو وصفِهِ، ولا تحاول إقحام قصيدة التفعيلة الطويلة لتكتمل لنا الصورة الكاملة عن موهبتها».

يذكر أن "لينا قنجراوي" من مواليد "اللاذقية"، وهي عضو في إدارة مؤسسة فنون الثقافية، وعضو في المؤسسة العربية الدولية للآداب والفنون والثقافة، وقد كرّمت من قبل جامعة الدول العربية، وألقى بصوته الإعلامي العراقي "مؤيد طه" قصيدتها: "غواية الحلم".