حصلت المخرجة "رهف خضور" على تنويه من لجنة تحكيم مشروع سينما الشباب عن فيلمها "ورد"؛ نظراً لتميز الموضوع ورهافته وحساسيته وحسن تعاملها مع الطفل لأداء دوره.

تقول "خضور" في حديثها لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 3 حزيران 2016: «بدأت فكرة الفيلم واشتراكي بمشروع سينما الشباب من ورشة عمل حول كتابة السيناريو مع الأستاذ "حسن م يوسف" في تجمع القباني بـ"اللاذقية"، كان لدينا مشروع أفلام قصيرة على الإنترنت، بعد ذلك اشتركت بمسابقة منح إنتاج الأفلام القصيرة للشباب أقامتها المؤسسة العامة للسينما وقدمت السيناريو الخاص بي».

أنا أحب التمثيل كثيراً وأحببت الفكرة ولم أخف أبداً؛ على العكس أحسست بأنني في عالم آخر ونسيت الكاميرا، لكنني شعرت بالحزن على الأطفال المصابين بالتوحد وفرحت عندما عرض الفيلم والناس أحبوه

تدور أحداث الفيلم حول طفل يعاني اضطراب التوحد تحاول معلمته باستمرار تدريبه وتلقينه سلوكيات محددة تخفف من اضطرابات التوحد لديه لكن يصعب عليها ذلك، وعن اختيارها لفكرة السيناريو تضيف "خضور": «كانت الفكرة ملحة في رأسي بسبب فقر تناول المادة السينمائية لموضوع طفل التوحد، فكتبت النص من وحي خبرتي بالعمل مع أطفال التوحد في جمعية التوحد في "اللاذقية"، كما أن دراستي للماجستير في الفلسفة أعطتني الرؤية لإقحام نفسي بالتجربة، ومحاولة صياغة فكرة كمشهد سينمائي لتصل إلى أكبر شريحة ممكنة في المجتمع عن إيجابية طفل التوحد في حال تلقى تربية خاصة به».

من حفل التكريم

فكرة الفيلم تقول: «إنني إذا قدمت المعرفة بكل ود وحب ومن دون يأس لطفل التوحد؛ بلحظة ما هذا التراكم المعرفي عند الطفل سوف يظهر، فتنبهت اللجنة إلى هذه الناحية؛ لذلك حصل فيلمي على تنويه من لجنة التحكيم لجدّة الموضوع ورهافته وحساسيته وحسن تعاملي مع الطفل ليؤدي الدور بأسلوب مقنع. الشيء الذي عانيته بدايةً لأن أطفالنا وحتى أهاليهم لا يملكون فكرة كافية عن طفل التوحد، كذلك واجهتني صعوبة في إيجاد الطفل الذي سيلعب الدور إلى أن التقيت الطفل "جعفر محمود" ودربته على المشاهد في المنزل ولاقيت تعاوناً من أهله ومن الممثلة "نسرين فندي" التي أخذت دور المعلمة».

عن دور عائلة الطفل "جعفر محمود" تقول والدته الإعلامية "أجفان قبلان": «بالنسبة إلى تقبلنا لفكرة مشاركة "جعفر" بالفيلم رأيت أن الحديث عن أطفال التوحد أمر مهم، لكن كنا نتخوف من ألّا يقدر "جعفر" أن يقدم الدور جيداً، لكن المخرجة جلست مع "جعفر" عدة مرات وحضر معها أفلاماً لها علاقة بأطفال التوحد وكيف يتصرفون يوم التصوير، "جعفر" فاجأ الجميع بإتقانه وتفاعله مع الدور وإحساسه العالي لدرجة جعل (المونتير) يشك أنه طفل مصاب بالتوحد، والتنويه أعطي أيضاً لعبقرية الطفل وأدائه».

من تصوير الفيلم

أما الطفل "جعفر محمود" الذي أدى دور "ورد" فيقول: «أنا أحب التمثيل كثيراً وأحببت الفكرة ولم أخف أبداً؛ على العكس أحسست بأنني في عالم آخر ونسيت الكاميرا، لكنني شعرت بالحزن على الأطفال المصابين بالتوحد وفرحت عندما عرض الفيلم والناس أحبوه».

ختاماً، أضافت المخرجة "رهف خضور": «قد يكون الفيلم قصيراً ويحتاج تقنياً إلى اهتمام أكثر، لكن هدفي كان إيصال رسالة إنسانية تقدم شيئاً لأطفال التوحد، رسالتي هي أن طفل التوحد ليس طفلاً سلبياً كما يُعتقد، يمكن أن يكون إيجابياً إذا ما قدمنا له العناية والبرامج الخاصة به».

جعفر محمود

في مشهد أخير للفيلم يتعرض الطفل إلى صدمة تظهر لديه عواطف قوية للمعلمة واستجابة واضحة لتكون رسالة الفيلم أن طفل التوحد ليس سلبياً بالضرورة، إنما هو عاطفي، لكن يصعب عليه التعبير.